ألمانيا: الزعيم السابق للحزب البافاري يتهم الاتحاد المسيحي بمخالفة وعوده الانتخابية
آخر تحديث: الأحد 9 مارس 2025 - 7:06 م بتوقيت القاهرة
برلين (د ب أ)
اتهم هورست زيهوفر، الرئيس السابق للحزب المسيحي الاجتماعي البافاري، الاتحاد المسيحي الألماني بمخالفة وعوده بسبب حزمة الديون الضخمة التي يسعى إلى إقرارها لتمويل استثمارات في البنية التحتية والدفاع.
يذكر أن الاتحاد المسيحي يتكون من الحزب المسيحي الديمقراطي برئاسة فريدريش ميرتس وشقيقه الأصغر الحزب المسيحي البافاري.
وفي تصريحات لصحيفة "بيلد أم زونتاج" الألمانية الصادرة اليوم الأحد، قال زيهوفر إن هذه الخطط "لا تتماشى مع التحول السياسي الموثوق الذي وعدنا به. بل إنها تتناقض تمامًا مع ما قلناه قبل الانتخابات. يبدو أنه كان يتعين على الحزب الاشتراكي الديمقراطي والخضر أن يخسرا الانتخابات حتى يحصلا في النهاية على ما كانا يسعيان إليه بشكل دائم".
وتابع زيهوفر أن "الديون المرتفعة دائمًا ما تشكل خطرًا على الاستقرار الاقتصادي وعلى معدل التضخم، وفي النهاية، يدفع المواطنون البسطاء الثمن. الديون ليست ذات طابع اجتماعي".
وكان زيهوفر يشغل أيضا منصب وزير الداخلية الاتحادي، كما شغل أيضا منصب رئيس حكومة ولاية بافاريا.
وكانت آلية كبح الديون أُدْرِجَتْ في الدستور الألماني عام 2009، ويسعى الاتحاد المسيحي وحزب المستشار الحالي أولاف شولتس، الاشتراكي الديمقراطي الآن إلى تخفيفها. وقال زيهوفر: "إذا كنا غير قادرين على تمويل مستقبلنا من الإيرادات الضريبية الهائلة التي لدينا، فهناك شيء خاطئ."
وفي بداية محادثاتها الاستكشافية لتشكيل ائتلاف حاكم جديد في ألمانيا، كانت قيادات الحزب المسيحي الديمقراطي والحزب المسيحي البافاري و الحزب الاشتراكي اتفقت على تخفيف قاعدة الحد من الديون في الدستور لزيادة الإنفاق الدفاعي، بالإضافة إلى إنشاء صندوق خاص للبنية التحتية بقيمة 500 مليار يورو يتم تمويله عبر الديون.
وكان الاتحاد المسيحي عارض مثل هذه الخطط خلال حملته الانتخابية.
ورأى زيهوفر أنه لا بديل عن أن يحقق الاتحاد المسيحي بدايات جديدة معقولة في القضايا الأساسية المهمة بالنسبة له " وقبل كل شيء في المجالات الكبرى مثل الهجرة، وإعانة المواطنين (بورجرجلد) والحد من البيروقراطية وتخفيض الميزانيات العامة"، لافتا إلى أنه عندئذ فقط يمكن الحديث عن تحول سياسي حقيقي، "وعندئذ فقط يمكن تبرير الديون المرتفعة المتفق عليها."
وبشأن احتمال تشكيل ائتلاف جديد يتكون من الاتحاد المسيحي والحزب الاشتراكي، قال زيهوفر إنه شهد ثلاث حكومات ائتلافية مماثلة من قبل، وأردف:" في البداية، كان هناك حماس كبير، لكن في النهاية، كان الجميع سعداء بانتهائها."
ومنذ خروجه من الساحة السياسية، أصبح من النادر أن يدلي زيهوفر بتصريحات، كما قلل من ظهوره العلني أو مقابلاته. وكان قد صرح عدة مرات بأنه لا يريد التعليق على عمل خلفائه.غير أنه انتقد في هذا اللقاء مع "بيلد آم زونتاج" نتائج الانتخابات التي حققها الاتحاد المسيحي والحزب المسيحي البافاري خلال السنوات الماضية.
وقال إن "ماركوس زودر" (خليفته في رئاسة الحزب البافاري والحكومة البافارية) يتولى رئاسة الحزب منذ سبع سنوات. وخلال هذه الفترة، جرت انتخابات برلمانية محلية مرتين وانتخابات برلمانية اتحادية مرتين، وكانت جميع هذه الانتخابات الأربع من بين الأسوأ في تاريخ الحزب المسيحي البافاري.