ندوة إطلاق كتاب طوفان الأقصى للإعلامي حسين عبدالغني تناقش مستقبل المنطقة وفلسطين

آخر تحديث: الأحد 12 يناير 2025 - 6:46 م بتوقيت القاهرة

محمد حسين

• حسين عبدالغني: طوفان الأقصى قدرا مقدورا.. وكل أفعال إسرائيل لن تستطيع أن تسرق لحظة النصر في 7 أكتوبر

نظمت دار العين بمقرها بوسط القاهرة، أمس السبت، حفل توقيع ومناقشة لكتاب "طوفان الأقصى..من غيّر قواعد اللعبة ؟"، الصادر مؤخرا للكاتب الصحفي والإعلامي حسين عبد الغني، وناقشه الكاتب الصحفي عبد الله السناوي، والدكتورة نيفين مسعد، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة.

وحضر الحفل عدد من الكتاب والصحفيين والشخصيات السياسية، ومنهم المرشح الرئاسي السابق حمدين صباحي، ووزير القوى العاملة السابق كمال أبو عيطة، والدكتور فؤاد عبد الرازق، خبير الشئون الدولية الإذاعي السابق براديو بي بي سي، والدكتورة فاطمة البودي، مؤسس دار العين للنشر، والمخرج خالد يوسف.

كما حضر الكاتب الصحفي جمال فهمي، والكاتب سيد محمود ، الصحفي بالأهرام ورئيس تحرير جريدة القاهرة السابق، والكاتب الصحفي عمرو بدر، عضو مجلس نقابة الصحفيين الأسبق، والكاتب الصحفي محمد بصل، مدير تحرير جريدة الشروق.

وبدأ حسين عبد الغني، حديثه عن تجربة الكتاب، مؤكدا أنه ينطبق عليه القصيدة البديعة لصلاح جاهين، والتي غنتها الفنانة سعاد حسني، بكلماتها "وقّف الشريط في وضع ثابت.. دلوقت نقدر نفحص المنظر"، مشيرا إلى الهدف الرئيس من هذا الكتاب هو الإمساك بهذه اللحظة التاريخي من نصر عربي حدث في السابع من أكتوبر 2023.

وأضاف عبد الغني: "كل واحد منا ابن تجربته و إنني أحتفظ بتجربة مضى عليها نحو ربع قرن، حين جاءني ابني الأوسط غاضبًا، وهو تلميذ في مدرسة ثانوية أمريكية في القاهرة؛ لأن منهج التاريخ الأمريكي المعتمد كان يريد للأسف أن يلقنهم أن حرب أكتوبر 73، أعظم حرب عربية نظامية، كانت هزيمة مصرية ونصرا إسرائيليا. جعلتني هذه التجربة حريصا على نشر هذا النص عن نصر طوفان الأقصى في يوم 7 أكتوبر. النصر الذي ترك - كما يقول كاتب عربي - ندبة على وجه إسرائيل لن تنمحي أبدا مهما تغيرت مآلات الحرب".

وعن تفاصيل الكتاب، أشار عبد الغي إلى أنه يغامر بعرض تحليلٍ لمسيرة الحرب، وخرائط النار، ومسيرة مفاوضات الباب الدوَّار، واستنزاف الوقت من القاهرة والدوحة إلى باريس.

وأكد أن هذا الكتاب ليس فقط رأيًا صريحًا يتخذ موقفًا لا يتستر فيه، إنما هو أيضا تحليل توثيقي لمحطات الحرب من جهة، وغبار التفاوض المخادع من جهة أخرى.

من جهته قال الكاتب الصحفي عبد الله السناوي، إن هناك حالة توحد بين الكتاب وكاتبه، حيث إن كتابات عبد الغني طيلة نحو عام ونصف من الحدث في كل المطبوعات والمنصات كانت تدور حول تلك القضية، وأهم ما ميز كتابته أن بها فكرا سياسيا، فهو يطل على الأحداث ويحلها وينظر فيما بعدها ويتوقع، ويعتبر ذلك مغامرة إلى حدما في حدث متحرك، فلو قلت في أي من اللحظات أننا انتصارا نهائيا لم يكن صحيحا.

بدورها قالت الدكتورة نيفين مسعد: "نحن نحتاج إلى سردية تكون مفككة لسردية وادعاءات إسرائيل، بأنها دولة ديمقراطية وتعيش في محيط معاد لها؛ لذا فإنني أقدر اهتمام عبد الغني في كتابه بتبني ذلك، والتي استمدها من موقف شخصي جري مع ابنه ومدرسته الأمريكية التي روجت بأن إسرائيل هي الطرف المنتصر في حرب أكتوبر 1973".

وأشادت مسعد، بالتعريفات التي أتى بها حسين عبد الغني والتي مثلت إضافة من وجهة نظرها، فمثلا تعريف "الحدث التاريخي"، بأنه يميز ما قبله عما بعده، ويمتد تأثيره من بؤرته إلى الإقليم إلى العالم، ويعيد صياغة الصراع المتصل به.

بزوغ شرق جديد.. قراءة في الآثار بعيدة المدى لطوفان الأقصى

وتضمنت أحد فصول الكتاب، قراءة لحسين عبد الغني حول انعكاسات وتداعيات عملية طوفان الأقصى.

ويقول عبد الغني، إن تقدير الآثار طويلة المدى لـ" طوفان الأقصى"، أمر يحتاج إلى الكثير من التحوط، فنحن نتحدث عن حرب لم تضع أوزارها بعد، أو بالتعبير القديم لا بد أن تسكت المدافع وينجلي دخان المعارك أولا، قبل أن نحسب إلى أيّ شرق أوسط جديد سيقودنا الزلزال الجديد.

وواصل عبد البغني: "رغم هذا كلّه، يغامر هذا التحليل بمحاولة تلمّس الآثار بعيدة المدى التي قد تشهدها المنطقة أيًا كانت النتيجة التي ستنتهي إليها حرب الإبادة (الإسرائيلية- الأمريكية) الحالية على غزة، ويركّز في هذه الآثار على فكرة أنّ هجوم "طوفان الأقصى سيقود إلى سقوط ركام أساطير هائلة؛ هيمنت على المنطقة وشلت العقل والإرادة العربّين منذ زيارة الرئيس المصري أنور السادات للقدس؛ وما تلاها من اتفاقات كامب ديفيد وأوسلو ووادي عربة والاتفاقات الإبراهيمية".

وتابع: "في حرب أكتوبر 1973،سقطت أسطورة نظرية الأمن الإسرائيلية القائمة على ردع العرب عن شن هجوم عليهم، فإذا تجاوزوا الردع وهاجموا سيكون مصيرهم أن يهزمهم الجيش الإسرائيلي الذي لا يقهر شر هزيمة".

ويصف عبد الغني مشهد اندلاع "طوفان الأقصى": "جاء هؤلاء الفتية من غزّة ليعيدوا إسقاط هذه الأسطورة وللأبد، فهُم منظّمة محدودة لا تُقارَن أعدادها وأسلحتها بالأعداد والترسانة الإسرائيلية، وهُم كبّدوا الاحتلال في يوم واحد أكبر خسائر بشرية عرفها في تاريخه، مهما فعلت إسرائيل بعد ذلك في غزّة؛ لن تستطيع أن تسرق لحظة النصر في 7 أكتوبر من الفلسطينيين، فقد كتبها التاريخ كما لن تستطيع محو هزيمتها، فقد هُزمت وانكشفت وعادت مرّة أخرى إلى حال الرعب والخوف من الزوال".

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2025 ShoroukNews. All rights reserved