ماذا حدث في الاجتماع الطارئ لمجلس الأمن بشأن الهجوم الإسرائيلي على قطر؟

آخر تحديث: الجمعة 12 سبتمبر 2025 - 10:25 ص بتوقيت القاهرة

وكالات

ندد مجلس الأمن الدولي، أمس، بالهجوم الذي تعرضت له العاصمة القطرية الدوحة في الآونة الأخيرة، لكنه لم يذكر إسرائيل في البيان الذي وافقت عليه كل الدول الأعضاء البالغ عددها 15 ومن بينها الولايات المتحدة حليفة تل أبيب.

وحاولت إسرائيل اغتيال قيادات حماس في الهجوم الذي شنته يوم الثلاثاء، مصعدة بذلك أعمالها العسكرية، فيما وصفت الولايات المتحدة الهجوم بأنه تحرك فردي ولا يخدم المصالح الأمريكية والإسرائيلية، وفقا لوكالة رويترز.

* مصر تطالب بإجراءات ردع جادة ضد إسرائيل



وأكد مندوب مصر لدى الأمم المتحدة السفير أسامة عبدالخالق، إدانة القاهرة للعدوان الإسرائيلي السافر على دولة قطر، مشيرا إلى أن إسرائيل ارتكبت عدوانا على دولة عربية لم يكن الأول ولن يكون الأخير ما لم يتخذ مجلس الأمن إجراءات ردع جادة.

وشدد مندوب مصر لدى الأمم المتحدة في كلمته أمام الجلسة طارئة للمجلس على أن مصر تؤكد تضامنها الكامل مع قطر ووقوفها إلى جانبها في مواجهة هذا العدوان.

وأوضح أن الاعتداء الإسرائيلي يكشف الأيديولوجية الإسرائيلية في التعامل مع الوضع، ويبرز الطرف المعرقل لإنهاء التصعيد في غزة والمنطقة بأسرها، وفقا لوكالة أنباء الشرق الأوسط.

وطالب بتكثيف الجهود لوقف الحرب الإسرائيلية المدمرة على غزة، ووقف الاعتداءات المستمرة على المدنيين، بالإضافة إلى وقف الاستيطان في الضفة الغربية.

وشدد على أن الشرق الأوسط لن يشهد سلاما واستقرارا سوى بحل عادل للقضية الفلسطينية، داعيا مجلس الأمن إلى اتخاذ موقف فاعل وحازم تجاه تصرفات إسرائيل في المنطقة.

وأكد أن أمن قطر مرتبط بأمن مصر والمنطقة العربية بأسرها، وأن موقف مصر ثابت تجاه ضرورة إنقاذ الشعب الفلسطيني في قطاع غزة من أي إبادة محتملة.

في المقابل، قال داني دانون مندوب إسرائيل لدى الأمم المتحدة إن "هذه الضربة ترسل رسالة ينبغي أن يتردد صداها في أرجاء هذه القاعة: لا ملاذ للإرهابيين، لا في غزة، ولا في طهران، ولا في الدوحة. لا حصانة للإرهابيين... وسنتحرك ضد قادة الإرهاب أينما كانوا"، على حد زعمه.


* موافقة بالإجماع على بيان المجلس

ودأبت الولايات المتحدة على توفير الحماية لحليفتها إسرائيل في الأمم المتحدة. ويعكس دعم الولايات المتحدة لبيان مجلس الأمن، الذي لا يمكن الموافقة عليه إلا بالإجماع، استياء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من الهجوم الذي أمر به رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

وجاء في البيان، الذي صاغته بريطانيا وفرنسا، أن "أعضاء المجلس شددوا على أهمية خفض التصعيد وعبروا عن تضامنهم مع قطر. وأكدوا على دعمهم لسيادة قطر وسلامة أراضيها".

وعملية الدوحة، التي قوبلت بتنديد واسع، حساسة للغاية لأن قطر تستضيف المفاوضات الرامية إلى الاتفاق على وقف لإطلاق النار في حرب غزة وتشارك أيضا في جهود الوساطة.

وجاء في بيان مجلس الأمن "أكد الأعضاء على ضرورة أن يظل إطلاق سراح الرهائن، بما في ذلك من قتلتهم حماس، وإنهاء الحرب والمعاناة في غزة أولويتنا القصوى"، على حد نص البيان.

* قطر تتهم إسرائيل بعرقلة جهود انهاء حرب غزة

من جهته، اتهم رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني إسرائيل بمحاولة عرقلة جهود إنهاء الحرب في غزة من خلال مهاجمة قادة حماس في الدوحة، لكنه تعهد بمواصلة جهود الوساطة.

وقال أمام المجلس إن "الاعتداء على أرضنا خلال انشغالنا بالوساطة كشف بوضوح عن نوايا إسرائيلية مبيتة لإجهاض أي مسعى نحو السلام وإطالة أمد المعاناة الإنسانية للشعب الفلسطيني الشقيق الذي يتعرض لحجم من المعاناة تعجز الكلمات عن وصفه... كما يكشف عن أن المتطرفين الذين يحكمون إسرائيل الآن لا يأبهون بحياة الرهائن وأن تحريرهم ليس أولوية لديهم".

وشككت باكستان أيضا فيما إذا كان إطلاق سراح الرهائن المحتجزين لدى حماس يمثل أولوية بالنسبة لإسرائيل. وقال مندوب باكستان لدى الأمم المتحدة عاصم افتخار أحمد أمام المجلس: "من الواضح أن إسرائيل، القوة المحتلة، عازمة على بذل كل ما في وسعها لتقويض ونسف أي فرصة للسلام".

* واشنطن تعتبر أن الضربات لا تخدم الأهداف الأمريكية أو الإسرائيلية

وقالت دوروثي شيا القائمة بأعمال مندوب الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة "من غير اللائق أن يستخدم أي عضو هذا الأمر للتشكيك في التزام إسرائيل بإعادة رهائنها إلى ديارهم".

ورددت إلى حد كبير تصريحات ترامب بشأن الهجوم، قائلة للمجلس إن هذه الضربات لا تخدم الأهداف الأمريكية أو الإسرائيلية، ولكن "وعلى الرغم من الطبيعة المؤسفة" فإنها يمكن أن تكون بمثابة فرصة للسلام.

* الجزائر تحذر من إفلات إسرائيل من العقاب

وعبرت الجزائر عن خيبة أملها لأن بيان مجلس الأمن لم يكن أقوى.

وقال مندوب الجزائر لدى الأمم المتحدة عمار بن جامع أمام المجلس "العنف يولد العنف. الإفلات من العقاب يولد الحرب. الصمت في المجتمع الدولي، وفي هذا المجلس، يؤجج الفوضى".

وأضاف: "يظل هذا المجلس مقيدا، عاجزا حتى عن تسمية المعتدي، عن وصف العدوان بأنه انتهاك للقانون الدولي.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2025 ShoroukNews. All rights reserved