أسامة غريب: أشعر بأن شخصيات رواية «حارة ودن القطة» أصدقائى

آخر تحديث: الأربعاء 9 يوليه 2025 - 11:02 م بتوقيت القاهرة

كتبت ــ مى فهمى

التنوع هو الفرصة الذهبية فى الأعمال الأدبية الساخرة

 

نظمت دار الشروق، مساء أمس الأول، الثلاثاء حفل مناقشة وتوقيع رواية «حارة ودن القطة» للكاتب أسامة غريب مبنى قنصلية بوسط البلد.
وحضر الندوة المهندس إبراهيم المعلم رئيس مجلس إدارة الشروق، الباحث والأكاديمى كمال مغيث، الصحفى محمد السطوحى، نانسى حبيب مسئولة النشر بدار الشروق، وعمرو عزت مسئول التسويق بدار الشروق، وأدار الندوة الكاتب الصحفى سيد محمود.


استهل الكاتب الصحفى سيد محمود الندوة مرحبًا بالكاتب أسامة غريب، مؤكدًا أنه ليس فقط كاتب ساخر، لكنه كاتب واسع شامل خلق توجها ومسارا فى الكتابة فى السنوات الأخيرة.
كما وجه سيد محمود تحية خاصة لوليد طاهر مصمم غلاف رواية «حارة ودن القطة»، مشيرًا إلى أن الغلاف كان واحدًا من المداخل المهمة فى التعامل مع النص.
من جانبه تحدث الكاتب أسامة غريب عن روايته «حارة ودن القطة»، موضحًا أن ملامح كل شخصية فى الرواية كانت متواجدة فى خياله وأنه كان على دراية كبيرة بتفاصيل كل شخصية وحقيقتها.
وأضاف غريب: «قدمت الشخصيات كما كانت فى خيالى بالشكل الذى جاء على خاطرى باستمرار ولم أرد أن أمنع حالة التدفق التى امتلكتنى خلال الكتابة، فأنا كتبت هذا النص على مدار ثلاث سنوات وعندما عدت له مرة أخرى قمت بإعادة صياغته من أول وجديد عند تقديمه لدار الشروق لكننى لم أحذف أى شخصية بل بالعكس أضفت عليهم».
وتابع: «كنت أشعر أن أبناء حارة ودن القطة أصدقائى وأننى أعيش معهم فى الحارة، وكل هذه الشخصيات المتنوعة هى الفرصة الذهبية فى الأعمال الأدبية الساخرة والتى تخلق عن غيرها مساحة للكاتب بوضع كل ما يأتى على ذهنه من حالة الكوميديا التى لا يصدقها العقل».
وعن أسماء شخصيات فى العمل قال غريب: «الإحساس هو الذى يقودنى فى اختيار الأسامى وبعد ذلك عندما أتطرق فى الكتابة تصب فى تأكيد هذا الاختيار أم لا».
وعن دمج الفانتازيا بالواقع قال الكاتب أسامة غريب: «حارة ودن القطة تضم خليطا كبيرا من الناس فهناك أشخاص لديها وعى، وأشخاص أخرى تتسم بالجشع والإجرام، وطول الوقت هناك مساحات تسمح بطرح موضوعات سياسية خاصة أن الحارة كانت مقصدا للكثير من جنسيات مختلفة فترة من خلالهم المسخرة التى تأتى من الحروب والتفكك».
وانهى الكاتب أسامة غريب حديثه موضحا الفرق بين الكتابة الأدبية الساخرة والكتابة الهزلية، موضحا أن الكتابة الساخرة تحمل فى طياتها الجد أما الكتابة الهزلية فهى الكتابة غير الجادة، كما عبر عن أمنيته فى تحويل «حارة ودن القطة» لعمل درامى سواء كان فى مسلسل أو فيلم.
وقال سيد محمود فى تعليقه على الرواية إنها سلسلة من المغامرات المخلوطة فى شكل فصول قصيرة الأشكال قائمة على نوع من التدفق السريالى، بحيث يكون الحد الفاصل فيها بين العالم الحقيقى أو الواقعى الذى ممكن أن نستدل على ملامحه مرة أخرى من خلال تدفق عالم متخيل بشكل أساسى، وذلك من أو طبيعة الجريمة حتى تعامل سكان حارة ودن القطة مع هذه الجريمة.
واستطرد محمود: مع الجانب الدرامى للعمل هناك حالات أو اشتباكات مع الواقع سواء الواقع المحلى أو الواقع الدولى مثل وجود القادة والمؤثرين حولنا وهنا يتم التوضيح أن الكاتب الذى ينتج كتابه ساخرة ليس هدفه الضحك والابتسامة فقط ولكن يكون مدفوعا برغبة فى الاشتباك مع الواقع بحيث نرى من مستوى السخرية والتهكم الذى يتم طرحه تأثير القضايا الكبيرة على القضايا الصغيرة والشخصيات التى تبدو مهمشة وداخل حوض زجاجى ولكنهم مشتابكون مع هذا العالم الكبير بشكل وطيد.
وأشار سيد محمود: «الكاتب أسامة غريب لديه مهارة مذهلة فى ابتكار مجازات وشخصيات وأسماء لها دلالات، والمجازات التى يبتكرها ليست بعيدة عن خطابات الحياة اليومية».
كما تحدث خلال الندوة الدكتور كمال مغيث قائلاً: «السخرية هى مفتاح أساسى للشخصية المصرية والمتمثلة فى الوعى والسلوك ومثال على ذلك نجد أن فى المواقف الصارمة والصعبة يتم تناولها بشكل ساخر، فالسخرية هى مكون أصيل من الشخصية المصرية وخاصة إذا كانت نابعة من شخصية متميزة مثل الكاتب أسامة غريب الذى ولد فى حى الضاهر المتنوع والمختلف والذى مر بتجارب حياتية متعددة وعاصر تغير المجتمع وعاش أزماته ومشاكله بتحولاته الجذرية، فاستطاع أن يقدمه ويضيف ليه نتيجة خبراته وسفرياته وثقافته أن يقدم التراث وفكرة السخرية المصرية من جديد.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2025 ShoroukNews. All rights reserved