رصاصة في جامعة يوتا.. من هو تشارلي كيرك ولماذا أثار اغتياله جدلا بالولايات المتحدة؟

آخر تحديث: الخميس 11 سبتمبر 2025 - 11:16 ص بتوقيت القاهرة

هايدي صبري ووكالات

شهدت الولايات المتحدة صدمة سياسية وإعلامية كبيرة عقب مقتل الناشط والمؤثر اليميني البارز تشارلي كيرك (31 عاماً)، الذي تعرّض لإطلاق نار مباشر في رقبته خلال فعالية جامعية في جامعة وادي يوتا بعد ظهر الأربعاء. الحادث الذي وصفه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بـ"الاغتيال الشنيع" أثار تفاعلاً واسعاً داخل الأوساط السياسية والإعلامية، حيث أمر ترامب بتنكيس الأعلام أسبوعاً كاملاً حداداً على كيرك، في حين اعتبر حاكم يوتا الجمهوري أن ما جرى "اغتيال سياسي".

كيرك، المعروف بدعمه القوي للرئيس ترامب وبمواقفه المؤيدة لإسرائيل والمعارضة لتيارات اليسار والليبرالية، كان يتحدث عن قضايا السلاح قبل لحظات من إصابته، في مشهد صادم وثقته عدسات الحضور.

وعلى الرغم من توقيف مشتبه به عقب الحادث، أكدت السلطات لاحقاً إطلاق سراحه فيما يستمر التحقيق. وقد تصدرت القضية النقاش العام الأمريكي والعالمي، وسط انقسام سياسي حاد وردود فعل غاضبة تندد بالعنف السياسي وتدعو إلى ضبط الخطاب المتشنج في البلاد.

**ماذا حدث؟

أُصيب الشاب البالغ من العمر 31 عاماً بطلق ناري في فعالية جامعية بولاية يوتا بعد ظهر الأربعاء بالتوقيت المحلي في الولاية.

وكانت قد أفادت شرطة الحرم الجامعي لبي بي سي بإطلاق نار في فعالية مع الناشط الأمريكي المحافظ تشارلي كيرك في جامعة يوتا فالي في أوريم، يوتا.

وأصدرت جامعة وادي يوتا بياناً يفيد بأنه "أُطلقت رصاصة واحدة داخل الحرم الجامعي باتجاه متحدث زائر"، بحسب هيئة البث البريطانية"بي.بي.سي".

وقالت مارينا ميناس، كبيرة مسؤولي التسويق، لشبكة سي بي إس نيوز، شريكة بي بي سي في الولايات المتحدة: "أُصيب برصاصة في رقبته. وهو الآن في المستشفى. حالته الصحية سيئة".

**من هو تشارلي كيرك؟

كان تشارلي كيرك معلقاً محافظاً ومقدم بودكاست، وعُرف بأنه مؤسس "نقطة تحول الولايات المتحدة الأمريكية"، وهي منظمة غير ربحية تسعى لنشر الأفكار المحافظة بين الطلاب في الجامعات الأمريكية.

لديه 5.2 مليون متابع على تطبيق إكس، و7.3 مليون متابع على تيك توك. وكان من أشدّ المؤيدين للرئيس دونالد ترامب.

وتشارلي كيرك، من مواليد 1993، ويعد من أبرز وجوه التيار المحافظ الأمريكي الشاب، ومؤسس منظمة Turning Point USA التي تنشط في الجامعات لنشر الأفكار اليمينية ومواجهة التيارات الليبرالية، بحسب صحيفة "لوفيجارو" الفرنسية.

وهو أحد أبرز داعمي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ويعرف بمواقفه المؤيدة بقوة لإسرائيل، خلال الحرب الأخيرة على غزة، برز كيرك كصوت إعلامي مدافع عن الرواية الإسرائيلية، إذ أنكر الاتهامات بتعمد إسرائيل تجويع السكان أو استهداف المدنيين، واعتبر ذلك "دعاية مضادة".

ورغم دعمه السياسي والإعلامي لإسرائيل، فإنه يعارض توسيع التدخل العسكري الأمريكي المباشر، انسجاما مع توجهات تيار "أمريكا أولا"، جامعا بين الدفاع الصارخ عن إسرائيل والتشكيك في الروايات الإنسانية، مع الحذر من التورط الأميركي الميداني في الصراع، بحسب شبكة "سي.إن إن" الإخبارية" الأمريكية.

**رثاء ترامب

ورثى الرئيس ترامب، الخميس، الناشط اليميني والمؤثر الأمريكي تشارلي كيرك، الذي لقى حتفه إثر تعرضه لإطلاق نار، ووصفه بـ"العظيم والأسطوري"، في حين اتهم اليسار الراديكالي"، بالتحريض على العنف، والتسبب في "إيذاء الكثير من الأبرياء وأخذ كثير من الأرواح".

وقال ترامب في كلمة مصورة على منصته للتواصل الاجتماعي "تروث سوشيال": "يملأني الحزن والغضب على الاغتيال الشنيع لتشارلي كيرك في حرم جامعي في يوتا.. لقد كان تشارلي مصدر إلهام للملايين، والليلة، كل من عرفوه وأحبوه متحدون في صدمة ورعب.. لقد كان تشارلي وطنياً كرّس حياته لقضية النقاش المفتوح والبلد الذي أحبه كثيرًا، الولايات المتحدة.. لقد ناضل من أجل الحرية والديمقراطية والعدالة والشعب الأمريكي".

وأضاف: "حان الوقت منذ زمن طويل لجميع الأميركيين وللإعلام أن يواجهوا حقيقة أن العنف والقتل هما النتيجة المأساوية لتحويل خصومك إلى شياطين يوماً بعد يوم، وسنة بعد سنة، وبأبغض وأحط الطرق الممكنة".

يأتي هذا فيما أمر ترامب بتنكيس الأعلام في أنحاء الولايات المتحدة لمدة أسبوع تكريماً لذكرى تشارلي كيرك، الذي قُتل بالرصاص الأربعاء، خلال فعالية جامعية في ولاية يوتا.

وكان حاكم يوتا الجمهوري سبنسر كوكس قد أعلن أنّ مقتل الناشط اليميني تشارلي كيرك هو "اغتيال سياسي".

وقال كوكس: "هذا يوم مظلم لولايتنا، هذا يوم مأسوي لبلدنا. أريد أن أكون واضحاً: هذا اغتيال سياسي".

وتصدر وسم "تشارلي كيرك" باللغة الإنجليزية منصات التواصل الاجتماعي حول العالم، مسجلا أكثر من 22 مليون تدوينة بحسب موقع "ترند 24″، منذ انتشار خبر مقتل الناشط والمؤثر الأميركي تشارلي كيرك إثر تعرضه لإطلاق نار خلال مشاركته في فعالية بولاية يوتا غربي الولايات المتحدة.

وامتد الاهتمام بالحادثة إلى العالم العربي، حيث شارك المغردون العرب آرائهم حول شخصية كيرك.

وعرف المتابعون كيرك بأنه ناشط بارز ينتمي لتيار اليمين المتطرف، معروف بمواقفه الداعمة لإسرائيل وانتقاده الشديد لغزة وسكانها.

وأشار آخرون إلى خطابه العدائي تجاه المسلمين والعرب، إذ يربط الإسلام بالإرهاب ويعارض الهجرة من الدول العربية والإسلامية.

** كيرك يتحدث عن استخدام السلاح قبل لحظات من إطلاق النار عليه

في مقاطع فيديو مُتداولة على مواقع التواصل الاجتماعي للحدث، يُمكن رؤية تشارلي كيرك جالساً على كرسي داخل خيمة وهو يُخاطب حشداً مُجتمعاً في فعالية بجامعة وادي يوتا. تحمل الخيمة عبارة "جولة العودة الأمريكية".

في أحد المقاطع، يُمكن سماع أحد الحضور يسأل كيرك عن حوادث إطلاق النار الجماعي في أمريكا: "هل تعلم كم عدد مُرتكبي حوادث إطلاق النار الجماعي في أمريكا خلال السنوات العشر الماضية؟".

يجيب كيرك، وهو يحمل ميكروفوناً: "هل تحسب عنف العصابات أم لا؟".

ثم يُسمع صوت طلق ناري قوي، اهتز كيرك بعنف داخل مقعده، ثم كان يمكن رؤية الدم على رقبته. وصرخ الناس في الحشد وابتعدوا عن المكان.

**الإفراج عن مشتبه به

أعلن مدير مكتب التحقيقات الفدرالي (إف بي آي) كاش باتيل أنّ الشخص الذي أوقف بشبهة اغتيال المؤثّر اليميني تشارلي كيرك الذي قُتل بالرصاص الأربعاء خلال فعالية جامعية في ولاية يوتا أطلق سراحه بعيد توقيفه.

وكتب باتيل على منصة إكس إنّ "الشخص المحتجز أُطلق سراحه بعد استجوابه من قِبل جهات إنفاذ القانون. تحقيقنا مستمرّ، وسنواصل نشر المعلومات حرصاً على الشفافية".

وكانت السلطات الأمريكية قد أعلنت عن احتجاز مشتبه به في حادث إطلاق النار الذي أودى بحياة تشارلي كيرك، وفق ما قاله مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي كاش باتيل.

وقال باتيل حينها على منصة إكس: "المشتبه به في حادث إطلاق النار المروع اليوم الذي أودى بحياة تشارلي كيرك محتجز الآن. سنوافيكم بالتحديثات فور توفرها".

وروى عضو سابق في الكونغرس الأمريكي، كان حاضراً في الفعالية مع ابنته، لشبكة فوكس نيوز ما حدث عندما أُطلق الرصاص على كيرك.

قال النائب الأمريكي السابق جيسون تشافيتز: "سقط الجميع أرضاً" و"تفرقوا". ووصف العنف بأنه "مروّع".

وأضاف تشافيتز: "استهدفته الرصاصة مباشرةً".

**ردود فعل سياسيين على إطلاق النار

وتفاعل سياسيون أمريكيون على مواقع التواصل الاجتماعي مع خبر إطلاق النار كالتالي: إذ قال وزير الحرب الأمريكي بيت هيجسيث:"صلواتنا من أجل تشارلي كيرك. مسيحي أمريكي رائع، إنسان رائع. فلتكن يد يسوع المسيح الشافية عليه".

من جهتها، قالت المدعية العامة باميلا بوندي: "عملاء مكتب التحقيقات الفيدرالي ومكتب الكحول والتبغ والأسلحة النارية والمتفجرات في طريقهم. صلوا من أجل تشارلي".

بدوه، قال رئيس مجلس النواب مايك جونسون: "انضموا إلينا في الصلاة من أجل صديقنا العزيز، تشارلي كيرك".

إلى ذلك: قال حاكم كاليفورنيا جافين نيوسوم: "الاعتداء على تشارلي كيرك مقزز، حقير، ومُدان. في الولايات المتحدة الأمريكية، يجب أن نرفض العنف السياسي بجميع أشكاله".

فيما قال وزير الصحة والخدمات الإنسانية روبرت إف كينيدي الابن: "نحبك يا تشارلي كيرك. ندعو لك".

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2025 ShoroukNews. All rights reserved