أبرز الادعاءات المضللة حول تمويل الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية

آخر تحديث: الأحد 9 فبراير 2025 - 10:35 ص بتوقيت القاهرة

عبد الله قدري

قالت وكالة أسوشيتد برس، إن إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب تسعى لتفكيك الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية "USAID"، وسط انتشار واسع للمعلومات المضللة على وسائل التواصل الاجتماعي لدعم هذا القرار، وذكرت الوكالة أن العديد من هذه المعلومات تم الترويج لها من قبل الإدارة نفسها وإيلون ماسك.

وأشارت تقارير إلى أن منشورات على وسائل التواصل الاجتماعي أثارت تساؤلات حول تمويل مشاريع ومنظمات معينة، مع ادعاءات غير موثقة بأن الأموال استُخدمت بشكل غير مناسب، وزعمت السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض، كارولين ليفيت، أن الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية أنفقت مبالغ على مشاريع شملت "1.5 مليون دولار لتعزيز التنوع والمساواة والشمولية في أماكن العمل في صربيا، و70 ألف دولار لإنتاج عرض موسيقي في أيرلندا، و47 ألف دولار لأوبرا عن المتحولين جنسيًا في كولومبيا، و32 ألف دولار لكتاب هزلي في بيرو"، إلا أن التحليل يظهر أن هذه الادعاءات غير دقيقة.

وأكدت أسوشيتد برس أن المنحة الوحيدة التي قدمتها الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية كانت لمنظمة صربية تدعى Grupa Izadji بهدف تعزيز التنوع والمساواة في أماكن العمل في صربيا، أما باقي المشاريع، فقد مولتها وزارة الخارجية الأمريكية من خلال مكتب وكيل الوزارة للدبلوماسية العامة، حيث تم تخصيص 70.884 دولار في عام 2022 لشركة أيرلندية لإنتاج عرض موسيقي يعزز القيم المشتركة بين الولايات المتحدة وأيرلندا، و25.000 دولار لجامعة في كولومبيا لإنتاج أوبرا تعزز تمثيل المتحولين جنسيًا، و32.000 دولار لمنظمة في بيرو لإنتاج كتاب هزلي يعالج قضايا اجتماعية وصحية عقلية.

وفي السياق ذاته، نفت وكالة أسوشيتد برس تلقيها أي تمويل من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، وأوضحت أن المعلومات المنتشرة تشير إلى سوء فهم لطبيعة عمل الوكالة، حيث أكدت متحدثة باسم الوكالة أن الحكومة الأمريكية تتعامل مع أسوشيتد برس كعميل عادي يشترك في خدماتها غير الحزبية، مشيرة إلى أن ذلك ينطبق على إدارات ديمقراطية وجمهورية على حد سواء.

وفيما يتعلق بمنظمة BBC Media Action، أوضحت التقارير أن الأموال التي حصلت عليها المنظمة الخيرية، والتي تُعتبر كيانًا منفصلًا ماليًا وتحريريًا عن BBC News، كانت تهدف لدعم مشاريع إعلامية مستقلة وتعزيز الإعلام الموجه للصالح العام.

وعلق خبراء المساعدات الخارجية على القضية، حيث قالت راشيل بونيفيلد، زميلة بارزة في مركز التنمية العالمية، إن مراجعة إدارة ترامب للمساعدات الخارجية تتماشى مع التغير الطبيعي للأولويات السياسية بين الإدارات، لكنها أكدت أن انتشار المعلومات المضللة حول عمل الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية يعكس نقصًا في فهم دورها الحقيقي.


وأضاف شون روبرتس، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة جورج واشنطن، أن إدارة ترامب تعتمد على "نهج تصعيدي" في تناول قضايا الوكالة، مما يعوق النقاش العقلاني حول أهميتها وأهدافها، وأوضح أن هذه التصريحات التحريضية "تطمس الحقائق وتخلق تصورًا مشوهًا" حول عمل الوكالة.

يُذكر أن الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية تعمل منذ أكثر من 60 عامًا كوكالة مستقلة تقدم المساعدات الإنسانية والتنموية، وتركز على تعزيز الصحة العالمية، ودعم الاستقرار، وتقديم المساعدات الإنسانية، وتعزيز الابتكار، وتمكين النساء والفتيات في أكثر من 100 دولة حول العالم.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2025 ShoroukNews. All rights reserved