حصاد زيارة ترامب للسعودية: صفقات بـ600 مليار دولار تشمل التسليح والذكاء الاصطناعي
آخر تحديث: الأربعاء 14 مايو 2025 - 7:20 ص بتوقيت القاهرة
محمد عصام
حصاد ترامب في السعودية.. إشادة بالتحولات الاقتصادية في عهد بن سلمان
زار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المملكة العربية السعودية أمس الثلاثاء، وكان في استقباله ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وسط اهتمام كبير بتعزيز الشراكة الاقتصادية بين البلدين.
وقد أسفرت الزيارة عن توقيع عدد من الاتفاقيات الاستثمارية بقيمة 600 مليار دولار، في مجالات متنوعة، بدءًا من التسليح وصولًا إلى الذكاء الاصطناعي.
وجاءت زيارة الرئيس الأمريكي للمملكة بعد أن وعد ترامب، في بداية ولايته الثانية، بأن تكون الرياض وجهته الخارجية الأولى، حيث أُعلن خلالها عن تعهد السعودية بضخ استثمارات بقيمة تريليوني دولار.
تُعد الولايات المتحدة الأمريكية من أبرز الشركاء التجاريين للمملكة، وترتبط الدولتان بعلاقات اقتصادية تمتد منذ عقود، تشمل مختلف القطاعات.
في عام 2024، بلغ إجمالي حجم التجارة السلعية بين البلدين 25.9 مليار دولار، منها 13.2 مليار دولار صادرات أمريكية إلى السعودية، مقابل واردات سعودية بقيمة 12.7 مليار دولار.
كما تستحوذ الولايات المتحدة على 23% من إجمالي الاستثمارات الأجنبية المباشرة في المملكة حتى نهاية عام 2023، بقيمة تُعادل 202 مليار ريال.
وتحتل المملكة العربية السعودية المرتبة السابعة عشرة بين كبار حاملي السندات الأمريكية، بإجمالي 126.4 مليار دولار حتى فبراير الماضي.
منتدى الاستثمار السعودي – الأمريكي
انطلقت المباحثات الاقتصادية بعقد "منتدى الاستثمار السعودي – الأمريكي"، بمشاركة كبار رجال الأعمال من الجانبين. وكان من أبرز الحضور عدد من قادة وادي السيليكون، من بينهم إيلون ماسك (رئيس شركتي تسلا وسبيس إكس)، وسام ألتمان (رئيس شركة أوبن إيه آي)، وجنسن هوانغ (رئيس شركة إنفيديا)، وذلك ضمن سعي المملكة للدخول بقوة في سباق تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي.
ترامب يشيد بالتحولات الاقتصادية للمملكة
قال الرئيس دونالد ترامب، في كلمته خلال المنتدى، إن المملكة شهدت تحولًا كبيرًا في عهد الملك سلمان وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، مضيفًا: "لم أرَ مثل هذه التحولات الكبرى من قبل".
وأضاف: "الفارق بين الآن وما قبل ثماني سنوات مذهل. أعتقد أن ما أنجزه الأمير محمد بن سلمان من أبراج شاهقة ومعارض أمر فريد، ويدل على عبقرية حقيقية".
وتابع قائلاً: "الرياض لم تعد فقط مدينة حكومية، بل أصبحت عاصمة للأحداث والمؤتمرات العالمية، من كأس العالم إلى إكسبو العالمي وسباقات الفورمولا 1".
الاقتصاد السعودي يتجاوز النفط
كما أشار ترامب إلى أن الناتج المحلي غير النفطي ربما تجاوز نظيره النفطي، واصفًا ذلك بالتطور البالغ الأهمية، مؤكدًا أن "عندما يتفوق الاقتصاد غير النفطي، تصبح المملكة على طريق التحول إلى قوة اقتصادية هائلة".
حقق الاقتصاد السعودي نموًا بنسبة 1.3% خلال العام الماضي، مدفوعًا بارتفاع الأنشطة غير النفطية بنسبة 4.3%، بما يتماشى مع خطط تنويع الاقتصاد ضمن رؤية 2030.
اتفاقيات بـ600 مليار دولار
من جانبه، أكد الأمير محمد بن سلمان أن العلاقات الاقتصادية بين السعودية والولايات المتحدة تعود إلى عام 1933، حين تم توقيع أول اتفاقية امتياز للتنقيب عن النفط مع شركة "ستاندرد أويل أوف كاليفورنيا".
وأشار ولي العهد إلى أن المملكة تسعى حاليًا إلى بناء شراكات استثمارية بقيمة 600 مليار دولار، تم توقيع اتفاقيات منها بقيمة 300 مليار دولار على هامش المنتدى.
كما وقع الجانبان وثيقة الشراكة الاقتصادية الإستراتيجية بين حكومتي البلدين في قصر اليمامة، وتشمل مجالات متعددة، من التسليح إلى تقنيات الذكاء الاصطناعي.
وأعلن البيت الأبيض أن الوثيقة تضمنت إبرام أكبر صفقة مبيعات دفاعية في التاريخ، بقيمة تقترب من 142 مليار دولار، تشمل تزويد السعودية بمعدات وخدمات قتالية متطورة من أكثر من 12 شركة دفاع أمريكية.
الذكاء الاصطناعي يكتسب زخمًا
حصل قطاع الذكاء الاصطناعي على دفعة قوية ضمن الشراكات السعودية – الأمريكية، حيث أعلنت شركة "هيومان" السعودية للذكاء الاصطناعي عن مشروع مشترك مع شركة "AMD" الأمريكية، لإنفاق 10 مليارات دولار على البنية التحتية للذكاء الاصطناعي خلال السنوات الخمس المقبلة.
كما أعلنت شركة "DataVolt" السعودية عن استثمار 20 مليار دولار لإنشاء مراكز بيانات في الولايات المتحدة.
واتفقت شركات Google، Oracle، Uber، وAMD على استثمار 80 مليار دولار في تقنيات تحولية متقدمة في كلا البلدين.
وشملت الزيارة توقيع اتفاقيات لتطوير البنية التحتية، بمشاركة شركات أمريكية كبرى مثل Hill International، Jacobs، Parsons، وAECOM، لإنشاء مشاريع كبرى مثل مطار الملك سلمان الدولي، حديقة الملك سلمان، مشروع "ذا فولت"، ومدينة القدية، بإجمالي صادرات أمريكية متوقعة في قطاع الخدمات تبلغ 2 مليار دولار.
وفي قطاع الرعاية الصحية، ستستثمر شركة "الشامخ للحلول" مبلغ 5.8 مليار دولار، بما في ذلك إنشاء مصنع في ولاية ميشيغان لإنتاج سوائل وريدية عالية السعة.
المزيد من الاتفاقيات قادمة
ورغم توقيع عدد كبير من الاتفاقيات، أكد الأمير محمد بن سلمان أن هناك مزيدًا من الشراكات المنتظرة، قائلاً: "سنعمل مع الولايات المتحدة على رفع حجم الاتفاقيات خلال الأشهر القادمة إلى تريليون دولار".