في ذكرى رحيل المحاربة أنيسة حسونة.. كتاب «بدون سابق إنذار» يوثق رحلة محاربة أشد الأمراض
آخر تحديث: الخميس 13 مارس 2025 - 1:31 م بتوقيت القاهرة
محمود عماد
تحل اليوم ذكرى رحيل الكاتبة والباحثة السياسية أنيسة حسونة، والنائبة السابقة بمجلس النواب المصري، والتي ولدت في 22 يناير عام 1953، ورحلت عن عالمنا في 13 مارس عام 2022.
شغلت حسونة أيضا منصب المدير التنفيذي السابق لمؤسسة مجدي يعقوب لأمراض وأبحاث القلب، ورحلت حسونة بعد رحلة كفاح بطولية ضد أحد أشرس الأمراض وهو مرض السرطان.
كما أن أنيسة حسونة هي أول امرأة تنتخب أمينا عاما للمجلس المصري للشئون الخارجية، وقد تم اختيارها من قبل مجلة "أرابيان بيزنس" في 2014 على قائمتها السنوية لأقوى 100 امرأة عربية على مستوى العالم، وذلك عن مجال المجتمع والثقافة
أنيسة حسونة هي امرأة محاربة لم تستسلم أبدا، بل خاضت معاركها مع المرض في ميادين كثيرة، فواجهته طبيًا بانتصارات وانتكاسات، ومجتمعيا عبر توثيق تجربتها في كتابها "بدون سابق إنذار"، والصادر عن دار الشروق، والذي كتبته أثناء معركتها، لتلهم الآخرين الصبر والمقاومة.
لخصت حسونة تجربتها المؤثرة بقولها: "ربما تُلهم البعض أن الآمال يمكن أن تتحقق، وأن الشفاء التام قد يحدث أحيانا فنعيش ونكافح ونحارب المرض اللعين بهذا الأمل وهذه الروح الوثابة للانتصار على الصعاب".
كان كل شيء فى حياتها يسير طبيعيّا وموحيا بالخير والأحداث السعيدة، نجاح على المستوى الأسري والعملي، تفوق لافت في إدارة واحدة من أهم وأكبر المؤسسات الخيرية العاملة فى مصر، وتُوِّج الأمر باختيارها من رئاسة الجمهورية نائبة في مجلس النواب، ثم وقع الأمر فجأة كعاصفة بدون سابق إنذار".
في كتابها الملهم هذا، شديد الإنسانية، عظيم الأثر على قارئه، لا تروي أنيسة حسونة وقائع معركة كبرى انتهت مع أشرس أمراض العصر، وإنما تكتب جانبا من نضالها وكفاحها وهي لا تزال في ذروة القتال، لم ترفع رايات النصر على بقايا المرض، لكنه أيضا لم يهزم روحها المقاتلة والمثابرة، ونفسها التوّاقة للخير والحب والناس، ولعل هذا ما يُضفي طبيعة خاصة على هذا الكتاب، الذي يمكن وصفه بأنه سابقة أولى في نقل وقائع معركة لا تزال رحاها دائرة، بينما القارئ يلتهم السطور ويعيش تفاصيل أفراح وأحزان وانتصارات وانتكاسات، وعطايا وآلام الرحلة الصعبة.
يستحضر كتاب "بدون سابق إنذار" روح الإنسان التى لا تُقهر والقوة الخفية الهائلة للإرادة البشرية حينما ينبغي عليها أن تواجه المخاطر الجسام والمصائب الكبرى والابتلاءات والمحن، وهي لا تملك سوى رحمة الله، ومشاعر الحب المحيطة بها.