فوانيس أم حبيبة.. 7 سنوات من عشق زينة رمضان

آخر تحديث: الأربعاء 12 فبراير 2025 - 10:48 ص بتوقيت القاهرة

كتابة وتصوير: سهام عيد

«مرحب شهر الصوم مرحب لياليك عادت في أمان».. على أنغام صوت عبد العزيز محمود، يعج شارع الخيامية بالقاهرة القديمة بالمارة وصنّاع الزينة والفوانيس، إيذانًا منهم بقدوم الشهر الكريم. وبينما تضج الأجواء بالتحضيرات، تنكبّ أم حبيبة على تزيين هلال كبير مصنوع من الحديد، تغلفه بالأقمشة المزخرفة وتزينه بالأنوار، وما إن تنتهي منه وتعلقه أعلى واجهة محلها الصغير، حتى تظهر جملة «رمضان جانا» مضيئة الأرجاء.

7 سنوات في صناعة الفوانيس

قبل سنوات، كانت أم حبيبة تعمل بائعة فضة وأحجبة للنساء، مثل الإيشاربات والطرح، لكنها شُغفت بالحرف اليدوية، لا سيما تلك المتعلقة بزينة رمضان، فقررت أن تمتهنها وتتقنها، وخلال 7 سنوات، أصبحت واحدة من أشهر صانعي الفوانيس وزينة رمضان في المنطقة.

تقول أم حبيبة في حديثها لـ«الشروق» إنها تنتظر شهر رمضان من كل عام بشوق، إذ تبدأ مبكرًا في تجهيز الفوانيس والزينة استعدادًا لاستقباله، موضحة أنها تصنع جميع أنواع الزينة والفوانيس المزينة بالأقمشة، سواء الخيامية أو العادية أو المزخرفة.

مراحل صناعة فوانيس الخيامية

توضح أم حبيبة مراحل صناعة الفانوس، مشيرة إلى أنها تبدأ بالتواصل مع الحداد لتحديد الشكل المطلوب، سواء كان هلالًا، أو فانوسًا، أو أي تصميم آخر يعبر عن زينة رمضان، مع تحديد المقاسات والمواصفات المطلوبة. بعد ذلك، تبدأ في تجهيز الأقمشة والمواد اللازمة، مثل المواد اللاصقة والخيوط والأسلاك الخاصة بتوصيل الكهرباء أو المصابيح الصغيرةـ مشيرة إلى أن ابنتها تساعدها في عملها، إلى جانب بعض أصدقائها وجيرانها، مؤكدة أنهن أكبر داعم لها في هذه الحرفة.

شهر رمضان بالسنة كلها

تتحدث أم حبيبة عن مشاعرها تجاه الشهر الكريم بنظرات مفعمة بالبهجة والرضا، قائلة: «شهر رمضان هو أجمل شهور السنة، شهر الرزق والخير والبركة، وفيه صلاة التراويح والصيام.. طقوسه هي الأجمل على الإطلاق».

وتضيف: «نبدأ التحضيرات له منذ أول رجب وحتى حلول رمضان، بل تستمر حتى عيد الفطر. أيام رمضان تكون جميلة جدًا ومليئة بالفرح».

مسلمون ومسيحيون يستعدون لرمضان

حول الإقبال وحركة البيع والشراء، تشير أم حبيبة إلى أن شهري رجب وشعبان من كل عام يشهدان إقبالًا كبيرًا من الزبائن، وهذا العام لا يختلف عن غيره، حيث يحرص الجميع على تزيين منازلهم بزينة رمضان المختلفة وشراء بعض المفروشات الخاصة بالمناسبة، لافتة إلى أن لديها زبائن يأتونها خصيصًا كل عام لشراء الزينة، رغم أنهم غير مسلمين، مما يعكس الروح الوطنية بين أطياف الشعب المصري، فالجميع يستعد لاستقبال رمضان بطريقته الخاصة.

شارع الخيامية.. تاريخ يمتد إلى العصر المملوكي

يقع شارع الخيامية بالقرب من باب زويلة في القاهرة القديمة، وهو معروف بحرفة الخيامية وفن الزخرفة على النسيج، التي تعود جذورها إلى العصر المملوكي. لكن في الآونة الأخيرة، بدأ يحتضن أيضًا صناع زينة وفوانيس رمضان، حيث تحوّل تدريجيًا من فنون الزخرفة على النسيج إلى أحد مراكز صناعة الفوانيس باستخدام أقمشة الخيامية وغيرها من الخامات المميزة.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2025 ShoroukNews. All rights reserved