نهلة الصعيدي: الأزهر ظل على مدار أكثر من ألف عام ضمير الأمة ومنارةً للعلم والإصلاح

آخر تحديث: الإثنين 12 مايو 2025 - 11:59 ص بتوقيت القاهرة

آلاء يوسف

أكدت الدكتورة نهلة الصعيدي، مستشارة شيخ الأزهر لشئون الوافدين وعميدة كلية العلوم الإسلامية والعربية للطلاب الوافدين، أن الأزهر الشريف لم يكن يومًا مجرد مؤسسة تعليمية، بل ظل على مدار أكثر من ألف عام ضمير الأمة وصوتها في وجه الظلم والطغيان، ومنارةً للعلم والإصلاح، مشيرة إلى أن صناعة الإنسان المصلح هي ذروة سنام رسالته.

يأتي ذلك خلال كلمته في المؤتمر العلمي الدولي الأول "الأزهر وصناعة المصلحين"، الذي تنظمه كلية العلوم الإسلامية والعربية للوافدين، بمركز الأزهر للمؤتمرات، بتوجيهات من الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر.

ورحّبت الصعيدي بالحضور، معربة عن فخرها بانعقاد المؤتمر في رحاب الأزهر الشريف، الذي وصفته بـ"قبلة العلم، ومنارة العالم، وموئل المصلحين"، مؤكدة أن هذا المؤتمر ليس فعالية عابرة، بل يمثل نواة مشروع إصلاحي متكامل، ومبادرة سنوية تتجدد تحت نفس العنوان، وتتخللها ملتقيات نوعية تُعنى بإبراز الشخصيات الأزهرية المصلحة وإسهاماتها في نهضة الأمة.

وشددت على أهمية الدور الذي يضطلع به طلاب الأزهر الوافدون، مشيرة إلى أنهم يمثلون وجه الأزهر الناطق في بلدانهم، وحملة رسالته في العالم، مؤكدة أنهم إذا نطقوا أو كتبوا أو تحركوا فإنما يتحدث الأزهر من خلالهم، ودعتهم إلى أن يكونوا دعاة إصلاح، ومجددين في مجتمعاتهم، ثابتين على القيم، غير منخدعين بالشعارات، ولا ملبسين الحق بالباطل، حاملين للعلم زادًا، وللإخلاص نبراسًا، وللحق وجهةً.

وتطرقت في كلمتها إلى المراحل الأساسية الـ3 في صناعة المصلحين وفق منهج الأزهر، وهي: العلم المؤسس القائم على حفظ القرآن الكريم وفهم السنة النبوية والتدرج في علوم الشريعة والعقل والمعاصرة، والتهذيب السلوكي والتزكية التربوية، بوصف الأخلاق الرفيعة شرطًا من شروط العلم الحقيقي، ثم الانخراط الإصلاحي الفاعل في المجتمع، بما يُحوّل الطالب الأزهري إلى مصلح واعٍ، صانع للوعي، ومواجه للفساد بالحكمة والموعظة الحسنة.

وأوضحت أن المؤتمر بداية لمسيرة علمية متصلة، عبر لقاءات ودورات وملتقيات، تحتضنها الكلية لتظل منارة مفتوحة لأبناء الأزهر الوافدين من مختلف دول العالم، أولئك الذين يمثلون صوت الأزهر في الأرض وسفراءه في الإصلاح والخير حيثما حلوا، مشيرة إلى أن الإصلاح الأزهري يتم عبر مسار مؤسسي، متصل بجذور الأمة، ومنفتح على آفاقها، يستحضر سير المصلحين لا للتأريخ، بل للفهم والتطبيق.

ولفتت إلى أن فكرة المؤتمر انبثقت من هذه الرؤية، وعرضتها على أستاذها الراحل الدكتور محمود توفيق سعد، الذي تبناها بروحه وعقله، ورسم محاورها، وأسهم في صياغة تفاصيلها، مؤكدة أن المؤتمر يمثل ثمرة من ثمار إخلاصه وعطائه، ونقطة في نهر عطائه الهادئ.

وأضافت أن دكتور محمود سعد توفيق كان من أولئك العلماء الذين يضيئون من حولهم بعلمهم وتواضعهم، وقد أوصى بألا يُذكر اسمه بين المصلحين، لكن الله أراد أن يُرفع ذكره ويُبقي أثره، مشيرة إلى أن محاور المؤتمر هي امتداد لروحه، وأنه مصلح من طراز نادر، وأن المشروع العلمي بأكمله يُعد ثمرة من ثمار توجيهاته.

واختتمت كلمتها بالدعاء أن يتغمد الله أستاذها الراحل بواسع رحمته، وأن يوفقها لتحقيق ما أوصاها به من تخصيص ملتقيات مستقلة لكل شخصية أزهرية مصلحة، متوجهة بالشكر والتقدير للإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، على دعمه المتواصل للطلاب الوافدين، ولكل من شارك في إنجاح المؤتمر علميًا وتنظيميًا.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2025 ShoroukNews. All rights reserved