وزير خارجية تركيا: على قسد التخلي عن أجندته الانفصالية تحت غطاء محاربة داعش
آخر تحديث: الأربعاء 8 أكتوبر 2025 - 10:42 م بتوقيت القاهرة
أنقرة - الأناضول
• خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره السوري أسعد حسن الشيباني، في أنقرة..
قال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، إن تنظيم "قسد"، يتبع أجندة انفصالية في سوريا تحت غطاء محاربة تنظيم "داعش" الإرهابي، داعيا إياه إلى التخلي عن هذا النهج.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي مشترك عقده وزير الخارجية التركي مع نظيره السوري أسعد حسن الشيباني، عقب لقائهما الأربعاء، في العاصمة أنقرة.
وأشار فيدان، إلى أن سوريا باتت تمتلك اليوم حكومة تعمل بانفتاح على التعاون مع المجتمع الدولي.
وشدد على ضرورة تقييم هذا الوضع كفرصة على صعيد قضايا الأمن التي لم يُحرز فيها تقدم في عهد نظام الأسد.
وأكد في هذا السياق أنه يعين على المجتمع الدولي تغيير أسلوبه في مكافحة تنظيم "داعش".
وبيّن وزير الخارجية التركي، أن الحكومة السورية تمتلك الإرادة لتنفيذ عمليات منسّقة ضد التنظيم الإرهابي.
وأضاف: "تمتلك الحكومة السورية الإرادة اللازمة لتنفيذ عمليات منسقة ضد داعش". وتابع: "يجب علينا جميعا مساعدة سوريا في دعم هذه الإرادة بالإمكانات والقدرات اللازمة".
وأوضح فيدان، أن تركيا ستواصل المساهمة في تطوير إمكانيات الحكومة السورية في مكافحة داعش.
وأردف: "في هذا الصدد، يتعين على قسد الذي يتبع أجندة انفصالية تحت غطاء مكافحة داعش التخلي عن هذه المعادلة الآن".
وقال فيدان، إنه ناقش في اجتماعه مع الشيباني اليوم، جميع هذه النقاط بشكل معمق والخطوات التي يمكن اتخاذها لتنفيذ اتفاق 10 مارس 2025، على وجه السرعة وبشكل كامل.
وفي 10 مارس الماضي، وقّع الرئيس السوري أحمد الشرع، وقائد ما يعرف بـ"قسد"، واجهة تنظيم "بي كي كي/واي بي جي" الإرهابي بسوريا، فرهاد عبدي شاهين، اتفاقا لدمج المؤسسات المدنية والعسكرية شمال شرقي سوريا ضمن إدارة الدولة.
واشتمل الاتفاق على المعابر والمطار وحقول النفط والغاز، وتأكيد وحدة أراضي البلاد، لكن التنظيم الإرهابي نقض الاتفاق أكثر من مرة.
وجدد فيدان، تأكيده على أن "أمن سوريا، التي نتشارك معها حدودا برية بطول 911 كيلومتراً، يحظى بأهمية محورية لأمن تركيا".
وأضاف: "العناصر التي تستهدف أمن سوريا، تشكل تهديدا أمنيا لبلدنا أيضا".
وشدّد فيدان، على أن "قسد" يتصرف وفق أجندة مختلفة وعليه ألا يمارس التقية.
وأكد ضرورة التوصّل إلى حل يكون لصالح الطرفين ويخدم وحدة وتكامل سوريا، مضيفا أن تركيا تأمل في تحقيق ذلك بطرق سلمية.
كما لفت فيدان، إلى أهمية ألا يشكل أيّ تنظيم إرهابي، انطلاقًا من الوضع في سوريا، تهديدًا لتركيا أو لأي دولة في المنطقة.
وأشار إلى أن تركيا تتابع منظومة التهديدات منذ سنوات، وأن التنظيمات الإرهابية التي لم تجد موطئ قدم داخل الأراضي التركية ذهبت إلى خارج الحدود لتُؤسّس هناك عالما خاصا بها وتنفذ منه عمليات ضدّ تركيا.
وأضاف فيدان: "قررنا القضاء على هذه المنظومة تمامًا. وأصبحنا نتصدى للتهديد في مصدره ونتابعه عن كثب. كما أننا لا نتركه داخل تركيا، ولا نريد أن يكون خارجها آفةً تؤثر سلبًا على مصير المنطقة".
ودعا جميع الأطراف إلى أن تضطلع بالمسؤوليات التي تقع على عاتقها في هذا الصدد.
فيدان، أشار إلى أنّ العلاقات بين تركيا وسوريا وتأثيراتها الإقليمية تتطلّب تنسيقًا كثيفًا جدا. ولفت إلى أن سوريا شهدت في 5 أكتوبر الجاري، انتخابات لمجلس الشعب.
وأكد أنّ نظيره السوري الشيباني قام بهذه الزيارة لأنقرة بعد الانتخابات مباشرةً، وأن اللقاء بينهما تناول قضايا هامة.
وبيّن وزير الخارجية التركي أن دول المنطقة قدّمت بعضَ التوصيات للحكومة السورية الجديدة بعد سقوط نظام الأسد، مؤكدة ضرورة إخراج سوريا من كونها مصدرًا لعدم الاستقرار، واتخاذ التدابير اللازمة لمكافحة الإرهاب، وعدم تهميش أي مجموعة في سوريا عبر اتباع سياسة شاملة.
وأعرب عن ترحيبه باتخاذ حكومة سوريا بقيادة الرئيس أحمد الشرع، خطوات إيجابية وإبدائها انفتاحًا على التعاون في هذه القضايا.
وأشار فيدان، إلى أنّ انخراط الحكومة السورية على الصعيدين الإقليمي والدولي يزداد قوة يوما بعد يوم.
وقال إن "أحدث مثال على ذلك هو خطاب السيد الشرع، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، فقد كان تطورًا تاريخيًا أيضا".
وأكد على أهمية الاستفادة من هذا الزخم لتحسين الظروف المعيشة للشعب السوري، وأن تركيا ستواصل بذل ما بوسعها من جهود في هذا الشأن.
وشدّد فيدان، على أنّ المجتمع الدولي يجب أن يفي بالتزاماته تجاه الشعب السوري.
وفي هذا الصدد، دعا إلى رفع جميع العقوبات المفروضة على سوريا وممثّليها في أقرب وقت ممكن.
وأضاف أنّ الخطوات المتخذة بهذا الاتجاه ستخدم استقرار سوريا وتنميتها، وستُسهم أيضًا في تحسين الوضع الأمني داخل البلاد.
- عدوانية إسرائيل تجاه سوريا
ولفت فيدان، إلى أنّ عدوانية إسرائيل تجاه سوريا تشكّل واحدةً من أهم المشاكل التي يواجهها هذا البلد.
وقال: "بحثنا الجهود الرامية إلى إحلال الأمن في جنوب سوريا، فضمان السلام والأمن في سوريا سيكون ممكنًا إذا ما تم احترام سيادة البلاد ووحدتها وسلامة أراضيها. ونحن في تركيا سنواصل دعمنا للجهود المبذولة في هذا الاتجاه".
وشدد فيدان، على أن الشعب السوري ينتظر من المجتمع الدولي أن يقف بوضوح ضد هجمات إسرائيل على سوريا.
وأكد أن تركيا تدعم بقوة هدف أن تكون سوريا دولة قادرةً على الوقوف على قدميها وأن تصبح جزءًا من الاستقرار في منطقتها.
وتابع: "سنواصل، إن شاء الله، المساهمة في إعادة إعمار سوريا بأيدي القطاعين العام والخاص".
ودعا فيدان، جميع الشركاء من أصحاب المسؤولية إلى الوقوف بجانب تركيا في هذه المرحلة.
وأردف: "نريد الآن أن يسودَ السلام والاستقرار والتنمية في منطقتنا التي ارتبط اسمها بالحروب والصراعات، وسنبذل قصاء جهدنا لأداء هذه المسؤولية التاريخية".
من جهة أخرى، أشار فيدان، إلى أن تنفيذ إسرائيل عمليات أحادية الجانب متذرعة بدروز السويداء في سوريا، يفاقم حالة عدم الاستقرار بالمنطقة، ما يمثل مشكلة أمن قومي من منظور تركيا.