هل تؤثر قرارات ترامب الجمركية على صناعة السينما العربية؟

آخر تحديث: الجمعة 9 مايو 2025 - 7:05 م بتوقيت القاهرة

الشيماء أحمد فاروق

صدمة في الأوساط السينمائية العربية


أثار إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فرض تعريفات جمركية بنسبة 100% على الأفلام المصنوعة خارج الولايات المتحدة صدمة وارتباكًا في مجتمع السينما في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، حيث يفكر كثيرون في مدى الضرر الذي سوف يقع على الصناعة في هذه المنطقة.

الدول العربية الأكثر تأثرًا

ووفقًا لتقرير لصحيفة ذا ناشونال الإماراتية، من المتوقع أن تتأثر الدول التي تقدم حوافز ضريبية للإنتاجات الدولية، مثل الإمارات العربية المتحدة والأردن والمملكة العربية السعودية وقطر والمغرب وتونس، بشكل خاص بهذه الخطوة المحتملة.

مشاريع هوليوود في خطر

قال قيس قنديل، المؤسس الأردني لشركة "ذا فيلم ميكرز"، وهي شركة إنتاج إماراتية جلبت مشاريع دولية مثل "ذا ميسفيتس" و"بيوند ذا لايكس" إلى الإمارات في الماضي، إن التعريفات الجمركية المقترحة قد تعطل مشاريع هوليوود التي من المقرر تصويرها بالفعل في المنطقة.
أوضح قنديل لصحيفة ذا ناشونال: "بصفتي منتجًا أمضى سنوات في ربط هوليوود بأبوظبي، فقد رأيت بنفسي كيف يُعزز التعاون الدولي الصناعة إبداعيًا واقتصاديًا، وقد تعقد قرارات ترامب خططي الفورية لجلب المزيد من المشاريع الأمريكية إلى المنطقة".

الأسباب الحقيقية لاختيار مواقع التصوير العربية

يشير قنديل أيضًا إلى أن هوليوود لا تختار التصوير في دول مثل الإمارات العربية المتحدة والأردن والمملكة العربية السعودية فقط بسبب حوافز التخفيضات المتاحة، على سبيل المثال، استطاعت مشاريع مثل سلسلة أفلام "مهمة مستحيلة" إنتاج بعض مشاهد الأكشن بفضل الإمكانات التنظيمية واللوجستية لأبوظبي، والتي لا تتوفر في مواقع أخرى.

الكوادر المحلية مهددة بفقدان الفرص

وهناك منظور آخر يرتبط بتبعات القرار، وهو ما يتعلق بشأن العاملين في الصناعة، حيث يقول كين رودريغيز: "بصفتي مهندس صوت محلي، فإنّ الحصول على فرص العمل في قسم الصوت في أفلام استوديوهات هوليوود الكبرى يعني لي الكثير، لا تزال صناعة السينما في الإمارات العربية المتحدة في طور التطور، وهذه هي الفرص الوحيدة المتاحة لنا كطاقم محلي للمشاركة والنمو، إذ نادرًا ما نشهد إنتاجًا محليًا لأفلام بهذا الحجم".
وأضاف كين: "إذا توقف تصوير مشاريع هوليوود في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، فقد يكون لذلك تأثير سلبي محتمل على المشهد الإبداعي المحلي".

تأثير محدود على الأفلام العربية

أما المخرج محمد حفظي، مؤسس شركة الإنتاج الإقليمية المؤثرة "فيلم كلينيك"، فكان رأيه: "فيما يتعلق بالسينما العربية، سيكون التأثير ضئيلاً على أي حال، لا تُعرض الكثير من الأفلام العربية في الولايات المتحدة، وأن باستثناء الإنتاجات المشتركة مع هوليوود، لن تتأثر الأفلام العربية إلى حد كبير".

منصات البث تحت المجهر

هناك جانب غامض فيما يتعلق بالرسوم الجمركية، حيث لا يظهر بعد هل هذا القرار سوف يُطبق على الأعمال التي تُعرض عبر منصات البث مثل نتفليكس أم لا، يقول جيانلوكا شقرا، مؤسس شركة Front Row Filmed Entertainment: "من غير الواضح ما إذا كانت المشاريع ستتأثر بالتعريفات الجمركية، وكيف سيتم تطبيقها، وما إذا كانت ستُلحق الضرر بنمو السينما العربية على الساحة العالمية".

جوائز الأوسكار في الميزان

لكن بالنسبة لصانعي الأفلام الذين يتطلعون إلى جذب انتباه هيئات الجوائز، مثل جوائز الأوسكار، يُعدّ التوزيع الأمريكي محوريًا، وتعرب المخرجة الأردنية رزان طقاش، رئيسة قسم الأفلام في كلية SAE الجامعية بدبي، عن قلقها من أن تؤثر الرسوم الجمركية المحتملة على قدرة الأفلام الأجنبية على الوصول إلى المهرجانات السينمائية الأمريكية، التي يُعدّ بعضها مؤهلًا لجوائز الأوسكار.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2025 ShoroukNews. All rights reserved