وكيل المخابرات العامة السابق: حماس أدارت غزة بعقلية الفصيل لا الدولة.. ومعبر رفح مُفترى عليه

آخر تحديث: الجمعة 12 سبتمبر 2025 - 11:22 م بتوقيت القاهرة

قال اللواء محمد إبراهيم الدويري، وكيل جهاز المخابرات العامة المصرية السابق، إن معبر رفح يُعد معضلة تاريخية، واصفًا إياه بالمعبر "المفترى عليه" لأنه تحمل الكثير من الضغوط من أطراف مختلفة، لكونه المعبر العربي الوحيد الذي يربط قطاع غزة بمصر والعالم الخارجي.

وأضاف الدويري، خلال لقاء خاص ببرنامج "الجلسة سرية" مع الكاتب الصحفي والإعلامي سمير عمر، على شاشة "القاهرة الإخبارية"، أن إسرائيل سيطرت على الجانب الفلسطيني من معبر رفح عقب عام 1967 حتى انسحابها من القطاع عام 2005، موضحًا أنه خلال تلك الفترة كان المرور من المعبر يتم تحت سيطرة إسرائيلية كاملة. وأشار إلى أنه بعد الانسحاب الإسرائيلي جرت مفاوضات بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل برعاية أمريكية انتهت بتوقيع "اتفاقية المعابر" في نوفمبر 2005.

وأوضح أن اتفاقية المعابر نصّت على ثلاثة شروط رئيسية لعمل المعبر، هي وجود الحرس الرئاسي التابع للسلطة الفلسطينية، وهيئة المعابر، وقوات المراقبة الأوروبية التي كانت متمركزة في مدينة أشدود الإسرائيلية. وأكد أن "الجانب المصري من المعبر لم يُمس وظل مفتوحًا بشكل دائم"، مضيفًا: "لم يُحسب على مصر أنها منعت أي شخصية فلسطينية من العبور، سواء من حماس أو الجهاد أو غيرهما".

وبشأن علاقة مصر بحماس، قال الدويري إن العلاقة قبل الانتخابات التشريعية الفلسطينية عام 2006 كانت جيدة، سواء مع قيادات الحركة في الداخل أو الخارج، مشددًا على أن الانتخابات التي جرت في يناير 2006 كانت حرة ونزيهة ولم تشبها أي عملية تزوير. وأوضح أن فوز حماس جاء نتيجة ضعف حركة فتح وحسن تنظيم الحركة وحراكها الاجتماعي.

وأضاف أن "مشكلة حماس بعد فوزها أنها حاولت إدارة قطاع غزة بعقلية الفصيل وليس الدولة"، لافتًا إلى أن مصر نصحت الحركة بتشكيل حكومة موسعة تُدار بعقلية الدولة، وأنه بالفعل جرى لقاء بين قيادات حماس والوزير عمر سليمان في القاهرة، حيث أكدت مصر أنها لا تتخذ موقفًا عدائيًا من فوز الحركة.

وتابع: "قلنا لهم لا داعي لأن يكون رئيس الحكومة من حماس، وحاولنا مساعدتهم بقدر الإمكان لتشكيل حكومة قوية ومستقرة، إلا أن النظرة الضيقة غلبت على عقلية الدولة، ولم تكن هناك الجدية المطلوبة". وأشار إلى أن الحكومة التي تشكلت برئاسة إسماعيل هنية واجهت قيودًا كثيرة، مضيفًا: "نصحناهم أن تكون الحكومة شاملة حتى تستطيع مخاطبة العالم، لكنهم لم يعترفوا بمنظمة التحرير أو اتفاق أوسلو".

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2025 ShoroukNews. All rights reserved