ما نعرفه حتى الآن عن واقعة دير مواس المرعبة ووفاة الأطفال الأشقاء - محدث
آخر تحديث: الأحد 13 يوليه 2025 - 11:38 م بتوقيت القاهرة
منى زيدان وماهر عبدالصبور
تكثيف الجهود الصحية والأمنية لمعرفة أسباب الوفيات.. ووزارة الصحة تزيد الغموض ببيانها
النيابة تأمر الطب الشرعي بالوقوف على أسباب الوفاة
الصحة: استبعاد العدوى الفيروسية والأسباب غير المعدية أيضا مثل التسمم الغذائي أو الكيميائي
الصحة: لا يوجد دليل طبي يدعم حدوث الوفيات في توقيت واحد في الأمراض المعدية
صحة المنيا: نتائج تحاليل شقيقتي الأطفال الأربعة المتوفين تصدر غدا.. وفحص الوضع البيئي بمنزل الأسرة
زاد بيان رسمي صادر عن وزارة الصحة والسكان من غموض واقعة وفاة الأطفال الأشقاء الأربعة في قرية دلجا بمركز دير مواس بمحافظة المنيا، والذين توفوا خلال ٢٤ ساعة ومازالت أختاهما الأكبر سنا محجوزتين في الرعاية المركزة بقسم السموم بمستشفى المنيا.
ونفت وزارة الصحة في بيانها الرسمي موت الأطفال بالالتهاب السحائي أو عدوى بكتيرية أو فيروسية أو أي تسمم غذائي.
وشهدت دلجا بدير مواس مأساة ضربت أسرة المواطن ناصر الشريف، حيث توفي في البداية محمد ١١ سنة، ثم عمر ٧ سنوات، ثم ريم ١٠ سنوات، ثم أحمد ٤ سنوات وذلك كله خلال ٢٤ ساعة.
بينما تم حجز الأختين الأكبر سنا فرحة 14 سنة، ورحمة 12 سنة في قسم السموم فى مستشفى المنيا.
وقد تم دفن المتوفي الأول لكن الأجهزة الأمنية بمديرية أمن المنيا تلقت إخطارًا بالواقعة بعد وفاة الطفلين الآخرين، فاتخذت إجراءاتها وتم إخطار النيابة العامة التي فتحت تحقيقا في الواقعة.
بداية القصة
بدأت الأزمة بوصول ثلاثة أطفال في حالة إعياء شديدة إلى مستشفى ديرمواس المركزي، توفي أحدهم أمس الأول الجمعة، بينما فارق اثنان آخران الحياة أمس السبت، ودخل شقيقهم الرابع العناية المركزة قبل أن يتوفى هو الآخر مساء السبت، كما تم حجز الأختين الخامسة والسادسة وهما الأكبر سنا في حالة سيئة.
وقال مصدر طبي إن الأطفال أصيبوا منذ عدة أيام بسخونة شديدة انتشرت بينهم، ولم يتلقوا العلاج اللازم، وعندما تدهورت حالتهم، وصلوا إلى المستشفى في حالات حرجة وفارقوا الحياة سريعًا ، معلنا عدم وجود أي إصابات ظاهرية أو اعتداءات عليهم، مرجحًا إصابتهم بفيروس أو حمى أو التهاب سحائي شديد، وهو ما ستكشف عنه تقارير التشريح.
وأمرت النيابة العامة بتشريح الجثامين للوقوف على ظروف الوفاة بعد استبعاد حدوث الوفاة بهذا الشكل المتزامن لأسباب عدوى أو تسمم غذائي عارض.
وزارة الصحة تستبعد فرضية الالتهاب السحائي والتسمم الغذائي
وحرصا منها على تعزيز الشفافية وإحاطة المواطنين بالمعلومات الدقيقة والموثقة علميًا حول مرض الالتهاب السحائي، وتجنبًا لتداول أي معلومات غير صحيحة أو مضللة.. أصدرت وزارة الصحة والسكان، بيانا رسميا بشأن الإلتهاب السحائي.
أكدت الوزارة أن ما يشاع عن وفاة الأشقاء في نفس التوقيت في بسبب الالتهاب السحائي "عارٍ عن الصحة وغير موثق علميا" كما يجب استبعاد احتمالية الوفاة بالتسمم الغذائي أو العدوى الفيروسية، لعدة أسباب نوردها في النقاط التالية:
١- أنه لا يوجد دليل طبي يدعم حدوث الوفيات في توقيت واحد في الأمراض المعدية، و يجب استبعاد الأسباب غير المعدية (مثل التسمم الغذائي أو الكيميائي) قبل تأكيد السبب، وفي حالات التفشي الأسري، تكون الوفيات متقاربة زمنيا (ضمن أيام)، وليست متطابقة.
٢- أن استجابة الأجسام للعدوى تختلف حسب العمر، المناعة، والعبء الفيروسي، مما يجعل الوفاة في توقيت واحد لـ4 أشقاء غير منطقية طبيا.
٣- الالتهاب السحائي هو مرض ينتج عن التهاب الأغشية المحيطة بالمخ والحبل الشوكي (السحايا)، وقد يكون ناتجًا عن ميكروبات (بكتيريا، وفيروسات، وفطريات، أو طفيليات)، أو لأسباب غير ميكروبية مثل (الأورام، والأدوية، والعمليات الجراحية، أو الحوادث) وأن مصر سيطرت على النوع البكتيري منذ عام 1989، حيث انخفض معدل الإصابة إلى 0.02 حالة لكل 100,000 نسمة، وذلك بفضل جهود الترصد والتطعيمات الوقائية، مؤكدة عدم رصد أي حالات وبائية من النمطين البكتيريين (A&C) بين طلاب المدارس منذ عام 2016، نتيجة استراتيجية التطعيمات الفعالة.
٤- نظام الترصد الصحي المتكامل يعتمد على شقين أولهما الترصد الروتيني، والذي يتم من خلال متابعة البلاغات اليومية من جميع المنشآت الصحية، وتقديم الرعاية الفورية (تشخيص وعلاج) مع تسجيل النتائج إلكترونيًا، وتقديم الوقاية الكيميائية (مثل عقار الريفامبسين) للمخالطين لمدة 10 أيام، بينما يعتمد الشق الثاني وهو الترصد في المواقع المختارة، الذي يتم من خلال فحص عينات السائل النخاعي في 12 مستشفى حميات باستخدام تقنية PCR في المعامل المركزية المعتمدة من منظمة الصحة العالمية.
فحص الوضع البيئي بالمنزل
أكدت الدكتورة نادية مكرم، وكيل وزارة الصحة بالمنيا، أنها تتابع الحالة الصحية للشقيقتين الناجيتين من واقعة وفاة أربعة أطفال أشقاء بمركز ديرمواس، مشيرة إلى أنه تم نقلهما من مستشفى ديرمواس التخصصي إلى مستشفى الصدر بالمنيا، حيث تم وضعهما تحت الرعاية ومراقبة الحالة بشكل دقيق.
وأضافت مكرم، في تصريحات خاصة لـ"الشروق"، أن فريقًا من الطب الوقائي تحرك فور تلقي البلاغ، وبدأ اتخاذ الإجراءات اللازمة، موضحة أن السبب النهائي للوفاة لم يتحدد بعد، وأن العينات التي جرى سحبها من الحالات أُرسلت للتحليل، ومن المنتظر صدور نتائجها غدًا.
وأوضحت أن فريق الوقائي توجه أيضًا إلى منزل الأسرة لفحص الوضع البيئي وسحب العينات الضرورية، مشددة على أن التعامل مع الواقعة يتم وفقًا للبروتوكولات المعتمدة.
لا شبهة إصابة بالتهاب سحائي
ونفت وكيل وزارة الصحة وجود شبهة إصابة بالتهاب سحائي، موضحة أن المعطيات السريرية المتوفرة لا تدعم هذا الاحتمال، مشيرة إلى أن المرض غير منتشر حاليًا في مصر، وأن الأطفال يحصلون على تطعيماتهم بانتظام ضمن الحملات القومية، ما يقلل من فرص ظهور مثل هذه الحالات.
دفن الطفل الرابع
قررت النيابة العامة بمركز ديرمواس بالمنيا، تحت إشراف المستشار المحامي العام الأول لنيابات جنوب المنيا، التصريح بدفن الطفل الرابع من أسرة واحدة في قرية دلجا، مركز ديرمواس، وذلك عقب الانتهاء من أعمال الصفة التشريحية التي أجراها الطبيب الشرعي.