راهب فيتنامي يقوم برحلة حج إلى الهند حافي القدمين

آخر تحديث: الأربعاء 12 فبراير 2025 - 9:47 ص بتوقيت القاهرة

هانوي/بانكوك - د ب أ

لم يبدأ الراهب البوذي الفيتنامي ثيتش مينه توي رحلة حج إلى الهند في نوفمبر الماضي، سيرا على الأقدام فحسب ولكنه كان أيضا حافي القدمين، مما أكسبه شهرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

قد لا يكون السير على الأقدام لمسافة 2700 كيلومتر حافي القدمين، فكرة تطرأ على مخيلة كل شخص عن القيام برحلة روحية، ولكن بالنسبة لتوي /44 عاما/، فإن هذه الرحلة الشاقة تعني له طريقا للوصول إلى الاستنارة الروحية.

ومن المتوقع أن يصل توي إلى الهند في مايو المقبل.

وأصبح لدى توي الآن مئات الآلاف من المتابعين على الفيسبوك، وتحصد مقاطع الفيديو اليومية التي ينشرها أحد رفاقه في السفر بانتظام أكثر من مليوني مشاهدة على منصة يوتيوب.

ويعد التزام توي الملحوظ والرائع بأسلوب بسيط في الحياة، من أهم أسباب افتتان متابعيه، الذين يرون أنه يمثل قدوة في التخلص من إغراءات الحياة الاستهلاكية المادية، التي تحيط بالناس من كل جانب في العصر الحديث، وهم يلاحظون أن كل ما يحمله في رحلته الطويلة مجرد جهاز لطهي الأرز، والذي يمكن استخدامه أيضا كوعاء لتلقي التبرعات لسد تكاليف رحلته، حيث أنه لا يزاول خلالها عملا وإنما يكرس جل وقته للتأملات الروحية التي تثري تجربته في الحياة.

ويحصل على معظم ملابسه من الثياب التي يتخلص منها أصحابها بإلقائها في صناديق القمامة، مما يعكس تفانيه في البساطة والزهد في المقتنيات، ويرافقه أثناء رحلته العديد من الأشخاص الذين يماثلونه في التفكير ونمط الحياة.

وقال توي لوسائل الإعلام المحلية، "إنني أمشي حافي القدمين لكي أشعر بما هو تحت قدمي، ولتجنب أن أطأ على الحشرات والكائنات الحية الأخرى، وفي الحقيقة أرى أن الأحذية والصنادل تبلى أيضا بدرجة أسرع من قدمي".

ويتبع توي تفسيرا صارما للبوذية، فمثلا لا يمتلك أكثر من ثلاث قطع من الملابس، ويعيش على التبرعات بينما يسعى جاهدا للحد من تأثيره البيئي.

حتى أسلوبه في الراحة غير تقليدي ويراه البعض غريبا، فينام توي جالسا منتصبا لتقصير فترة نوم فيستند إلى شجرة أو جدار .

وسببت شعبية توي المتزايدة نوعا من الصداع اللوجيستي في بعض الأحيان، حيث تتجمع حشود بالآلاف أينما وجد، مما يؤدي إلى اضطرابات في حركة المرور، ومخاوف تتعلق بالنظام العام.

ومن ناحية أخرى اجتاز توي في رحلته الروحية حتى الآن، مختلف أنحاء فيتنام ولاوس وتايلاند التي وصل إليها في ديسمبر الماضي.

والتحدي التالي الذي يواجهه هو عبور ميانمار التي تعاني من الفوضى السياسية والعنف منذ انقلاب 2021، ولم يتأكد حتى الآن ما إذا كانت السلطات هناك ستسمح له بالدخول.

وبدأ الراهب الفيتنامي رحلته الدينية عام 2015، ومنذ ذلك الحين قام بالعديد من رحلات الحج سيرا على الأقدام في مختلف أنحاء فيتنام.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2025 ShoroukNews. All rights reserved