نريد فقط أن نعيش بأمان.. شهادات من غزة بعد قرار وقف إطلاق النار
آخر تحديث: الجمعة 10 أكتوبر 2025 - 7:23 م بتوقيت القاهرة
غزة - (د ب أ)
مع إعلان جيش الاحتلال الإسرائيلي دخول وقف إطلاق النار في غزة حيز التنفيذ، ظهر اليوم الجمعة، وانسحاب قواته إلى خطوط الانتشار المتفق عليها في مرحلته الأولى، خيّم على سكان القطاع، الذين عانوا من الغارات والنزوح ودمار مدنهم على مدى عامين، مزيج من الأمل الحذر والشك.
وتواصلت وكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) مع 3 من سكان الشريط الساحلي عبر الهاتف وتطبيق واتس آب لمعرفة مشاعرهم تجاه وقف إطلاق النار والمستقبل.
وقال خميس عثمان، 42 عامًا، وهو بائع متجول من دير البلح، اليوم الجمعة: "كنا نعيش في حالة من عدم اليقين منذ فترة طويلة لدرجة أن حتى الإشاعات عن الهدوء كانت تبدو كالحلم".
وأضاف: "أطفالي ما زالوا يسألونني إن كان الأمر قد انتهى حقًا هذه المرة، وهل يمكنهم العودة إلى المدرسة، وهل يمكننا الرجوع إلى المنزل والنوم دون سماع الانفجارات، لا أعرف ماذا أقول لهم".
وتابع: "ومع ذلك، نتمسك بالأمل، لأنه الشيء الوحيد الذي يبقينا صامدين".
وقالت إلهام الزعنون، 60 عامًا، وهي أم لـ5 أبناء من مدينة غزة، نازحة حاليًا في دير البلح: "خلال هذين العامين رأينا كل ما يمكن تخيله.. رأينا الذبح والموت وشاحنات محملة بالجثث، ومنازل دُمرت وأصبحت ركامًا".
وأضافت: "فقدت اثنين من أبناء إخوتي، ومنزلي في مدينة غزة لم يعد موجودًا".
وتابعت: "لا يوجد فرح حقيقي باقٍ في قلوبنا، لكن على الأقل توقفت إراقة الدماء مؤقتًا".
وقالت: "عندما سمعت الناس يقولون إن الحرب قد تنتهي أخيرًا، بكيت، ليس فرحًا، بل إنهاكًا".
أما عصام هرارة، 55 عامًا، وهو مدرس من شمال غزة يقيم الآن في أحد الملاجئ في المواصي بخان يونس، فقال: "آمل أن تُنهي المفاوضات فعلاً المعاناة الإنسانية في غزة، فهذا كل ما نطلبه: نهاية حقيقية، لا مجرد كلمات".
وتابع: "لا أعرف إن كانت إسرائيل ستنسحب حقًا أم ستأتي قوة أخرى، لكن الأهم أن يتمكن الناس من العيش بأمان".
وأردف: "ورغم مخاوفي، أريد أن أصدق أن هذه المرة مختلفة، فإذا التزم الجانبان بكلمتهما، ربما يمكن لغزة أن تتنفس أخيرًا من جديد".
واختتم بقوله: "حلمي بسيط، أن أعود إلى منزلي، وأزرع حديقة صغيرة، وألا أضطر إلى الفرار مرة أخرى".