مئات الوجبات بالقمامة.. سر مغامرة ماكدونالدز والبوكيمون بعد حملة المقاطعة العربية
آخر تحديث: الخميس 14 أغسطس 2025 - 12:55 م بتوقيت القاهرة
أدهم السيد
أثار مشهد مئات وجبات ماكدونالدز المتكدسة على الطاولات استهجانًا واسعًا، حيث وقعت تلك الحادثة في اليابان، إحدى أشهر الدول في حرصها على النظافة، لكن تكدّس الوجبات لم يكن سوى نتيجة مغامرة تسويقية لسلسلة المطاعم الأمريكية لاستعادة مكانتها في السوق العالمي، بعد حملة مقاطعة عربية ضخمة اعتراضًا على دعم ماكدونالدز لجيش الاحتلال الإسرائيلي في حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة.
وتسرد "الشروق"، تفاصيل مغامرات سلسلة مطاعم ماكدونالدز الدعائية الأخيرة لاستعادة مكانتها الشعبية في أعقاب حملة المقاطعة العربية، لتكون أحدث تلك المغامرات "حملة البوكيمون" ذات النتائج الكارثية، وذلك نقلًا عن مواقع سي إن إن، رويترز، فاست كومبانيز، ومجلة ريستورانت بيزنس.
* بين مطرقة المقاطعة وسندان التضخم الأمريكي
أدى دعم فرع ماكدونالدز لدى دولة الاحتلال للجيش الإسرائيلي إلى موجة غضب واسعة بين الشعوب العربية والإسلامية، تلتها حملة مقاطعة شاملة للمنتجات، واحتشاد تظاهرات رافضة لتواجد فروع المطعم الأمريكي، ما تسبب في أول تراجع ربع سنوي لماكدونالدز خلال 4 سنوات.
وهبطت أسهم الشركة الأمريكية في الشرق الأوسط، وأيضًا في بعض الدول الأوروبية مثل بريطانيا وفرنسا، لتصدر الشركة بيانًا تنفي فيه علاقتها بدعم الجيش الإسرائيلي، سعيًا لتقليل حجم الضربة الاقتصادية.
وتعرضت ماكدونالدز خلال الفترة نفسها في عام 2024 لضربات في عقر دارها بالولايات المتحدة، تزامنًا مع موجة التضخم في أسعار السلع الغذائية، حيث رفعت الشركة أسعار بعض وجباتها إلى الضعف، وفق إحدى الإحصائيات، ما تسبب في تراجع الشراء من الطبقة الفقيرة والمؤثرة.
واضطرت الشركة لعرض وجبات بقيمة 5 دولارات لفترات قصيرة، رغبة في زيادة عدد الزائرين الذي تراجع بشكل ملحوظ، لكنها لم تستفق من أزمة التضخم حتى أصيبت بكارثة التسمم في أكتوبر 2024، التي أسفرت عن مصرع شخص وإصابة 75 آخرين، ليزداد النفور الأمريكي من منتجات ماكدونالدز، وتختم سلسلة المطاعم الأمريكية عام 2024 بثاني أسوأ نتائج ربع سنوي بعد نتائج عام جائحة كورونا.
* بالنينجا والبوكيمون.. مغامرات ماكدونالدز للعودة
استهلت الشركة الأمريكية عام 2025، بحملة دعائية ضخمة تستهدف العودة حول العالم، وركّزت خلالها على الطبقات المتوسطة، مستغلة حب مسلسلات الرسوم المتحركة وألعاب الفيديو الشهيرة.
وأنفقت في ذلك 3.3 مليار دولار خلال 12 شهرًا من الدعاية، فيما تصدّرت لعبة ماينكرافت حملات ماكدونالدز، تزامنًا مع صدور أول فيلم سينمائي عنها، حيث لعبت الشركة على الوجبات التي تحوي شخصيات مهمة من اللعبة، وبطاقات تُستخدم لتحقيق مكاسب داخل نسخة لعبة الفيديو، وعزّزت الشركة فكرتها بجعل العرض مقتصرًا على عدة أسابيع لجذب الإقبال.
وواصلت الشركة اللعب على وتر الحنين للماضي، إذ أطلقت وجبات مفرحة تضم شخصيات أبطال النينجا وشخصيات هالو كيتي، واستكملت ذلك بإعادة إطلاق فكرة قديمة توقفت منذ بداية الألفينات، تحت عنوان "أرض ماكدونالدز"، والتي تحوي شخصيات خاصة بالمطعم، وخرائط مناسبة لأنظمة المحاكاة المحببة لدى الشباب الأمريكي.
* تعثر الحملة بمغامرة البوكيمون
أرادت ماكدونالدز استخدام ورقة الرسوم المتحركة وهواية جمع البطاقات مع الجمهور الياباني، بتوفير بطاقات البوكيمون في الوجبات، لكن سوء التخطيط سبب نتيجة كارثية؛ إذ تهافت اليابانيون على شراء الوجبات بسعر 3 دولارات لبيع البطاقات بـ27 دولارًا، وذلك بعد رمي الوجبة على الطاولة، لتخرج مشاهد من الطاولات المتّسخة والوجبات المكدسة في صورة منافية لمظهر النظافة والتحضر الذي تروّج له اليابان عن نفسها.
وأثارت هذه المشاهد موجة استهجان واسعة، جعلت ماكدونالدز توقف الحملة وتصدر اعتذارًا رسميًا.