دراسة نفسية حديثة: الحلم مسكن قوي للذكريات المؤلمة
آخر تحديث: الجمعة 9 مايو 2025 - 6:53 م بتوقيت القاهرة
إعداد: ليلى إبراهيم شلبي
«الأحلام أثناء النوم بمثابة يد حانية تلمس ذاكرتك أثناء النوم لتمسح عنها بعضا من ألم التذكار لتجربة مؤلمة سابقة!» هكذا عبر أستاذ علم النفس والأعصاب عن نتائج دراسة هامة نشرت فى الدورية المعروفة هذا الشهر (نوفمبر) Current Biology.
د. ماتيو والكر من جامعة كاليفورنيا بيركلى Prof. Matthew Walker UC Berkely والذى أشرف على العمل العملى يصف مرحلة الحلم أثناء النوم بأنها عملية تتعاون فيها انفاعالات شتى عصبية وهورمونية على محاولة معاونة الإنسان على نسيان الذكريات والأحداث المؤلمة التى عانى منها.
< الصدفة وحدها دفعت فريق البحث من كلية طب بيركلى إلى التفكير فى إجراء تلك الدراسة حين حديث عابر لطبيب يعمل فى مركز طبى لخدمة المحاربين القدماء ذكر لزملائه أنه سجل ملاحظة هامة على دواء يستخدم للتحكم فى ضغط الدم المرتفع كعارض جانبى: كان هذا الدواء يخلص مرضاه أيضا من الكوابيس والأحلام المزعجة التى يعانى منها عادة العائدون من الحرب مثقلين بذكريات قاسية مسكونين بالألم ومشاعر الكآبة.
دراسة فعل هذا الدواء أشارت إلى أثره فى خفض معدلات إفراز هورمون النور ادرينالين فى المخ الأمر الذى يتيح الخلاص من الضغوط واتاحة فترة من النوم بعمق بلا كوابيس وأحلام مفزعة.
< من المعروف أن الإنسان يقضى تقريبا ثلث أيام عمره نائما. بين النوم الهانئ والمتقطع تتغير الأحوال وتختلف مراحل العمر. يشترك الإنسان والثدييات من الحيوانات والطيور فى أن النوم ينقسم إلى مرحلتين أساسيتين: الأولى وتسمى بالمرحلة التى تحرك فيها العين بسرعة والتى يرى فيها الإنسان أحلامه والثانية تلقب بعكسها أو المرحلة التى تسكن فيها العين أو لا تتحرك بسرعة. الدراسة أجريت على تلك المرحلة التى يحلم فيها الإنسان لمعرفة أثرها على ما يحتفظ به من تفاصيل الذكريات.
< أجريت الدراسة على خمسة وثلاثين من الأصحاء قسموا إلى مجموعتين تعرض عليهم مائة وخمسون صورة مؤثرة للغاية. نصفهم الأول عرضت عليهم الصور صباحا وقبل النوم مباشرة (فترة زمنية ١٢ ساعة) أما المجموعة الثانية فقد أكملوا التجربة لتعرض عليهم الصور مرة أخرى قبل النوم.
تم تسجيل نشاط المخ فى المجموعتين باستخدام رسام المخ الكهربائى والرنين المغناطيسى.
مقارنة الظواهر العصبية والهرمونية التى تم تسجيلها من مناطق معينة ترتبط بالنشاطات العاطفية للمخ أشارت إلى أنه أثناء الحلم تنحسر تلك النشاطات التى معها تعانى مراكز المخ من مظاهر الضغوط. الأمر الذى يمكن تفسيره بأن الأحلام قد تلعب دور مسكنات الألم لذا معها تنحسر الذكريات المؤلمة وتبهت معالمها.