أنا طفلة بعمر الورد عمري ما بأذي حد.. الشروق داخل خيمة خدمة الفلسطينيين بالعريش

آخر تحديث: الإثنين 10 فبراير 2025 - 1:25 م بتوقيت القاهرة

مصطفى سنجر:

تميز مكتب خدمة المواطنين في العريش بمدخله الذي يحمل علمي مصر وفلسطين، ثم خيمة وضعت فيها المقاعد والطاولات لراحة مرافقي المصابين الفلسطينيين في مستشفى العريش العام.

تجولت "الشروق" في المكان لاستطلاع الخدمات التي يقدمها المكتب للفلسطينيين، والتقت بعدد من المتطوعين والأطفال من مصابي غزة الذين يتلقون العلاج.

وقال حجاج فايز الصعيدي، مدير المكتب إن الخدمات متعددة ولا تقتصر على المكان بل تمتد لخدمة الفلسطينيين سواء مصابين أو مرافقيهم أو عالقين في مستشفيات بئر العبد النموذجي والشيخ زويد المركزي ونخل المركزي ومقار إقامة المرافقين والعالقين من خلال فرق من المتطوعين الذين يتابعون احتياجاتهم والعمل علي تلبيتها.

وأضاف الصعيدي، أن المكتب ساهم خلال الفترة ما بعد 7 أكتوبر 2023 في دفن 35 شهيدا فلسطينيا توفوا أثناء تلقيهم العلاج في المستشفيات، وواصل: "نجهز الأكفان ثم نصلي عليهم ويتم دفنهم في مقابر عاطف السادات بالعريش بالتنسيق مع ذويهم والسلطات المختصة، كما تم تسفير 75 جثمان شهيد من المصابين من خلال معبر رفح البري".

وتابع الصعيدي: "نقدم حقائب مجهزة بمستلزمات نظافة شخصية وملابس وأغطية وأدوات حلاقة، كما نوفر خامات أغذية لأن المرافقين يفضلون أحيانا طهي وجبات يرغبونها"، مشيرا إلى تعاون متواصل مع منظمات المجتمع المدني، بالإضافة إلى تقديم الدعم النفسي لهم من خلال متخصصين.

ولفت الصعيدي إلى زيارات اللواء خالد مجاور محافظ شمال سيناء للمكتب، وثنائه على الجهود معتبرا أن دور المكتب التطوعي هو عون لدور القطاع الصحي.

والتقت "الشروق" داخل الخيمة بالمتطوع سيف الدين باسل بلعاوي، الذي حضر من قطاع غزة في 25 مارس العام الماضي ومعه والدته وشقيقته وكانوا مصابين جراء قصف منزلهم في حي الرمال بغزة، ويقول إنه تعافى من إصابته، ولكنه فضل التطوع في مكتب الخدمة، كنوع من الوفاء لحسن الاستقبال، معتبرا أن الشعب المصري والفلسطيني شعب واحد، لأنه أيضا لم يشعر بأي فرق هنا.

ولا يقتصر العمل التطوعي في المكان على الذكور، فتقول نورا والي من العريش، وهي بالصف الأول الثانوي، إن حبها للعمل التطوعي قادها إلى مكتب خدمة المواطنين خاصة وأنه يلبي احتياجات الأشقاء الفلسطينيين، وهي مختصة بتوصيل الاحتياجات من المكتب إلى غرف المصابين خاصة السيدات والأطفال.

وفي الخيمة أيضا بثت، كنده بلعاوي (5 سنوات) البهجة في المكان، فهي جاءت كمصابة وتعافت من إصابتها حيث لا تزال والدتها تخضع للعلاج داخل المستشفى، وتشدو كنده بأغنية "أنا بنت صغيرة فلسطينية، لسه بعمر الورد عمري ما بأذي حد". وتحكي أنها كانت في المرحلة الأولى للحضانة في مدرسة النصر بغزة.

وأضافت كندة، أنها اشتاقت لمدرستها ولوالدها الذي أصيب أيضا ولكنه لم يتمكن من الخروج من غزة، وتقول: "واحشني قد غزة كلها".

وفي أنحاء المكان، انخرط المتطوعون، مروان محمد ومحمد عويض وياسر عويض، في حمل احتياجات طلبها مصابين، حيث يؤدي كل منهم دوره في مكتب خدمة المواطنين منذ الصباح وحتى الليل عن حب للمكان وخدماته كخلية نحل انسجمت فيها الأهداف واتحدت فيها السواعد لخدمة الأشقاء الفلسطينيين.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2025 ShoroukNews. All rights reserved