جهود حكومية مكثفة لإحياء حديقة الأزبكية وسط آراء متباينة للباعة حول الأكشاك الجديدة

آخر تحديث: الجمعة 12 سبتمبر 2025 - 2:24 م بتوقيت القاهرة

شريف حربي وفهد أبو الفضل

- وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية: جهود مكثفة للانتهاء من مخطط التطوير في أقرب وقت

- سهير زكي حواس لـ"الشروق": مخطط تطوير الحديقة لم يؤثر على العناصر التراثية بها

- مستشار وزير التنمية المحلية الأسبق: حديقة الأزبكية رئة ومتنفس أخضر لسكان العاصمة.. وقرار الإحياء تأخر كثيرا

- صاحب إحدى الأكشاك الجديدة: المكان الجديد أكثر نظاما ونظافة من القديم.. وآخر: المساحات ضيقة مقارنة بالسوق القديم

 

تواصل الأجهزة التنفيذية القائمة على مخطط إحياء حديقة الأزبكية جهودها المكثفة للانتهاء من أعمال التطوير، فيما تباينت آراء باعة الكتب حول الأكشاك الجديدة التي تم تخصيصها لهم بديلاً عن فرشاتهم حول سور الأزبكية.

ورصدت "الشروق" من خلال جولة ميدانية لمنطقة حديقة الأزبكية التراثية أعمال تطوير مكثفة في قلب الحديقة، من أعمال تشجير وزراعات خضراء، فضلاً عن رفع كفاءة الإضاءة، بجانب زراعة صفوف من النخيل على امتداد جوانب الحديقة، فضلاً عن طلاء أعمدة الإنارة باللون الأسود على امتداد الممرات، بالإضافة إلى عمل مناطق "لاند سكيب" بالحديقة من الداخل.

كما التقت "الشروق" من خلال جولتها أصحاب الأكشاك الجديدة التي تم تخصيصها لهم بديلاً عن المكان القديم حول سور حديقة الأزبكية للوقوف على آرائهم حول مدى رضاهم عن المكان الجديد من عدمه.

وعبر أصحاب الأكشاك الجديدة لبيع الكتب عن آرائهم بشكل متباين تجاه نقلهم للمكان الجديد.

واشتكى أحمد فوزي، صاحب إحدى أكشاك بيع الكتب، من ضيق المساحة المخصصة لكل بائع، فضلاً عن تراجع حركة البيع والشراء بسبب الإجراءات المؤقتة من مخطط التطوير بالمنطقة.

وقال محمد وجدي، أحد الباعة بالمكان الجديد، إن المحافظة لم تحدد بعد القيمة الإيجارية الشهرية المقرر دفعها للمحافظة مقابل تخصيص المكان، موضحاً لـ"الشروق" أنهم يتوقعون فرض مبالغ مالية بعد اكتمال المشروع والانتهاء منه وافتتاحه بشكل رسمي، والتي تتضمن إيجارات شهرية بخلاف رسوم تتعلق بالتأمين وخدمات النظافة.

وقال محمد عبد الرحمن، أحد أصحاب الأكشاك الجديدة، إن المكان الجديد في صورته الحالية يعد أكثر نظافة وتنظيماً من السوق القديم، وهو ما يمنح الزائرين شعوراً بالراحة والأمان.

والتقت سيد عاطف، أحد باعة الكتب بالمكان الجديد، قائلاً: "نحن نقدر أهمية التطوير ونتطلع إلى اكتماله لمخطط التطوير للمنطقة بالكامل، لكن أوضاعنا المالية تستلزم حلولاً عاجلة تحفظ مصدر رزقنا حتى لا نتأثر بالسلب من مخطط التطوير".

ويوضح الحاج حربي حسين، أحد العاملين في إحدى الأكشاك لصالح رضا إسماعيل، أن بعض التفاصيل لم تُحسم بعد، فحتى الآن لم يتم الإعلان عن القيمة الإيجارية سواء شهرية أو سنوية، متوقعاً أن هناك مبالغ مالية ستدفع بعد الانتهاء من مخطط التطوير.

أما سيد عاطف، صاحب إحدى الأكشاك، قال: "ندرك أهمية مخطط التطوير للمنطقة وأن له نتائج إيجابية ستظهر فيما بعد، لكن أوضاعنا المعيشية اليومية تفرض ضرورة الإسراع في توفير حلول بديلة تحافظ على دخل أصحاب الأكشاك حتى يكتمل العمل".

من جانبه، أكد وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية أن حديقة الأزبكية تعد أحد أعرق الحدائق بمحافظة القاهرة، كما تعتبر المسطح الأخضر الوحيد بمخطط القاهرة الخديوية، موضحاً أن الوزارة بالتعاون مع الجهات المعنية تقوم بجهود مكثفة لإعادة إحيائها ضمن مشروعات إحياء القاهرة التاريخية، لاستعادة رونق هذه الحديقة كمتنفس ومنتزه أخضر لسكان العاصمة.

وأضاف الشربيني، في تصريحات صحفية، أن مشروع تطوير حديقة الأزبكية ضمن مشروعات إحياء القاهرة الخديوية يتضمن الفراغ الممهد للمسارح التاريخية، علاوة على سوق كتب الأزبكية الجديد ونادي السلاح، منوهاً إلى أن إحياء حديقة الأزبكية التراثية يضمن إعادة تجديد البحيرة الأثرية وفق أحدث الأنظمة، وترميم المباني الأثرية مثل النافورة، وإعادة تأهيل الأشجار القديمة وعمل التدعيمات اللازمة لها، وتأهيل المباني المطلة على الحديقة.

من جانبها، قالت الدكتورة سهير زكي حواس، أستاذة العمارة والتصميم العمراني بكلية الهندسة جامعة القاهرة، إن اختيار الحكومة لاستشاري مخطط تطوير الحديقة، وهو المهندس ماهر استينوا، يطمئن كثيراً كونه من أشطر الاستشاريين المتخصصين في تخطيط وتصميم الحدائق، وهو من قام بتخطيط وتصميم حديقة الأزهر الشريف.

وأضافت حواس في تصريحات لـ"الشروق" أن مخطط التطوير لحديقة الأزبكية التراثية لم يؤثر على العناصر التراثية الموجودة بالحديقة، والتي من بينها نافورة الخديوي إسماعيل، والبروجولات الخشبية، وأكشاك الموسيقى، ولكن أشجار الحديقة ونباتاتها قد تم إزالة جزء كبير منها أثناء إنشاء محطة مترو الأنفاق بالمنطقة، ومن المؤكد أنه سيتم إحلالها بزراعات وأشجار أخرى لا تقل أهمية عن ما تم إزالته وإن كانت غير الأصلية التي تم إزالتها.

ونوهت إلى أن مخطط التطوير للحديقة والمنطقة بالكامل شيء ذو أهمية، ولا مانع من تطوير أي منطقة تراثية ما لم تؤثر على العناصر التراثية، موضحة أن أي تطوير أو إعادة إحياء لأي منطقة تراثية سيضفي عليها بهجة وجمالاً طالما لم تتأثر العناصر التراثية بالمكان.

وأكدت أن الأجهزة المعنية والقائمة على تنفيذ المشروع تقوم بجهود مكثفة للانتهاء من مخطط التطوير المقرر للمنطقة بالكامل، والذي سيعيد لها رونقها التراثي مرة أخرى.

ومن جهته، قال مستشار وزير التنمية المحلية، صبري الجندي، إن حديقة الأزبكية التراثية كرئة ومتنفس أخضر لسكان العاصمة، ظلت مهملة وغير مستغلة لسنوات طويلة وطالتها يد الإهمال، موضحاً أن ما يحدث من تطوير للمنطقة بالكامل شيء من المفترض أن يسعد المواطنين كون الحكومة تسعى جاهدة لإحياء حديقة الأزبكية بشكل يضفي بهجة وجمالاً عليها، وبالتالي ستكون متنفساً ورئة خضراء لأبناء القاهرة وغير القاهرة.

وأضاف الجندي خلال حديثه لـ"الشروق" أن ما حدث لباعة الكتب حول سور حديقة الأزبكية من تطوير ونقلهم إلى مكان جديد وإقامة أكشاك نموذجية لهم يعد نقلة حضارية لهم، مشيراً إلى أن رفض البعض منهم للمكان الجديد يعود إلى اعتادهم على الفوضى وافتراش نهر الطريق دون دفع أي رسوم مالية بشكل رسمي للحكومة.

وتابع: "من المفترض أن يكون هؤلاء الباعة سعداء بما تقدمه الحكومة لهم من مخطط تطوير للمنطقة ونقلهم إلى مكان حضاري نموذجي، ومع الوقت سيستطيع رواد شراء الكتب معرفة المكان الجديد والوصول إليه لشراء ما يحتاجونه من الكتب وغيره".

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2025 ShoroukNews. All rights reserved