بعد مرور عام.. كيف أثرت صفقة رأس الحكمة على الأسواق المحلية؟
آخر تحديث: الجمعة 14 مارس 2025 - 2:11 م بتوقيت القاهرة
محمد فوزي
خبراء: 50% تراجعا في أسعار السلع بالأسواق المحلية بسبب الصفقة
المنوفي: استقرار أسعار السلع الرمضانية أحد أهم نتائج الصفقة
بعد مرور عام كامل على صفقة رأس الحكمة، يرى عدد من الخبراء أن تأثير الصفقة على الأسواق المحلية كان إيجابيا، حيث تراجعت أسعار السلع الأساسية بالأسواق المحلية بنسبة تتراوح بين 35 و50% على أساس سنوي، رغم الطلب المرتفع عليها في موسم رمضان الجاري، وفقا لعدد من المصادر تحدثوا لـ«الشروق».
وفي فبراير 2024، وقعت الحكومة عقود تطوير منطقة رأس الحكمة بالساحل الشمالي مع القابضة «إيه دي كيو» الإماراتية بصفقة بلغت قيمتها 35 مليار دولار، ووصفها مصطفى مدبولي، رئيس الوزراء بأنها أكبر صفقة استثمار مبارشر في تاريخ مصر.
وعانت الأسواق المحلية، قبل صفقة رأس الحكمة من ندرة شديدة في حجم المعروض من السلع الأساسية وغير الأساسية، ما نتج عنها ارتفاع الأسعار إلى مستويات قياسية لم تصل لها من قبل.
ويقول أحمد عتابي، رئيس شعبة المستوردين والمصدرين بغرفة الجيزة التجارية، إن السبب الرئيسي وراء الأزمة الطاحنة التي ضربت الأسواق المحلية قبل صفقة رأس الحكمة، هو نقص العملة الأجنبية اللازمة لاستيراد السلع الأساسية والمواد الخام، ما أدى إلى ارتفاع سعر الدولار إلى مستويات الـ75 جنيها في السوق الموازية.
وأضاف عتابي في تصريحات لـ«الشروق»، أن فترة ما قبل رأس الحكمة كانت تتسم بالتذبذب الشديد، وأن التجار كانوا يضعون هامش ربح تحوطي يتجاوز الـ20% تخوفا من زيادة أسعار الدولار اليومية، فضلا عن هامش الربح الأساسي.
ولفت إلى أن صفقة رأس الحكمة، وفرت السيولة الدولارية التي مكنت الحكومة من تحرير سعر الصرف، وتوفير الدولار في البنوك للمستوردين بالسعر الرسمي، بعيدا عن السوق الموازية، مشيرا إلى أن هذه الخطوة أتاحت كميات كبيرة من السلع بالأسواق المحلية بعد عودة العمليات الاستيرادية مرة أخرى، بتكلفة أقل بنحو 36%.
واستطاع البنك المركزي، في مارس 2024، توفير الدولار بعدما حرر سعره وفقا لآليات العرض والطلب، لتدور العملة الأمريكية حول مستويات الـ48 جنيها، وقتها، مقارنة بـ31 جنيها السعر الرسمي، و75 جنيها في السوق الموازية.
من جانبه قال أحمد المنوفي، مستشار بالغرف التجارية، وأحد منظمي المبادرات والمعارض السلعية، إن استقرار أسعار السلع في موسم رمضان الحالي، هو أحد أهم نتائج صفقة رأس الحكمة العام الماضي.
وتسجل أسعار السكر بالأسواق المحلية في الوقت الحالي 30 جنيها للكيلو، مقابل 60 في نفس التوقيت من العام الماضي، فيما يسجل سعر زيت الطعام 62 جنيها للزجاجة اللتر، مقابل 110 جنيهات، ويتراوح سعر الأرز بين 23 و27 جنيها للكيلو، مقابل 40 و45 جنيها العام الماضي، وفقا لما قاله المنوفي.
وأضاف لـ«الشروق» أن انخفاض الأسعار جاء بعد توافر كميات كبيرة جدا من حجم معروض السلع بالسوق المحلية، وهو ما ساهم في زيادة التنافسية بين التجار والشركات، لافتا إلى أن الفترة ما بين 2022 والربع الأول من 2024 شهدت العديد من الممارسات الاحتكارية، بسبب إغلاق العمليات الاستيرادية، إلا لعدد قليل جدا من الشركات والمستوردين.
وتراجع معدل التضخم السنوي لإجمالي الجمهورية خلال يناير الماضي للشهر الثالث على التوالي ليسجل 23.2%، مقابل 23.4% في ديسمبر الماضى، وفقا لبيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، فيما بلغ معدل التضخم السنوي لإجمالي الجمهورية خلال شهر يناير 2024 نحو 31.2% مقابل 35.2% خلال شهر ديسمبر 2023.
وعلى مستوى السلع غير الأساسية، يقول جورج زكريا، رئيس شعبة الأجهزة الكهربائية والأدوات المنزلية، بغرفة الجيزة التجارية، إن القطاع عانى من نقص شديد في معروض البضائع بالسوق المحلية، ما أدى إلى ظهور ظاهرة الأوفر برايس على بعض أنواع الغسالات والثلاجات والتكييفات.
وأضاف أن صفقة رأس الحكمة ومن بعدها تحرير سعر الصرف، ساهما في زيادة المعروض من الأجهزة الكهربائية والمنزلية، واحتساب تكلفة استيراد المواد الخام على أساس 48 جنيها للدولار، بدلا من 75 جنيها في السوق السوداء قبل عام، وهو ما ساهم في تخفيض أسعار سلع القطاع بمتوسط 25%، بالإضافة إلى اختفاء ظاهرة الأوفر برايس من القطاع.
من جانبه، أكد شلبي غالب، رئيس شعبة قطع غيار السيارات بغرفة القاهرة التجارية، وجود تراجع ملحوظ في أسعار جميع السلع بقطاع قطع غيار السيارات بنسب تصل إلى 45% على أساس سنوي، مقارنة ببداية العام الماضي.
وأكد أن جميع طلبات مستوردي القطاع من العملة الأجنبية، يتم تلبيتها من قبل البنوك، منذ تحرير سعر الصرف في مارس الماضي، وهو ما ساهم في زيادة المعروض من البضائع بالأسواق المحلية، وبالتبعية انخفاض الأسعار.
ويرى نجيب ساويرس، رجل الأعمال المصري، أن مصر تحتاج إلى تكرار مشروع رأس الحكمة مع دول مثل السعودية والكويت، مشيرا إلى أن العام الماضي كان صعبا و"لولا الأموال التي دخلت من المشروع (رأس الحكمة) كان الوضع سيكون صعبا جدا".
وأضاف ساويرس خلال افتتاح صالون إحسان عبد القدوس، بنهاية فبراير الماضي، أن الأرض في مصر كبيرة والاستثمار لا يضر البلد بل يوظف عمالة ويشغل المصانع الأخرى كالسيراميك والأسمنت غيرها، لافتا إلى أن نوع الاستثمار على غرار رأس الحكمة هي استثمارات جيدة جدا.