بروفايل .. نيكولا ليرنر.. مهندس التفاوض السري لتحرير الفرنسيين وقيادة المخابرات الفرنسية

آخر تحديث: السبت 8 نوفمبر 2025 - 2:57 م بتوقيت القاهرة

هايدي صبري


سلط موقع "أنتليجنس أونلاين" الفرنسي المتخصص في الاستخبارات الضوء على نيكولا ليرنر، معتبرًا أنه المهندس الرئيسي للمفاوضات بين فرنسا وإيران لتحرير السجناء الفرنسيين المحتجزين في إيران.

وكان ليرنر، رئيس المديرية العامة للأمن الخارجي (DGSE)، وراء تحرير سيسيل كولر وجاك باريس، بعد احتجازهما منذ 7 مايو 2022 بتهم التجسس لصالح الأجهزة الاستخباراتية الفرنسية.

وقد شكلت هذه العملية تحديًا دبلوماسيًا كبيرًا، إذ عمل ليرنر وفرق جهازه بسرية تامة لضمان إطلاق سراحهما بأمان، مؤكدًا قدرة المخابرات الفرنسية على إدارة الملفات الحساسة والمعقدة مع الحفاظ على سرية العمليات وحماية مواطنيها في الخارج.

من خلال هذه العملية، برز نيكولا ليرنر كـمهندس استراتيجي للتفاوض الدولي، يجمع بين الخبرة الاستخباراتية والحنكة الدبلوماسية، ما يعكس دوره المحوري في حماية مصالح فرنسا على الساحة الدولية.

وكان وراء تحرير سيسيل كولر وجاك باريس من إيران ، ويقود واحدًا من أكثر الأجهزة حساسية في فرنسا، نيكولا ليرنر، رئيس المديرية العامة للأمن الخارجي.

في 4 نوفمبر، تم الإعلان عن تحرير سيسيل كولر وجاك باريس بعد احتجازهما في إيران، حيث وجهت لهما تهم التجسس لصالح الأجهزة الاستخباراتية الفرنسية.

وشكل هذا الحدث شهادة على قدرة المخابرات الفرنسية على التعامل مع الملفات الحساسة والمعقدة، مع الحفاظ على سرية العمليات وحماية مواطنيها في الخارج.

من هو ليرنر؟

وولد نيكولا ليرنر في 29 يونيو 1978 في الدائرة الرابعة عشر من باريس، وهو موظف سامٍ فرنسي، وشغل منصب المدير العام للأمن الداخلي الفرنسي (DGSI) بين عامي 2018 و2024، قبل أن يتولى قيادة المديرية العامة للأمن الخارجي (DGSE)، حيث أصبح أحد أبرز الشخصيات في أجهزة الاستخبارات الفرنسية، مع خبرة واسعة في مواجهة التهديدات الأمنية والإرهاب والتحديات الدبلوماسية المعقدة.
وحصل نيكولا ليرنر على شهادته من معهد الدراسات السياسية في باريس، وهو أيضًا خريج المدرسة الوطنية للإدارة (ENA)، ما أكسبه قاعدة متينة في الإدارة العامة والسياسة، ومهارات متميزة أهلته لتولي أعلى المناصب في أجهزة الاستخبارات الفرنسية وإدارة القضايا الأمنية المعقدة على المستويين الوطني والدولي.

وكشف ليرنر في مقابلة سابقة علي محطة "تي.إف1" الفرنسية التحديات الأمنية الكبرى التي تواجه فرنسا، من التهديدات الإرهابية إلى التوترات الدولية، مظهراً جانبه البشري وفلسفته القيادية داخل جهاز المخابرات.
مسيرة ومسؤوليات
ويتولى نيكولا ليرنر قيادة جهاز المخابرات الخارجية الفرنسية DGSE منذ بداية العام الجاري، بعد خمس سنوات في رئاسة الأمن الداخلي الفرنسي، وهو يقود فريقًا يضم أكثر من 7500 موظف، بما في ذلك فرق العمليات السرية، يعملون في جميع أنحاء العالم لجمع المعلومات ورصد التهديدات وحماية الفرنسيين في الداخل والخارج.

وفي حديثه مع "تي إف1"، وصف ليرنر مهامه بـ"السرية بطبيعتها"، مشيراً إلى أن جهازه يعمل في صمت تام، لكن تأثيره يتعدى الحدود الجغرافية. فقد تولى، ضمن مهامه، التفاوض والتحرك لتحرير الرهائن الفرنسيين في إيران، وهو إنجاز يُظهر البراعة الدبلوماسية والاستراتيجية التي يمتلكها.

فلسفة العمل والتحديات

في المقابلة، أشار ليرنر إلى أنه "يتحلى بنوع من البارانويا"، موضحًا أن اليقظة القصوى ضرورية في مجال الاستخبارات. وأضاف: "قد تُعتبر البارانويا عيباً بالنسبة للناس العاديين، لكنها ميزة في عالم الاستخبارات".

وتطرق ليرنز أيضًا إلى التهديدات المرتبطة بالإرهاب، مؤكداً أن هذه المخاطر "لم تختفِ أبداً"، وأشار إلى أن أحداث مثل اغتيال صامويل باتي في 2020 شكلت اختبارًا حقيقيًا لخبرته في الأمن الداخلي.

كما تناول استعدادات فرنسا لاستضافة الألعاب الأولمبية في باريس، مؤكداً على "الحرص الشديد والتأهب الكامل" رغم عدم وجود تهديد محدد حتى الآن.

التأثير العام والدور البشري

على الرغم من طابع عمله السري، أبرز ليرنر جانبًا إنسانيًا في قيادته، حيث يحرص على التفاعل مع الفرق الميدانية وفهم احتياجاتهم، مؤكدًا على أهمية دعم المهندسين والمحللين والميدانيين لتحقيق النتائج المرجوة.

وأضاف أن الدقة والمصداقية التي ظهرت في مسلسل Le Bureau des légendes تعكس إلى حد كبير الواقع، مشيدًا بتفاصيل السلسلة وبدقة تصويرها للمهمات الأكثر حساسية، بما في ذلك استخدام الألقاب الرمزية للعمليات السرية.

إرث نيكولا ليرنر

نيكولا ليرنر لم يكن مجرد رئيس لمؤسسة استخباراتية، بل مهندس استراتيجي للتفاوض الدولي وحماية مصالح فرنسا.

ومن تحرير الرهائن إلى مواجهة الإرهاب والتحديات الجيوسياسية، ترك بصمة واضحة على قدرة الدولة الفرنسية على الصمود والرد في عالم مليء بالتهديدات المتزايدة.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2025 ShoroukNews. All rights reserved