علماء يحذرون.. تفشي طفيلي حمى الحلزون القاتل في منطقتين شهيرتين بأوروبا
آخر تحديث: الإثنين 12 مايو 2025 - 4:57 م بتوقيت القاهرة
منار عبدالسلام
حذّر خبراء من تزايد انتشار دودة بشعة تعيش في قواقع المياه العذبة، وهي قادرة على إصابة البشر، في أماكن العطلات الأوروبية.
كما تُظهر بيانات اطلعت عليها صحيفة "ميل أونلاين"، أن عدد المسافرين البريطانيين الذين جلبوا هذه الطفيليات معهم إلى ديارهم قد وصل إلى مستوى قياسي.
-كيف تصيب الإنسان؟
وتخترق هذه الدودة، وهي نوع من الديدان المثقوبة الدموية، جلد الإنسان، حيث تُطلق آلاف البيوض التي يمكن أن تنتشر في الجسم وتُصيب الأعضاء الحيوية، مُسببةً مرض البلهارسيا، وتحدث العدوى البشرية عادةً عند ملامسة المسافرين للطفيلي أثناء السباحة في بيئات المياه العذبة.
وتُعرف هذه العدوى أيضًا بحمى القواقع أو داء البلهارسيا، ويمكن أن تُسبب العقم والعمى وتلفًا شديدًا في الأعضاء، حتى تصل إلى سرطان المثانة، إذا تُركت دون علاج.
وأكد علماء، خلال مؤتمر ويلكوم ترست بلندن الأسبوع الماضي، أن المرض كان محصورًا في إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، إلا أنه بدأ ينتشر الآن في أجزاء من جنوب أوروبا.
ووفقا لصحيفة ديلي ميل البريطانية، تم الإبلاغ عن حالات تفشٍّ في بحيرات وأنهار المياه العذبة في وجهات العطلات الأوروبية المفضلة مثل إسبانيا والبرتغال وأجزاء من فرنسا، كما تُظهر البيانات الرسمية للحكومة البريطانية أن عددًا متزايدًا من المسافرين البريطانيين يُصابون بالعدوى أيضًا.
وقالت بوني ويبستر، الباحثة الرئيسية في قسم موارد حلزون البلهارسيا بمتحف التاريخ الطبيعي: "يعتقد أن الدودة وصلت إلى أوروبا من مسافرين أفارقة".
ووفقًا لصحيفة التلغراف، أكدت: "أن المسافرين الذين جلبوا الطفيليات كانوا من أفريقيا، وخاصة السنغال"، وتابعت: "بمجرد إصابة حلزون واحد، فإنه يُصيب مجموعة كاملة من الحلزونات، والتي بدورها تُصيب مجموعة كاملة من البشر".
-أسباب انتشارها في المياه الأوروبية
وأرجع العلماء وجود تلك الآفات بمياه أوروبا نتيجة التغيرات المناخية التي جعلت المياه الأوروبية أكثر دفئًا وأكثر ملاءمةً للديدان، أيضا يعتقد الخبراء أن جلب السياح للديدان، هو السبب وراء ارتفاع الإصابات في القارة.
وتم تحديد أكثر من 120 حالة إصابة في جزيرة كورسيكا الفرنسية منذ عام 2014، ويُعتقد أن الديدان قد انتقلت إلى هناك من قِبل أفراد من السنغال.
-كيف تنتقل بين البشر؟
ويمكن للبشر المصابين أن يُلوّثوا مصادر المياه العذبة بهذه الدودة عن طريق وضع بيضها في بولهم وبرازهم، ومن هنا، تُصيب الدودة حلزون المياه العذبة، حيث تنمو إلى حجم يُمكّنها من إصابة الإنسان.
ووفقًا لمنظمة الصحة العالمية، أُصيب أكثر من 250 مليون شخص بداء البلهارسيا في عام 2021، 90% منهم في أفريقيا.
وفي المجمل، تُقدّر أن حمى الحلزون تقتل 12.000 شخص سنويًا بسبب المضاعفات التي تُسببها.
-أعراضها
ويمكن أن تظهر العدوى في البداية على شكل طفح جلدي مُتكتّل ومُثير للحكة، يُعرف شعبيًا باسم "حكة السباحين"، ومع تطور المرض، تشمل الأعراض الحمى، وظهور المزيد من الطفح الجلدي، والسعال، والإسهال، وآلام العضلات والمفاصل، وآلام المعدة، والشعور العام بالإعياء، ولا تُسبب الدودة نفسها هذه الأعراض، بل رد فعل الجسم تجاه إطلاقها آلافًا وآلافًا من البيض.
ويقول الخبراء، إن حمى الحلزون غالبًا ما تُشخص في هذه المرحلة على أنها نتيجة لعدوى أخرى، ورغم أن المرض عادةً ما يزول من تلقاء نفسه، إلا أن المرضى يظلوا معرضين لخطر المضاعفات الصحية طويلة الأمد، مثل تلف الأعضاء، حيث يبقى الطفيلي في أجسامهم.
وفي حالات نادرة، يمكن أن تصل البيض إلى الدماغ والحبل الشوكي، حيث يمكن أن تُسبب مجموعة من المشاكل الصحية الخطيرة.
وتنصح هيئة الخدمات الصحية الوطنية "NHS" الأشخاص الذين تظهر عليهم علامات العدوى، والذين كانوا في منطقة توجد فيها الديدان، بالاتصال بطبيبهم العام للحصول على المشورة.
ويمكن للناس تقليل خطر الإصابة بحمى الحلزون عن طريق تجنب السباحة أو التجديف في المياه العذبة لأن الديدان لا تستطيع البقاء على قيد الحياة في البحر أو في حمامات السباحة.