برعاية وزارة التضامن.. مركز دعم المجتمع بالجامعة الألمانية يحتفل باليوم العالمي لذوي الإعاقة
آخر تحديث: الثلاثاء 10 ديسمبر 2024 - 7:20 م بتوقيت القاهرة
عمر فارس
احتضنت الجامعة الألمانية بالقاهرة مناسبة الاحتفال باليوم العالمي للأشخاص ذوي الإعاقة، والذي نُظم بالتنسيق مع وحدة دعم ذوي الإعاقة التابعة لمركز خدمة المجتمع بالجامعة.
وقالت سامية بديع، رئيس مركز دعم الأشخاص ذوي الإعاقة بالجامعة الألمانية بالقاهرة، إن تلك الاحتفالية تؤكد استمرار وحدة دعم ذوي الإعاقة في التعاون والتواصل مع العديد من الجمعيات والمؤسسات الأهلية المتخصصة في مجال الإعاقات الحركية والذهنية للاستفادة من منح التدريب المقدمة داخل حرم الجامعة، وإتاحة الفرص لتبادل الخبرات بينهم في إطار من التكامل والمشاركة.
ولفتت في كلمتها إلى التزام المجتمع الدولي بضمان حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة مع توفير الفرص التي تمكنهم من ممارسة حياتهم اليومية بكل حرية واستقلالية، وبالشكل الذي يتناسب مع إمكانياتهم. وأضافت أن الدعوة لتغيير النظرة المجتمعية وتعزيز الشمولية في مختلف المجالات مهمة ليست سهلة، بل تتطلب جهدًا ومثابرة لتذليل العقبات ومواجهة التحديات التي قد تعوق فرص هذا الدمج. وأوضحت أن هذه كانت أمنيتي عندما عرضت على مجلس أمناء الجامعة فكرة إنشاء وحدة دعم ذوي الإعاقة داخل الجامعة الألمانية، التي تقوم على أسس علمية وخبرات عملية في مجال التدريب والتأهيل لأبنائنا تمهيدًا للدمج المجتمعي المستدام. إيمانًا واقتناعًا من مجلس أمناء الجامعة بالفكرة، تمت الموافقة على تأسيس وحدة الدعم عام 2009، والتي شُرفت برئاستها، وذلك تأكيدًا للدور الريادي المتميز للجامعة الألمانية بالقاهرة. وأضافت أن هذه الوحدة أصبحت إضافة جديدة لمشاركتها المجتمعية، حيث أصبحت ضمن مركز خدمة المجتمع كيانًا متميزًا من كيانات الجامعة التي تقدم الخدمات المستدامة المتميزة كنموذج فريد ورائد داخل مؤسسات المجتمع المصري. تعمل الوحدة على تقديم منح تدريبية للمؤسسات والجمعيات العاملة في المجال، بالشكل الذي يتيح للشباب من ذوي الإعاقة تلقي التدريب والتأهيل داخل بيئات عمل مفتوحة ومتميزة، تحقق لهم الدمج المجتمعي الحقيقي والفعلي مع كافة شرائح المجتمع، والمُمثلة في مجتمع الجامعة. إضافة إلى ذلك، تعمل الوحدة على تدريب كوادر فنية مؤهلة ومدربة في التعامل مع أبنائنا من فئة الشباب في مجال التدريب والتأهيل المهني.
وتابعت بديع: نرى جليًا الأثر الإيجابي الكبير على أبنائنا، حيث أصبحوا أكثر تهيئة اجتماعيًا وسلوكيًا ومهنيًا، وأصبح لديهم القدرة والكفاءة الاجتماعية والمهنية والقدرة على التواصل بما يتيح لهم الاندماج والمشاركة في المجتمع. وبنفس القدر، نجحنا في تعريف مجتمع الجامعة بقدرات أبنائهم وإخوتهم ذوي الإعاقة، مع تغيير التعامل من التعاطف والمساندة إلى التفاعل والتعاون والمشاركة، والتي تمت من خلال الممارسات اليومية والمتكررة في مجالات عمل وتعاون مفتوحة ومتنوعة داخل حرم الجامعة. وقد ظهرت قدراتهم على العمل والإنتاج والتفاعل والاندماج، وذلك أيضًا من خلال مبادرات تعاون ناجحة مع الكليات العملية المختلفة بالجامعة. شارك فيها طلاب الكليات بالتصميمات المختلفة والأفكار المبتكرة، وشارك طلاب المركز بالتطبيق العملي والتنفيذ داخل ورش وأقسام التدريب بالمركز، حتى أصبح شباب مركز الدعم جزءًا من نسيج مجتمع الجامعة الألمانية.
ومن جانبه، شارك الدكتور ياسر حجازي، رئيس الجامعة الألمانية بالقاهرة، في فعاليات أعمال الاحتفالية، معبرًا عن فخره واعتزازه بإقامة هذا الحدث الذي يتم الاحتفال به عالميًا داخل حرم الجامعة. وقال إن الجامعة أخذت على عاتقها المبادرة لتبني المسؤولية المجتمعية للتعامل مع ذوي الاحتياجات الخاصة، وتحديدًا فهم دورها تجاههم، وإدراكها لاحتياجاتهم، والاهتمام بتخفيف مشكلاتهم، والعمل على إشراكهم في الأنشطة المختلفة، وإشباع احتياجاتهم الفردية، وإيجاد الفرص الاجتماعية التي تمنحهم التفاعل معًا في بيئة داعمة لهم. وأوضح أن الجامعة تندرج ضمن منظومة الدولة القائمة على توفير البنية التحتية المهيأة لإكسابهم الفرص المتساوية التي تقودهم للدمج داخل المجتمع، مشيرًا إلى أن هذا هو هدفنا الأساسي كجامعة ألمانية، حيث يشعر الجميع أنهم سواسية في الفرص.
وأكد دائمًا مسؤوليتها ودعمها والتزامها تجاه القضايا المهمة، ومنها المساواة والدعم والدمج لذوي الاحتياجات الخاصة. وأضاف أننا جزء من الدولة، نعيش مشكلاتها والتحديات التي تواجهها، ونشترك جميعًا في هذه المسؤولية لنُسهم بفاعلية في وضع الحلول للكثير من القضايا الملحة، ومنها أهمية إدماج قضايا الأشخاص ذوي الإعاقة كجزء لا يتجزأ من استراتيجيات التنمية المستدامة.
ومن جانبها، قالت الدكتورة مها الهلالي، المستشار الفني لوزيرة التضامن الاجتماعي لشؤون الإعاقة والتأهيل، إن الأشخاص ذوي الإعاقة يشكلون 16% من سكان العالم وفقًا لمنظمة الصحة العالمية. لذا، فالاحتفال باليوم العالمي للإعاقة ليس مجرد احتفالية، بل دعوة للعمل من أجل تعزيز الوعي بأهمية إدماج الأشخاص ذوي الإعاقة في المجتمع وتوفير بيئات ملائمة لهم، وهو ما نراه جليًا في الجامعة الألمانية من دمج طلاب ذوي الاحتياجات الخاصة وسط طلاب الجامعة، بجانب دعم أعضاء هيئة التدريس لهم وإعداد الجامعة البيئة المناسبة لهم.
وأكدت أن الدولة أعطت اهتمامًا بالغًا لملف الإعاقة، منها على سبيل المثال لا الحصر توقيع مصر على الاتفاقية الدولية لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة في عام 2007، والتصديق عليها في عام 2008. كما أعلن عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، عام 2018 عامًا للأشخاص ذوي الإعاقة، وتم إصدار القانون المعني بحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة واللائحة التنفيذية له في العام ذاته. وأشارت إلى أن التكنولوجيا والابتكارات يمكن أن تكون أدوات فعالة في تعزيز حقوق ذوي الإعاقة، وتحسين جودة حياتهم، ورفع قدراتهم. وشددت على أهمية التمسك بحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة كجزء أساسي من حقوق الإنسان والتنمية المستدامة.