الخارجية القطرية: زيارة ترامب إلى الدوحة فرصة لدفع جهود الوساطة في غزة

آخر تحديث: الأربعاء 14 مايو 2025 - 3:59 م بتوقيت القاهرة

وكالات

قال مستشار رئيس مجلس الوزراء المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية القطرية الدكتور ماجد بن محمد الأنصاري، إن زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إلى الدوحة تأتي في سياق تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين دولة قطر والولايات المتحدة الأمريكية، في ظل مستجدات إقليمية ودولية تتطلب تنسيقا وثيقا بين البلدين.

وشدد في حوار مع وكالة الأنباء القطرية «قنا»، اليوم الأربعاء، على أن هذه الزيارة تجسد أهمية الدور المحوري الذي تلعبه دولة قطر في ملفات الأمن الإقليمي، والطاقة، والوساطة في حل النزاعات عبر الطرق السلمية والقنوات الدبلوماسية.

وأضاف أن من أبرز الملفات التي من المحتمل أن تطرح خلال الزيارة هي التعاون الأمني والدفاعي، والتطورات في قطاع غزة والقضية الفلسطينية، والشراكة الاقتصادية والاستثمارية، حيث ستبرز الزيارة أهمية الدور القطري على الساحتين الإقليمية والدولية، وحرص الجانبين على تعزيز أطر الحوار والتعاون المشترك.

وحول مدى إمكانية أن تسهم زيارة الرئيس الأمريكي إلى الدوحة في تعزيز جهود الوساطة القطرية المصرية الأمريكية المشتركة بشأن قطاع غزة، عقب: «إننا نرحب بزيارة ترامب إلى الدوحة، ونعرب عن أملنا في أن تسهم هذه الزيارة في دفع جهود الوساطة القطرية-الأمريكية-المصرية المشتركة بشأن الأوضاع في قطاع غزة».

وأشار إلى أن تعزيز التنسيق مع الشركاء الدوليين، وعلى رأسهم الولايات المتحدة، يعد ركيزة أساسية لإنجاح المساعي الدبلوماسية الرامية إلى وقف إطلاق النار، وتسهيل دخول المساعدات الإنسانية، وضمان حماية المدنيين.

ولفت إلى أن دولة قطر ملتزمة بدورها الإنساني والدبلوماسي، وتواصل العمل مع جميع الأطراف من أجل الوصول إلى تهدئة شاملة ومستدامة، بما يضمن رفع المعاناة عن الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، مضيفا أن زيارة الرئيس الأمريكي تمثل فرصة مهمة لتوحيد الجهود، وتعزيز الضغط الدولي من أجل إنهاء التصعيد وتهيئة الظروف لاستئناف المسار السياسي.

وأوضح أن العلاقات القطرية الأمريكية تعد نموذجا ناجحا للتعاون الاستراتيجي، حيث يساهم الجانبان في دعم جهود التهدئة والسلام عبر التعاون والتنسيق المشترك في العديد من الملفات الإقليمية والدولية، ما يعكس مستوى الثقة المتبادلة والتعاون المستمر بين البلدين لتحقيق الاستقرار العالمي والإقليمي.

وذكر أن الشراكة بين دولة قطر والولايات المتحدة أثبتت قدرتها على التأثير الإيجابي من خلال التعاون الوثيق في إطار الوساطة المشتركة، إلى جانب الجهود المستمرة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، وإبرام صفقة لتبادل الرهائن وإنهاء الحرب، حيث تعاونت دولة قطر والولايات المتحدة بشكل وثيق في الملف الأفغاني، وأسفر هذا التعاون عن نجاح كبير في عمليات الإجلاء من أفغانستان، حيث تم إجلاء نحو 120 ألف شخص.

كما رأى أن الوساطة القطرية، بالتنسيق مع الولايات المتحدة، كان لها دور بارز في التوصل إلى اتفاق السلام بين الولايات المتحدة وطالبان، الذي تم توقيعه في الدوحة عام 2020.

وفيما يتعلق بالبعد الإنساني للعلاقات القطرية الأمريكية باعتباره عنصرا مهما يميز هذه العلاقات التي تتسم بالعديد من القواسم المشتركة، لفت إلى أن البعد الإنساني يعد إحدى الركائز الأساسية التي تميز العلاقات القطرية الأمريكية، وهو ما يظهر في التعاون بين البلدين في مجالات الإغاثة والتنمية والتعليم والصحة، عبر الشراكة مع المنظمات الدولية، ووكالات الأمم المتحدة وغيرها من المؤسسات الخيرية.

وأضاف: «يتوافق البلدان في رؤية مشتركة بشأن أهمية مساندة الشعوب المتضررة من الأزمات والكوارث، وقد تعاونا بشكل مستمر في التعامل مع الأزمات الإنسانية حول العالم، وتقديم العون للمجتمعات التي تعاني من النزاعات، استنادا إلى مبادئ راسخة تقوم على احترام الكرامة الإنسانية، وهذه القيم تظهر بوضوح في التعاون الوثيق بين البلدين، إلى جانب جمهورية مصر العربية الشقيقة، من خلال الوساطة المشتركة الهادفة لإيقاف الحرب المستمرة على قطاع غزة، والتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل الرهائن وإيصال المساعدات، في ظل تحديات كبيرة».

وأوضح أنه في إطار سعي الولايات المتحدة الأمريكية لتحقيق السلام والاستقرار في علاقاتها مع دول المنطقة والعالم، يمكن لدولة قطر أن تلعب دورا محوريا في دعم هذه المساعي من خلال عدة مجالات.

وأشار إلى أن دولة قطر تمتلك خبرة واسعة في مجال الوساطة، وقد نجحت في التوسط في عدد من النزاعات الإقليمية والدولية، الأمر الذي يجعلها شريكا موثوقا للولايات المتحدة في تيسير الحوار وبناء جسور الثقة مع أطراف مختلفة وتشارك دولة قطر بفعالية في الجهود الدولية لمكافحة الإرهاب والتطرف، من خلال التعاون الأمني وتبادل المعلومات، بالإضافة إلى دعمها لمشروعات تنموية وإنسانية في مناطق الصراع، بما يسهم في تعزيز الاستقرار المجتمعي والحد من دوافع العنف.

وتابع أنه من خلال هذه الأدوار، تؤكد دولة قطر حرصها على أن تكون شريكا فاعلا ومؤثرا في جهود السلام التي تقودها الولايات المتحدة على المستويين الإقليمي والدولي.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2025 ShoroukNews. All rights reserved