دفنوه تحت السيراميك 8 سنوات.. تفاصيل صادمة في جريمة قتل موظف على يد أسرته بالإسكندرية
آخر تحديث: الإثنين 12 مايو 2025 - 2:35 م بتوقيت القاهرة
عصام عامر
كشفت التحقيقات التي تباشرها نيابة محرم بك في الإسكندرية، اليوم الاثنين، حول مقتل (ع.ص)، موظف، على أيدي زوجته ونجليها، وقيامهم بدفنه داخل شقة سكنهم وتغطية جثته بالسيراميك "قبل إغلاقها" منذ 8 سنوات، عن أن أسرته، وبالأخص شقيقه، دخلت في رحلة بحث مضنية استمرت لعدة سنوات، شملت تحاليل DNA ومضاهات نتائجها بجثث مجهولة، بعد تقديم بلاغات عدة للشرطة بشأن اختفائه، دون جدوى.
وأضافت التحقيقات أن الطفلتين "نيرة" و"شهد"، ابنتي المجني عليه، كانتا تحت التهديد الدائم من والدتهما بعد علمهما بتفاصيل الجريمة، ما منعهما من كشف النقاب عنها لسنوات، وبعد وفاة الأم "المتهمة" قبل نحو عام، كسرت إحدى الطفلتين حاجز الصمت وأبلغت "عمتها"، التي أخبرت بدورها "عمها"، فتم إبلاغ الشرطة.
وتنتظر النيابة العامة تقرير الطب الشرعي الخاص بنتائج تحليل عينة من رفات جثة المجني عليه، بعدما كسرت الابنة الكبرى حاجز الصمت، وأبلغت عن الجريمة، حيث سمعت والدتها توصي نجليها قبل وفاتها بعدم كشف الواقعة حفاظًا عليهما من السجن؛ إذ كانت تعلم أن والدها مختفٍ وفقًا لما رُوِّج له واعتقده الجيران وجميع الأقارب، ما دفعها إلى الهروب من المنزل، وإخبار عمتها بما سمعت.
وتشير تحقيقات الواقعة التي شهدتها منطقة محرم بك وسط محافظة الإسكندرية، إلى أن زوج الأم "القتيل" كان دائم التعدي عليها بالضرب أمام أبنائها الاثنين، والمتهمين في الواقعة، وهما لم يبلغا الحلم وقت ارتكاب الجريمة، علاوة على استيلائه على أموالها بصورة مستمرة، ما تسبب في توتر العلاقة بينهما.
ويوم الواقعة، شاهد أحد الشقيقين، وكان يبلغ من العمر 15 عامًا آنذاك، القتيل أثناء تعديه على والدته، فاستل سلاحًا أبيض "سكين" من المطبخ وطعن زوجها عدة طعنات نافذة أودت بحياته في الحال، ثم اشترك مع والدته وشقيقه الأصغر في دفن الجثمان أسفل بلاط الشقة.
وأجرى فريق من النيابة العامة، يرافقه ضباط وحدة البحث الجنائي، معاينة تصويرية لمكان الشقة التي شهدت الجريمة، وذلك وسط حراسة أمنية مشددة.
وقررت النيابة حبس المتهم 4 أيام احتياطيًا على ذمة التحقيقات، لاتهامه بمساعدة والدته – التي توفيت منذ عام – في قتل زوجها ودفنه داخل شقة سكنهم الكائنة بعقار في منطقة محرم بك منذ 8 أعوام. أما الشقيق الثاني فهو محبوس على ذمة قضية أخرى.
وصدر قرار النيابة العامة عقب تلقيها تحريات المباحث، واستجواب المتهم، البالغ من العمر 23 عامًا، لمدة 18 ساعة، حيث كان لا يزال حدثًا وقت وقوع الجريمة قبل 8 أعوام، إلى جانب سماع أقوال سكان العقار، واستعجال تقرير الطب الشرعي بشأن ما تبقى من جثة الضحية.
كما استمعت النيابة لأقوال الشقيقة الكبرى للمتهم – من والده – والتي تبلغ من العمر 12 عامًا، حيث أبلغت عن الواقعة، وذكرت في التحقيقات أن والدها تزوج من والدتها، وكانت مطلقة، ولديها طفلان من زواج سابق، عمرهما وقت الحادث كان 12 و15 عامًا.
وأكدت الفتاة أن شقيقها الأكبر، البالغ حينها 15 عامًا، ساعد والدته – التي توفيت منذ عام – على التخلص من جثة والدها بعد طعنه بسكين، حيث قاما بدفنه داخل الشقة، وأخفيا الجريمة بوضع السيراميك فوق مكان الدفن لإخفاء آثارها طيلة 8 سنوات.
وكانت مديرية أمن الإسكندرية، تلقت إخطارًا من قسم شرطة محرم بك، يفيد بتلقي بلاغ من فتاة تتهم شقيقها الأكبر بمساعدة والدته في قتل والدها بسلاح أبيض ودفنه داخل الشقة التي كانوا يقيمون بها منذ عام 2017، بحضور الشقيق الأصغر.
وانتقلت الشرطة والنيابة العامة إلى موقع البلاغ، برفقة الأدلة الجنائية، وتم كسر أجزاء من أرضية الشقة، واستخراج بقايا عظام يُعتقد أنها تخص المجني عليه، ونُقلت إلى المشرحة، وأُرسلت عينة منها إلى الطب الشرعي لتحليلها وبيان هوية صاحبها، بعد تحرير محضر بالواقعة، والعرض على النيابة العامة، التي تباشر التحقيق.