الكاتب الأمريكي فريد زكريا: الشعبوية اليمينية ليست قدرا محتوما

آخر تحديث: الأحد 9 نوفمبر 2025 - 2:23 م بتوقيت القاهرة

إسراء عيسى

رأى الكاتب الصحفي الأمريكي، فريد زكريا إن استمرار فوز الديمقراطيين بعد النتائج التي حققها الحزب في الانتخابات الأسبوع الماضي يعتمد على فهم هذه الانتصارات بشكل صحيح.

وقال زكريا، في مقال بصحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية بعنوان "الدروس التي يحتاج الديمقراطيون لتعلمها من أجل الفوز مجددا" إن "الحزب الديمقراطي بدا على مدى سنوات عاجزا عن القيام بأي شيء بشكل صحيح"، مضيفا أن "الحزب خسر انتخابات الرئاسة مرتين أمام دونالد ترامب، ويبدو أن فوز جو بايدن بالرئاسة كان مجرد فترة انتقالية".
وتابع أن"الولايات التي كانت تصوت للديمقراطيين تحولت إلى حمراء"، في إشارة للتصويت للجمهوريين.

وتابع: "كما تآكلت قاعدة الحزب من الطبقة العاملة، وحتى الناخبون غير البيض ابتعدوا في انتخابات عام 2024. وبحلول يوليو الماضي، ارتفعت نسبة عدم التأييد الحزب إلى أعلى مستوى لها خلال 35 عاما وفقا لاستطلاع لصحيفة "وول ستريت جورنال".

- بداية تعافي الديمقراطيين إذا استخلصوا الدروس الصحيحة

ورأى زكريا أن انتخابات الأسبوع الماضي التي تفوق فيها الديمقراطيون تمثل نوعا من الاستراحة وربما بداية التعافي، لكن ذلك يعتمد فقط على ما إذا كان الديمقراطيون سيستخلصون الدروس الصحيحة.

وأشار زكريا إلى أن الديمقراطيين اعتمدوا في حملاتهم بشكل رئيسي على رسالة اقتصادية وقد نجح ذلك. واضاف أنهم يحتاجون في الولايات المختلطة (غير المحسومة) والحمراء إلى الانخراط بشكل أكثر وعيا في القضايا الاجتماعية، موضحا أن "يمكنهم إظهار أن الليبرالية أيضا يمكن أن تتحدث بلغة التقاليد"، مؤكدا أن "الشعبوية اليمينية ليست قدرا محتوما".

وتابع: "لقد تم الاستهانة بالليبرالية مرات عديدة من قبل، لكنها أثبتت مرونتها بشكل ملحوظ لأنها في النهاية تلبي أعمق رغبة للإنسان السعي نحو التحسن والتقدم والحرية".

وذكر أن هناك جدل قائم داخل الحزب الديمقراطي حول ما إذا كان يجب التحرك نحو اليسار في الشئون الاقتصادية أو نحو اليمين في القضايا الثقافية، معتبرا أن هذا الجدل يغفل تحولا أعمق في الحياة الأمريكية حيث لا يزال أكبر جزء من الناخبين يقول إن الاقتصاد هو أهم اهتماماتهم.

- ترامب شرس للغاية ضد النخب الثقافية لا الاقتصادية

وأوضح الكاتب الأمريكي أن حركة ترامب لم تنفذ أبدا سياسات اقتصادية مناهضة للنخبوية - فقد كانت إداراته مليئة بالمليارديرات- لكنها كانت شرسة للغاية ضد النخبوية في الثقافة، فعدوه ليس المستثمر الكبير، بل أستاذ جامعة هارفارد، وليس الرئيس التنفيذي لشركة، بل الكاتب الصحفي.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2025 ShoroukNews. All rights reserved