آلاف يتظاهرون في عدة مدن ألمانية تنديدا باليمين المتطرف وحظر البديل

آخر تحديث: الأحد 11 مايو 2025 - 8:58 م بتوقيت القاهرة

برلين (د ب أ)

تظاهر آلاف الأشخاص في العديد من المدن الألمانية اليوم الأحد، للتنديد باليمين المتطرف وللمطالبة بحظر حزب «البديل من أجل ألمانيا».

يأتي ذلك بعد أن دعا أمس السبت كل من شبكة "معًا ضد اليمين" ومبادرة "الدفاع عن الكرامة الإنسانية – حظر حزب البديل الآن"، وعدد آخر من المنظمات الأخرى من منظمات المجتمع المدني، إلى تنظيم يوم عمل وطني مشترك.

وأُقِيْمَتْ المسيرة المركزية في العاصمة برلين عند بوابة براندنبورج شعار المدينة، وقدّرت الشرطة عدد المشاركين في وقت متأخر من بعد ظهر اليوم بنحو 4000 شخص، في حين قدّر المنظمون عددهم بنحو 7500 متظاهر.

أما في مدينة ميونخ، فقد خرج نحو 2500 شخص إلى الشوارع بحسب الشرطة. وبوجه عام، تم الإعلان عن تنظيم هذه المظاهرات في أكثر من 60 مدينة.

وطالب المنظمون الساسة (البرلمان ومجلس الولايات والحكومة الألمانية الجديدة) بالشروع فورًا في إجراءات قانونية لحظر حزب البديل، مؤكدين في بيان لهم أن مسألة حظر الحزب ليست قضية سياسية، بل قانونية. وجاء في البيان: «لكن من أجل البتّ فيها، يجب على الساسة التحلي بالشجاعة لتقديم طلب رسمي لبدء إجراءات الحظر».

وكان المكتب الاتحادي لحماية الدستور (الاستخبارات الداخلية) أعلن في مطلع الشهر الجاري عن تصنيف حزب البديل على أنه «حالة مؤكدة لحزب ذي مساعٍ يمينية متطرفة«.

وفي المقابل، طعن الحزب على هذا التصنيف بتقديم طلب مستعجل لدى المحكمة الإدارية المختصة في كولونيا. وحتى صدور قرار المحكمة، علّقت الاستخبارات الداخلية هذا التصنيف الجديد، وتواصل في الوقت الحالي اعتبار الحزب مجرد حالة مشتبه بها.
=
وقال المنظمون إن حزب البديل "خطر ملموس" لكن يمكن إيقافه، مشيرين إلى أن هذا ما ينص عليه القانون الأساسي (الدستور) وطالبوا بعدم الوقوف موقف المتفرج والانتظار قائلين: «علينا أن ندافع عن الديمقراطية والحقوق الأساسية».

وأدى ذلك إلى تجدد النقاش السياسي بشأن فرص ومخاطر تقديم طلب حظر. وفي تصريحات لصحيفة «فيلت أم زونتاج» الألمانية الصادرة اليوم، أعرب كارستن لينيمان، الأمين العام للاتحاد المسيحي الحاكم، عن شكوكه حيال جدوى إجراءات الحظر، وقال: « جميع خبراء القانون البارزين يقولون إن اتخاذ مثل هذا الإجراء في الوضع الراهن سيكون بالغ الصعوبة، كما أن نتيجته غير مضمونة».

وأعرب زعيم الحزب المسيحي الاجتماعي البافاري، ماركوس زودر، عن موقف مشابه، حيث قال لنفس الصحيفة: «أعتقد أن إجراءات الحظر هي الطريق الخطأ»، مضيفًا أن مثل هذا التحرك سيكون «رد فعل مبالغًا فيه». وتابع: «وبالمناسبة، لا أحد يعرف كيف ستنتهي الأمور، وقد يتم تأسيس جماعة جديدة ببساطة. لا يمكن الدخول في لعبة حظر حزب جديد كل ثلاث سنوات».

في المقابل، رأت رئيسة الكتلة البرلمانية لحزب الخضر، بريتا هاسلمان، أن مثل هذه التصريحات تنطوي على التهوين من "خطورة البديل"، وقالت لشبكة التحرير الألمانية «دويتشلاند» إن « من يفعل مثل كارستن لينيمان بالاكتفاء بالقول إن الاحتجاج أو الإحباط لا يمكن حظره، فإنه يتجاهل المخاطر التي يمثلها البديل، ويهوّن من خطورة حزب يهاجم دستورنا».

وأكدت ضرورة إجراء فحص عاجل للحالة، تمهيدًا لبدء إجراءات الحظر في أقرب وقت. وأضافت: «ينبغي على الحزب المسيحي الديمقراطي أن يواجه الآن فورا الأخطار التي يمثلها حزب البديل، وأن يأخذ موقفا واضحا».

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2025 ShoroukNews. All rights reserved