رئيس الإذاعة: تمكين الشباب محور خطط تطوير البرامج الإذاعية المقبلة
آخر تحديث: الأربعاء 13 أغسطس 2025 - 2:32 م بتوقيت القاهرة
أكد د. محمد لطفي، رئيس الإذاعة المصرية، أن الإذاعة ما زالت تحافظ على بريقها لدى المصريين، موضحًا ارتباطه الشخصي بالراديو منذ الصغر، وانضمامه لها عام 1996 بعد اجتياز اختبارات الإخراج بنجاح.
وأشار إلى أن دراسته في الصحة النفسية مكنته من توظيف تقنيات العلاج السلوكي والمعرفي في البرامج، مع التركيز على دراسة الشرائح المستهدفة بدقة، لافتًا إلى أن الإذاعة المصرية، التي تضم 9 شبكات رئيسية ونحو 30 إذاعة متخصصة وإقليمية، تلبي احتياجات جميع الفئات العمرية والاجتماعية.
وجاءت تصريحات د. محمد لطفي، رئيس الإذاعة المصرية، في حوار مع الإعلامي أحمد العصار ببرنامج «حوار عن قرب» على قناة TeN، حيث تناول دور الإذاعة في الحفاظ على ارتباط المستمعين بها، وأهمية تطوير المحتوى لمواكبة العصر مع الحفاظ على التراث الإذاعي العريق.
عناصر النجاح الإذاعي
شدد لطفي، على أن نجاح البرامج في الإذاعة، يعتمد على تكامل المحتوى والأداء والمؤثرات والهندسة الصوتية، مؤكدًا أن الإذاعة جزء من الطقوس اليومية للمصريين، وأشار إلى امتلاك الإذاعة أرشيفًا ضخمًا من التسجيلات النادرة والأعمال التراثية، داعيًا للاستفادة منه في تطوير المحتوى والحفاظ على الهوية.
وأوضح، أن أرشيف الإذاعة يضم مواد تراثية هامة، لكنها كانت بحاجة إلى معالجة تقنية قبل إعادة بثها، بسبب قدم التسجيلات ووجود مشكلات في الصوت.
وأكد أن عملية المعالجة تشمل ترميم الصوت، وإزالة التشويش والضوضاء، وضبط المستويات الفنية، باستخدام برامج متطورة تحتاج لخبرة ودعم تقني حديث، وأضاف أن الإذاعة تمكنت بالفعل من إعادة بث عدد من المسلسلات والبرامج النادرة بعد معالجتها، لكن الأمر يتطلب استثمارًا أكبر في التكنولوجيا والبرامج المتخصصة.
وأشار إلى أن حجم التراث الإذاعي كفيل بإذاعة محتوى لسنوات دون الحاجة إلى إنتاج جديد، موضحًا أن هناك تجربة بث تجريبي لمحطة إذاعية جديدة متخصصة في الدراما، تبث على مدار الساعة بعد تدشينها رسميًا، وتشمل مسلسلات إذاعية، وسهرات، وتمثيليات من تأليف كبار الكتاب، وإخراج أسماء بارزة.
التحدي أمام وسائل التواصل الاجتماعي
وفيما يتعلق بمنافسة التكنولوجيا الحديثة ووسائل التواصل الاجتماعي، أكد د. لطفي، أن سرعة وانتشار المحتوى عبر المنصات الرقمية فرضت تحديات كبيرة على الإذاعة، التي تحتاج إلى الحفاظ على مكانتها وسط هذا الزخم، وأوضح أن الاستفادة من السوشيال ميديا أصبحت ضرورة، مشيرًا إلى أن كثيرًا من المحتوى الرائج على هذه المنصات يعود في الأصل إلى مواد إذاعية أو تلفزيونية قديمة.
وشدد على أهمية وجود تطبيقات ومواقع رسمية للمحطات الإذاعية، تقدم محتوى قصير المدة يتناسب مع أنماط استهلاك الجمهور اليوم، مثل برامج مدتها خمس دقائق أو حتى دقيقة واحدة، يمكن بثها على الهواء وتحميلها على المنصات الرقمية، ما يعزز من انتشار الإذاعة بين مختلف الفئات.
تغطية الصعيد والريف عبر الإذاعات الإقليمية
تحدث عن دور الإذاعات الرسمية مثل البرنامج العام، والبرنامج الثقافي، وصوت العرب، في الحفاظ على الشكل التقليدي للفورمات الإذاعية، بما يشمل التقارير، والبرامج الميدانية، والدراما، وأكد أن الهدف ليس مجرد جذب مستمعين لزيادة الإعلانات، بل تقديم محتوى ذي قيمة حقيقية، قادر على التأثير الإيجابي في المستمعين، وتغيير قناعاتهم أو اتجاهاتهم نحو الأفضل.
وكشف رئيس الإذاعة المصرية، عن أن التغطية تشمل الصعيد والريف من خلال الإذاعات الإقليمية، مثل إذاعة شمال الصعيد، وجنوب الصعيد، وأوسط الدلتا، وإذاعات القناة، مُشيرًا إلى أن هذه المحطات تقدم محتوى تنمويًا يخدم المجتمع المحلي، ويتعامل مع القضايا الزراعية، والصناعية، والخدمية مباشرة مع الجمهور، حتى أن بعض المحافظين كانوا يعقدون اجتماعاتهم الأسبوعية على الهواء لمعالجة مشكلات المواطنين.
الدور الثقافي والتأثير الجماهيري
أعرب عن عدم رضاه الكامل عن مستوى الدور الثقافي الحالي للإذاعة، معتبرًا أن النسبة لا تتجاوز 50% مما يطمح إليه، مؤكدًا ضرورة تحسين الأداء ليوازي تجارب إذاعية عالمية متقدمة، حيث شدد على أن الإذاعة المصرية تمتلك إمكانات بشرية ومهنية قادرة على المنافسة، لكنها تحتاج إلى شباب قادرين على مخاطبة جمهورهم بلغتهم وأسلوبهم.
وفي ختام حديثه، تناول د. لطفي، ارتباط المصريين بإذاعة القرآن الكريم، مُشيرًا إلى أن الأجيال الجديدة ربما تختلف في درجة الارتباط عن الأجيال السابقة، لكنه شدد على أهمية تطوير أساليب تقديم المحتوى الديني بما يتناسب مع متغيرات العصر، للحفاظ على هذا التراث الروحي العريق.