السيسي: مصر لن تقف مكتوفة الأيدي أمام الإجراءات الأحادية الإثيوبية
آخر تحديث: الأحد 12 أكتوبر 2025 - 10:22 ص بتوقيت القاهرة
مصطفى المنشاوي
- المياه قضية وجودية تمس حياة أكثر من 100 مليون مواطن
- اختيار مصر للدبلوماسية ليس ضعفًا بل قوة موقف وإيمانًا بالحوار كسبيل أمثل للتعاون المشترك
ألقى الرئيس عبد الفتاح السيسي، كلمة مسجلة خلال الجلسة الافتتاحية لـ أسبوع القاهرة الثامن للمياه، الذي انطلقت فعالياته اليوم الأحد تحت شعار "الحلول المبتكرة من أجل القدرة على الصمود أمام التغيرات المناخية واستدامة الموارد المائية"، بمشاركة واسعة من الوزراء وصناع القرار والخبراء الدوليين وممثلي المنظمات الدولية والقطاع الخاص والمجتمع المدني.
وأكد الرئيس السيسي، في كلمته، أن أسبوع القاهرة للمياه أصبح منارة فكرية ومركزًا عالميًا للحوار والتعاون حول قضية مصيرية، هي حماية المياه باعتبارها سر الحياة وأصل الوجود.
وأوضح الرئيس، أن قضية المياه لم تعد شأنًا محليًا أو إقليميًا فقط، بل باتت قضية عالمية تتطلب التعاون الدولي وإيجاد حلول مبتكرة ومستدامة، مشيرًا إلى أن العالم يواجه تحديات متزايدة في ظل شح الموارد وارتفاع الطلب وسوء الإدارة وتداعيات التغير المناخي.
وأكد أن مصر تواجه تحديات جسيمة في ملف المياه، باعتبارها من أكثر دول العالم ندرة في الموارد المائية، إذ تعتمد بنسبة تتجاوز 98% على نهر النيل، الذي يعد مصدرًا وحيدًا للمياه، بينما لا يتجاوز معدل الأمطار السنوي 1.3 مليار متر مكعب، ويبلغ نصيب الفرد نحو 500 متر مكعب سنويًا، أي نصف خط الفقر المائي العالمي.
وأضاف أن الدولة تبنت جيلًا جديدًا من مشروعات إدارة المياه، من بينها إنشاء محطات كبرى لإعادة استخدام مياه الصرف الزراعي مثل بحر البقر والمحسمة والدلتا الجديدة، وتأهيل شبكات الترع، وتوسيع نظم الري الحديثة، وحماية السواحل من آثار التغير المناخي، إلى جانب إدخال أحدث التقنيات في منظومة الإدارة الذكية للموارد المائية.
وأوضح أن هذه الجهود لن تؤتي ثمارها دون تعاون دولي فعّال يضمن حق الإنسان في الحصول على مياه نظيفة، مؤكدًا أن مصر حرصت على وضع ملف المياه ضمن أولويات المجتمع الدولي، من خلال إدراجه لأول مرة في مؤتمر المناخ COP27 بشرم الشيخ، وإطلاق مبادرة التكيف والصمود في قطاع المياه بالتعاون مع اليونسكو والمنظمة العالمية للأرصاد الجوية.
وفيما يتعلق بالقارة الإفريقية، شدد الرئيس على أن مصر تمد يد العون لأشقائها عبر مشروعات تنموية تشمل حفر الآبار، وإنشاء منشآت لحصاد مياه الأمطار، وتطوير مراكز الإنذار المبكر، وتدريب الكوادر الإفريقية في مركز التدريب الإفريقي للمياه والتكيف المناخي.
وأكد الرئيس السيسي إيمان مصر الراسخ بأن الأنهار الدولية شرايين حياة وجسور للتعاون وليست خطوطًا للفصل بين الشعوب، مشددًا على أن الأمن المائي حق أصيل لا يتحقق إلا من خلال شراكة عادلة تقوم على مبادئ القانون الدولي وعدم الإضرار بالآخرين.
وفي رسالة واضحة، أعلن الرئيس رفض مصر القاطع لأية إجراءات أحادية على نهر النيل تتجاهل الاتفاقات والأعراف الدولية، مؤكدًا أن التنمية ليست امتيازًا لدولة بعينها بل مسئولية مشتركة لشعوب الحوض كافة.
وأوضح أن مصر انتهجت على مدار أربعة عشر عامًا مسارًا دبلوماسيًا نزيهًا في مفاوضات سد النهضة، وقدمت حلولًا عادلة تراعي مصالح الجميع، لكن تلك الجهود قوبلت بتعنت إثيوبي وسعي لفرض الأمر الواقع، محذرًا من أن الإدارة غير المنضبطة للسد تسببت مؤخرًا في أضرار بدولتي المصب نتيجة التدفقات غير المنتظمة.
وقال الرئيس إن مصر لن تقف مكتوفة الأيدي أمام النهج غير المسئول الذي تتبعه إثيوبيا، وستتخذ كل التدابير لحماية مصالحها وأمنها المائي، مؤكدًا أن اختيار مصر للدبلوماسية ليس ضعفًا بل قوة موقف وإيمانًا بالحوار كسبيل أمثل للتعاون المشترك.
واختتم الرئيس كلمته بالتأكيد على أن مستقبل الأمن المائي يعتمد على التعاون الدولي والابتكار والبحث العلمي، داعيًا إلى تحويل الأفكار إلى مشروعات واقعية تسهم في جعل الماء جسرًا للتعاون ومصدرًا للأمل لا للنزاع، متمنيًا لأعمال الأسبوع النجاح في تحقيق أهدافه.
وانطلقت فعاليات أسبوع القاهرة للمياه في نسخته الثامنة، اليوم الأحد، وتستمر الفعاليات حتى الخميس 16 أكتوبر الحالي، تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسي.
يعقد أسبوع القاهرة الثامن للمياه تحت عنوان «حلول مبتكرة لتعزيز القدرة على الصمود المناخي واستدامة الموارد المائية»، بحضور عدد كبير من المسئولين والخبراء وصناع القرار من مختلف دول العالم.
ويأتي تنظيم أسبوع المياه في القاهرة سنويًا، لتبادل الخبرات وتعزيز التعاون من أجل تحقيق الأمن المائي والتنمية المستدامة عالميا، فضلا عن دفع الأجندة المشتركة في مجال المياه.