خبير زراعي: أشجار الزيتون بجنوب سيناء الأكثر تضررا من التغيرات المناخية

آخر تحديث: الثلاثاء 12 أغسطس 2025 - 6:31 م بتوقيت القاهرة

رضا الحصري

تشهد محافظة جنوب سيناء طفرة تنموية غير مسبوقة في المجال الزراعي، من خلال التوسع سنويًا في المساحات المنزرعة، بجانب إدخال محاصيل زراعية جديدة كل عام تتلائم مع الظروف المناخية، ونوعية التربة، ودرجة ملوحة المياه، ولكن وسط التغيرات المناخية التي يشهدها العالم، تأثرت بعض المحاصيل وتراجع إنتاجها.

قال الدكتور محمد شطا، خبير التنمية الزراعية ووكيل وزارة الزراعة بجنوب سيناء سابقًا، إن القطاع الزراعي أكثر القطاعات حساسية بارتفاع درجة الحرارة، كون جميع أنواع الزراعات تتأثر بالتغيرات المناخية، إضافة إلى الثروة الحيوانية والسمكية والداجنة، كونهم أفرعًا بالقطاع الزراعي، مشيرًا إلى أن التغيرات المناخية ليست مقتصرة على الارتفاع في درجات الحرارة، ولكن المشكلة تكمن في التطرف في درجات الحرارة.

وأوضح "شطا" في تصريح اليوم، أن الفرق بين درجات الحرارة نهارًا وليلًا، وحدوث هبات للرياح، وعواصف وسيول، جميعها عوامل مؤثرة بدرجة قوية على النباتات، مؤكدًا أن أشجار الزيتون بجنوب سيناء تعد من أكثر المحاصيل تأثرًا بارتفاع درجة الحرارة، لكونها تحتاج إلى درجة برودة معينة خلال نضج الثمار.

وأكد أن ارتفاع درجة الحرارة الناتجة عن التغيرات المناخية أثّر بدرجة كبيرة على الخريطة الوراثية للنباتات، وأصبح كل نبات يحتاج إلى خريطة وراثية خاصة به، كونها تسهم بدرجة كبيرة في الاختلاف في نوع الزراعات وموعد نضجها وإنتاجها.

ولفت إلى أن التغيرات المناخية غيّرت في خريطة المواسم الزراعية أيضًا، فأصبح المزارعون يضطرون إلى تبكير موعد زراعة بعض المحاصيل وتبكير الجني، إضافة إلى أن بعض الآفات تنتقل من دولة لأخرى نتيجة للتغيرات المناخية مثل "دودة الحشد الخريفي" التي ظهرت مؤخرًا في مصر.

وتابع: كما أن تساقط الأمطار في غير موسمها، وعدم تساقطها في موسمها نتيجة التغيرات المناخية أثّر بدرجة كبيرة على الزراعات، فعدم تساقط الأمطار في الموسم الشتوي على محاصيل البرسيم والفول والقمح ساهم في تراجع إنتاجيتها، وتساقط الأمطار في الصيف يعمل على انتشار الفطريات والحشرات بين الزراعات، وهبوب الرياح الشديدة يعمل على تساقط الزهر في موسم تزهير النباتات.

وأكد أنه لابد من توعية المزارعين بالتوصيات الخاصة بمواجهة التغيرات المناخية، ومنها عدم الري وقت هبوب الرياح وارتفاع درجات الحرارة، ويفضل الري في الصباح الباكر أو المساء، والحرص على رش عناصر البوتاسيوم والعناصر الصغيرة لحماية النباتات، وزراعة مصدات للرياح حول الزراعات، وتعميق أحواض الأسماك، وعدم رعي الأغنام والماعز في الشمس.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2025 ShoroukNews. All rights reserved