وزير الخارجية: نسعى للحفاظ على الدولة ومؤسساتها الوطنية في ليبيا والسودان.. وأمن مصر القومي خط أحمر
آخر تحديث: السبت 13 سبتمبر 2025 - 10:34 م بتوقيت القاهرة
قال وزير الخارجية الدكتور بدر عبدالعاطي، إن الخشية ليست على الدولة المصرية، فهي دولة مستقرة، وستظل بجهود قيادتها وأبنائها الوطنيين في رباط دائم إلى يوم الدين، لافتًا إلى أن ما قصده الرئيس عبدالفتاح السيسي بالدولة الوطنية يتعلق بالدول الوطنية في الإقليم العربي والإفريقي المضطرب.
وأضاف عبدالعاطي، خلال كلمته في صالون ماسبيرو الثقافي، المذاع عبر شاشة «إكسترا نيوز»، أن هناك مجموعة من الدول باتت الدولة الوطنية فيها على المحك، وكذلك مؤسساتها، قائلاً: «طالما لا توجد مؤسسات وطنية ولا توجد دولة وطنية، فذلك يعني الفراغ والفوضى التي لن تملأها سوى المنظمات والجماعات الظلامية أو المؤامرات الخارجية».
وشدد على أن نقطة البداية هي الحفاظ على الدولة ومؤسساتها الوطنية، وهو ما تحرص عليه مصر في ليبيا، السودان، اليمن، سوريا، لبنان، الصومال، القرن الإفريقي ومنطقة الساحل، مؤكدًا أن هذا الأمر يمثل مسؤولية على الدولة المصرية التي تسعى دائمًا إلى دعم مؤسسات الدولة الوطنية في محيطها العربي والإفريقي.
وأكد وزير الخارجية أن مصر تسير في سياستها الخارجية وفق مبدأ «الاتزان الاستراتيجي» الذي أعلنه الرئيس عبدالفتاح السيسي، موضحًا أن هذا المبدأ ليس مجرد عنوان، بل سياسات وآليات محددة لإدارة السياسة الخارجية، وفي مقدمتها الحفاظ على الدولة الوطنية.
وقال عبدالعاطي: «مصر هي أقدم دولة في التاريخ، ونموذج للدولة الوطنية ولما يسمى بالدولة الأمة، لأن الشعب المصري العريق هو أقدم شعوب الوجود داخل حدود معروفة منذ أكثر من خمسة آلاف سنة»، مشددًا على أن مصر دولة قوية بمؤسساتها الوطنية، ولا يمكن أن تسمح لأي طرف بالمساس بمصالحها أو حدودها أو أمنها القومي ومصالحها الاستراتيجية، وعلى رأسها المصالح المائية.
وأضاف: «لدينا قيادة رشيدة تقود دفة الوطن بكل الحكمة والاقتدار والاتزان، نعتمد على ثقتنا الكاملة في الله، وإرادة الشعب المصري العظيم الذي يلتف دائمًا حول قيادته في الأزمات، وهذه الدولة لن تُمس بسوء، وهي قادرة على الدفاع عن مصالحها وعن المصالح العربية».
كما أشار عبدالعاطي إلى أن وزارة الخارجية، شأنها شأن مؤسسات الدولة كافة، تُعد مؤسسة وطنية وخط الدفاع الأول عن المصالح المصرية، مؤكدًا أن هناك جماعة إرهابية تحاول خلط الأوراق وتشتيت الانتباه عن إسرائيل باعتبارها قوة الاحتلال المسؤولة عن القتل والمجاعة والدمار في قطاع غزة.
وأضاف أن هذا التشتيت يتم من خلال الادعاء الكاذب بأن مصر تغلق معابرها، قائلًا: «الحقيقة واضحة وضوح الشمس، وهناك من يرفض الاعتراف بها لتبرئة الطرف المسؤول الأول، وهو الاحتلال الإسرائيلي».
وتطرق وزير الخارجية إلى التحديات المتعلقة بترسيم الحدود البحرية في ظل المخزونات الهائلة من الغاز الطبيعي وغيره، مؤكدًا أن هذه التحديات تنفجر في وقت واحد، وقال: «كما ذكر الرئيس السيسي، هناك مؤامرات تُحاك بنا، ولكن علينا أن نطمئن».
وأوضح عبدالعاطي أن الأولوية الأولى بلا منازع لوزارة الخارجية هي الدفاع عن الأمن القومي المصري، تليها حماية المصالح الوطنية، وعلى رأسها المصالح الاقتصادية من خلال الترويج للمنتجات المصرية، وجذب الاستثمارات، والنفاذ إلى الأسواق الخارجية، فضلًا عن طرح أفكار خلاقة في مجالات الرقمنة والذكاء الاصطناعي.
وجدد وزير الخارجية التأكيد على أن أولوية الوزارة التي لا يمكن التخاذل في أدائها هي الحفاظ على مصالح المصريين في الخارج، الذين يصل عددهم إلى نحو 14 مليون مصري، قائلاً: «حتى إذا كان هناك من يخرق القانون في الخارج، فهذه مسؤولية السفارة والقنصلية أن تدافع عن مصالحه طالما يحمل الجنسية المصرية التي نتباهى ونفتخر بها».