سامح عبد العزيز.. مخرج اليوم الواحد الذي لفت الأنظار ورحل فجأة

آخر تحديث: الخميس 10 يوليه 2025 - 11:06 ص بتوقيت القاهرة

إيناس عبد الله

ودّع الوسط الفني، الخميس، المخرج المتميز سامح عبد العزيز، الذي وافته المنية عن عمر يناهز 49 عامًا، في وفاة مفاجئة خلّفت حزنًا عميقًا بين جمهوره وزملائه في الوسط الفني. رغم عمره الفني القصير نسبيًا، ترك عبد العزيز بصمة قوية في السينما والدراما، خصوصًا من خلال أفلامه ذات الطابع الواقعي، وأسلوبه الخاص في إدارة الأعمال الجماعية.

- بداية متواضعة.. وانطلاقة من البرامج

بدأ سامح عبد العزيز مشواره من خلف كاميرات البرامج التليفزيونية بالتليفزيون المصري، قبل أن يلفت أنظار الإعلامية هالة سرحان في قناة دريم، التي منحته فرصة إخراج برامجها، ثم انتقل معها إلى قناة روتانا، حيث استمر في تقديم البرامج، إلى أن بدأ إخراج فيديو كليبات شكلت الجسر إلى السينما.

- "درس خصوصي".. أول أفلامه وبداية السينما

كانت نقطة التحول الكبرى في مسيرته عام 2005، بإخراجه أول أفلامه السينمائية "درس خصوصي" بطولة محمد عطية، حيث قدم تجربة خفيفة ومختلفة فتحت له الباب نحو سينما تجمع بين الشعبية والرؤية الخاصة.

- أفلام اليوم الواحد.. "كباريه" و"الفرح" و"الليلة الكبيرة"

اشتهر سامح عبد العزيز بتقديم أفلام تدور أحداثها في يوم أو ليلة واحدة، في تجربة تحمل طابعًا دراميًا مكثفًا وشخصيات متعددة.

"كباريه" كان محطة لافتة، ضمّ عددًا كبيرًا من النجوم وأدارهم بإحكام، ما لفت الأنظار إلى قدراته الإخراجية.

تبعه فيلم "الفرح"، الذي كرر نفس البناء الزمني، ولاقى إشادة نقدية رغم الجدل حول نهاياته المختلفة.

ثم "الليلة الكبيرة" و**"ليلة العيد"** أكدا على عشقه لفكرة الزمن المضغوط داخل السينما، ومهارته في إدارة الشخصيات المتعددة ضمن حدث مشترك.

- إعادة اكتشاف النجوم.. وجرأة في الطرح

أسهم سامح عبد العزيز في إعادة بريق عدد من النجوم، أبرزهم:

محمد سعد في فيلم "تتح"، ثم في تجربة مغايرة تمامًا في "الدشاش" الذي مزج بين التراجيديا والأكشن.

أخرج فيلم "حلاوة روح" لهيفاء وهبي، الذي أثار جدلًا واسعًا وتعرض للمنع لفترة، ما أظهر جرأته في الطرح السينمائي.

- من السينما إلى الشاشة الصغيرة

انتقل لاحقًا إلى الدراما التليفزيونية، وحقق نجاحًا في:

"بين السرايات": وصفه بأنه "ملحه مضبوط".

"رمضان كريم"، و**"أرض النفاق"، و"خيانة عهد"**، التي أكدت استمراريته في تقديم شخصيات واقعية وأعمال قريبة من نبض الشارع.

- شراكة فنية ناجحة مع أحمد عبد الله

كوّن ثنائيًا فنيًا ناجحًا مع الكاتب أحمد عبد الله، وقدما أعمالًا لافتة في السينما مثل "كباريه" و"الفرح"، وفي الدراما مثل "الحارة" و"بين السرايات"، حيث تميزت هذه الأعمال بصدقها وتقديمها للواقع كما هو دون تجميل.

- حياة شخصية مضطربة ومحطات مؤلمة

 

تزوج سامح عبد العزيز من الفنانة روبي وأنجب منها ابنة قبل أن ينفصلا.
واجه فترة عصيبة في حياته حين تم حبسه لثلاث سنوات بسبب حيازة مواد مخدرة، ما أثّر على حالته النفسية، وجعله يبتعد عن الأضواء، ويعيش في عزلة داخل السجن، قبل أن يخرج معلنًا عن "إعادة اكتشاف نفسه"، والاستعداد لمرحلة جديدة.

- وداع مبكر لمخرج واعد

 

برحيل سامح عبد العزيز، يفقد الوسط الفني مخرجًا من طراز خاص، جمع بين الجرأة، والواقعية، والبساطة، وتمكن من ترك بصمة لا تُنسى في مشهد فني لا يرحم التأخير أو التردد. كانت قصته قصة كفاح حقيقية، بدأت من البرامج وانتهت بأفلام ومسلسلات لا تزال حاضرة في وجدان الجمهور.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2025 ShoroukNews. All rights reserved