سي إن إن: الغارة الإسرائيلية على الدوحة ضربة مدمرة جديدة لمصداقية ترامب على الساحة الدولية

آخر تحديث: الخميس 11 سبتمبر 2025 - 9:54 ص بتوقيت القاهرة

محمد هشام

اعتبرت شبكة "سي إن إن" الإخبارية الأمريكية أن الغارة الإسرائيلية على العاصمة القطرية الدوحة والتي استهدفت قيادات حركة حماس، تمثل ضربة مدمرة أخرى لمصداقية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على الساحة الدولية.

وقالت الشبكة الأمريكية - في تحليل نشرته على موقعها الإلكتروني أعده كبير مراسليها للشئون الدولية ستيفن كولينسون- إن افتراض صحة ادعاء الرئيس ترامب بأنه لم يتمكن من إيقاف الضربة الإسرائيلية ضد قيادات حماس في قطر، يعني تعرضه لضربة مدمرة أخرى لمصداقيته الدولية.

** تجاهل المصالح الحيوية للولايات المتحدة

ورأت الشبكة أن الهجوم الذي تجاهلت فيه إسرائيل تداعيات عميقة على مصالح أمريكية حيوية، يمثل إحراجا جديدا لترامب في وقت يتعرض فيه أيضا للاستغلال من قبل نظيره الروسي فلاديمير بوتين، الذي ابتسم خلال قمتهما في ولاية ألاسكا، ثم صعد هجماته على المدنيين الأوكرانيين، كما أعلنت بولندا أمس إسقاط طائرات بدون طيار انتهكت مجالها الجوي خلال هجوم روسي على أوكرانيا.

وذكرت الشبكة الإخبارية الأمريكية بأن ترامب عند عودته للبيت الأبيض في يناير الماضي كان مصرا على أنه سينهي بسرعة الحربين في أوكرانيا وغزة، ولكن بعد ثمانية أشهر أصبح الصراع أكثر دموية، فيما يتحداه بشكل علني كل من بوتين ونظيره الصيني شي جين بينج، ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي.

وبحسب "سي إن إن"، من المستبعد أن تؤثر أحداث الشرق الأوسط كثيرا على حظوظ ترامب السياسية في الداخل في ظل حملته على الجريمة وسط مخاوف من تباطؤ الاقتصاد، لكن الهجوم الإسرائيلي على الدوحة في وضح النهار شأنه شأن انتهاكات بوتين قد يكون مدمرا لصورته الذاتية كرجل قوي يمسك بزمام القوة الصلبة ويُخشى منه في الخارج، على حد تعبيرها.

وأوضحت الشبكة الإخبارية الأمريكية أن الضربة الإسرائيلية على قطر انتهكت بشكل صارخ سيادة حليف لواشنطن يستضيف أكبر قاعدة أمريكية في الشرق الأوسط، كان يتفاوض مع حماس بطلب من البيت الأبيض على خطة توقع ترامب أنها ستفضي قريبا إلى اتفاق.

ورأت الشبكة الأمريكية أن هذا الأمر لم يكن مجرد إهانة شخصية لترامب، بل إنه يضع أهداف نتنياهو فوق الأولويات الأمنية الحيوية للولايات المتحدة.

وأفادت "سي إن إن" بأن بعض مسئولي البيت الأبيض كانوا غاضبين لأن الضربة حدثت بعد أن التقى رون ديرمر المستشار المقرب من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، يوم الاثنين الماضي، مبعوث ترامب للشرق الأوسط ستيف ويتكوف من دون أن يشير إلى عملية من شأنها أن تُذل الرئيس الأمريكي، على حد تعبيرها.

من جهته، قال السفير الأمريكي السابق لدى إسرائيل، إدوارد جيريجيان، لشبكة "سي إن إن": "تجري هذه الهجمات في لحظة شديدة الحساسية في مفاوضات وقف إطلاق النار، حيث أوضحت الإدارة الأمريكية والرئيس ترامب ومبعوثه ويتكوف أن الرئيس يسعى إلى وقف شامل لإطلاق النار، والإفراج عن جميع الرهائن الإسرائيليين، وتبادل الأسرى، والمضي قدمًا نحو إنهاء الحرب في غزة".

وأضاف جيريجيان أنه "من الواضح أن إسرائيل لا تولي اهتماما كبيرا بالمصالح الأمنية للولايات المتحدة"

** تداعيات هائلة على السياسة الخارجية الأمريكية

واعتبرت الشبكة الإخبارية أن ارتدادات الضربة كفيلة بإنهاء أي أمل في التوصل إلى سلام عبر التفاوض لإنهاء حرب إسرائيل في غزة وهو أحد الأسباب التي ربما جعلتها خيارا مفضلا لنتنياهو. وقد تكون هناك تداعيات مروعة على الرهائن الإسرائيليين المتبقين على قيد الحياة.

** ضمانة ترامب لالتزام إسرائيل وعد فارغ

كما أشارت إلى أن الهجوم على قطر سيعزز أيضا قناعة واسعة الانتشار بالفعل في جميع أنحاء الشرق الأوسط بأن ترامب يفتقر إلى أي نفوذ على نتنياهو، على الرغم من ورقة الضغط المتمثلة في مبيعات السلاح الأمريكية لإسرائيل والدور الحيوي للولايات المتحدة في الدفاع عن تل أبيب، منوهة بأنه لم يصدر عن البيت الأبيض أي حديث علني حول عواقب للهجوم بالنسبة لنتنياهو.

كما أوضحت أن فقدان مصداقية ترامب أمر بالغ الخطورة خصوصا أن الخطة الأمريكية الجديدة تتصور إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين لدى حماس في غزة مقابل وقف لإطلاق النار، على أن يضمن ترامب لحماس التزام إسرائيل بالاتفاق بينما تتواصل المفاوضات.

وتابعت أن الهجمات في وضح النهار على الدوحة توحي بأن هذا الوعد فارغ.

واختتمت التحليل قائلة إنه مرة أخرى، تثار الشكوك حول إعلان ترامب نفسه رئيسا للسلام، كما يبدو جليا قصور الإدراك لدى فريقه للسياسة الخارجية.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2025 ShoroukNews. All rights reserved