رئيس قطاع الإنتاج الوثائقي بالمتحدة: أنتجنا فيلما عن رحلة عادل إمام لإيماننا بأنه واجب وطنى.. وعرضه على جزئين
آخر تحديث: الأحد 11 مايو 2025 - 6:36 م بتوقيت القاهرة
إيناس عبد الله:
• العمل يتناول متغيرات الطبقة المتوسطة من خلال المشوار الفنى لـ«الزعيم»..
وشخصية منشقة عن الجماعات الإسلامية تدلى بشهادتها
تستعد قناة الوثائقية للكشف عن أحدث مفاجآتها لعشاق الفنان الكبير عادل إمام فى مصر والوطن العربى، وهو الفيلم الوثائقى «الزعيم.. رحلة عادل إمام» الذى استغرق إعداده وتنفيذه ما يزيد عن عام، للاحتفاء بمشوار هذا الفنان صاحب القيمة الكبيرة والذى نحتفل هذه الأيام بعيد ميلاده الـ85.
الفيلم تم تنفيذه تحت إشراف شريف سعيد رئيس قطاع الإنتاج الوثائقى بشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، الذى تواصلت «الشروق» معه للكشف عن أهم كواليس هذا العمل، والصعوبات والتحديات التى واجهتهم أثناء التنفيذ.
وقال: منذ بداية عملنا ونحن نتبع فلسفة إنتاجية تعتمد على خطين رئيسيين الأول هو إنتاج كل منتج وثائقى يدعم الهوية المصرية ويرسخها، أما الخط الثانى فهو تفكيك أطروحات التأسلم السياسى، وفيلم عن الفنان عادل إمام يندرج تحت دعم الهوية المصرية، لأن كل منتج وثائقى عن الفن والسياسة والرياضة والثقافة والتاريخ هو ترسيخ ودعم لهويتنا، وسبق وأن قمنا بإنتاج أفلام عن «سيرة الفن» و«شكوكو» و«الريحانى» و«أسامة أنور عكاشة، وصالح مرسى وفرقة رضا، وعن الشاعر أحمد عبد المعطى حجازى»، بخلاف الأفلام عن الأندية المصرية والشخصيات، ولدينا بود كاست عن الفن والثقافة ونستعد لعمل بود كاست ثالث، بخلاف تغطيتنا للمهرجانات المصرية المهتمة بالفيلم الوثائقى، كل هذا يندرج تحت عنوان واحد وهو «الهوية المصرية».
وتابع: نحن نتعامل مع هذه النوعية من الأفلام ومنها فيلم رحلة عادل إمام بأنه واجب وطنى، فالتوثيق ليس ضرورة فنية فقط بل ضرورة وطنية، ونؤمن أن
«اللى مالوش تاريخ مالوش مستقبل»، وعادل إمام جزء مهم من تاريخ مصر، ولعب دورا مؤثرا فى تكويننا الشخصى، كما أنه جزء مهم من محاربة مصر للإرهاب والتطرف، وتعرض فى هذا لسيل من التهديدات ومحاولات الاغتيال، لكن هذا لم يمنعه عن ممارسة دوره، بل واصطحب فريق مسرحيته «الواد سيد الشغال» وسافر لعرضها بمحافظة أسيوط» معقل الجماعات الإرهابية فى هذا الوقت».
وقال رئيس قطاع الإنتاج الوثائقى بالمتحدة: أذكر أننى التقيت فى عام 2012 بأحد السلفيين، وتحدث معى عن سعادته بوصول الإخوان للحكم، وقال لى إنه حان الوقت للانتقام من ألد أعدائهم، واكتشفت أنه يقصد الفنان عادل إمام، وظلت هذه الجملة تراودنى طوال الوقت أثناء تنفيذ الفيلم، لأن هذا الرجل نجح فيما لم يفعله غيره، فقد حارب الإرهاب عن طريق الكوميديا، وهزمهم بالسخرية منهم.
وعن المفاجآت التى يتضمنها الفيلم قال شريف سعيد: «من أهم المفاجآت أنه من جزئين وليس جزءا واحدا، فحياة ومشوار الفنان عادل إمام ثرية للغاية، والإعداد لهذا العمل استغرق وقتا طويلا، وجهدا لتنفيذه، وأود الإشادة هنا بفريق العمل سواء المخرج محسن عبد الغنى وكتابة إمام أحمد، فقد تم الاستعانة بكم هائل من المصادر لتوثيق كل جملة ترد بالفيلم، ومن المفاجآت أيضا وجود شخصية منشقة عن الجماعة الإسلامية، لن أستطيع أن أفصح عن اسمه الآن، وهو بالفيلم يتحدث عن علاقة هذه الجماعة بالفنان الكبير، وبالطبع معنا مجموعة كبيرة من أصدقائه وزملائه وتلامذته ومنهم الفنانات يسرا وإلهام شاهين ولبلبة وشريف منير والمخرج على إدريس وخالد الصاوى والكاتب الصحفى عادل حمودة والفنانة إسعاد يونس
والناقد طارق الشناوى والمخرج وائل إحسان وغيرهم. كما يستعرض الفيلم صورا نادرة للفنان عادل إمام منذ طفولته وأرشيف نادر جدا سيعرض لأول مرة.
وأشار: أثناء مرحلة التحضير للفيلم كنت حريصا على التأكيد أن الفنان عادل إمام ليس مجرد فنان كوميدى، بل هو ابن أصيل للطبقة المتوسطة، وكل ما حدث لهذه الطبقة من منتصف الخمسينيات حتى الآن انعكس عليه وعلى فنه، وكل أفلامه كانت مرآة لما يحدث بالشارع، فنحن أمام شخصية ثرية للغاية، ولذا فهذا الفيلم الذى سوف نعرضه خلال أيام قليلة لن يكون الأول والأخير، ووارد أن ننتج عنه أفلاما أخرى مستقبلا، فنحن هنا نسلط الضوء على انتمائه للطبقة المتوسطة، وربما فى عمل آخر نتناول جانب آخر من حياته.
وبسؤاله عن ما هى أولوياته فى اختيار الشخصيات الفنية لإنتاج أفلام عنها قال: أهمها ما قدمه لمصر، وبالمناسبة فنحن نحضر لمجموعة من الأفلام توثق مشوار عدد كبير من الفنانين، ثم نبحث عن مدى توفر الأرشيف و«الماتريال» البحثى عن هذا الفنان، فلابد من توثيق كل المعلومات، وأخيرا التكلفة الإنتاجية فنحن نعمل وفقا لنموذج إنفاقى رشيد لأن صناعة الأفلام الوثائقية مكلفة للغاية، وما ساعدنا على الاستمرار وأن نقدم إنتاجا جيدا أننا ملتزمون بهذا النموذج الثابت فى ظل أى ظرف اقتصادى متغير، مع وضع فى الاعتبار أننا نقدم عملا فنيا وليس تقريرا إخباريا مطولا.
وسألته أخيرا عن مدى تأثر الفيلم الوثائقى بتقنية الAi: فقال من أحد أهم التحديات التى تواجه صناعة الفن عموما هو دخول تقنية الـAI، وأحيانا أثناء تنفيذ بعض الأعمال نلجأ لاستخدام هذه التقنية فى الصور لكن الأمانة المهنية تقتضى بأن نعلن لمشاهدينا أن هذه الصور تم صناعتها بهذه التقنية، ونلجأ لهذه الخاصية فى أضيق الظروف.