وزير التعليم السابق يقدم رؤيته للتنوع الثقافي حتى 2050
آخر تحديث: الأحد 14 سبتمبر 2025 - 12:26 م بتوقيت القاهرة
عمر فارس
قدم الدكتور رضا حجازي، رئيس جامعة الريادة للعلوم والتكنولوجيا ووزير التربية والتعليم السابق، رؤيته للتعليم والتنوع الثقافي عام 2050 خلال محاضرته المهمة "التربية العلمية والتنوع الثقافي" والتي ألقاها في الجلسة الرئيسية للمؤتمر السنوي للجمعية المصرية للتربية العملية.
وأكد حجازي، أن مستقبل التعليم في مصر والعالم يتطلب تحولًا جذريًا في إعداد المعلمين والمناهج الدراسية، بما يتواكب مع التحولات الثقافية والتكنولوجية المتسارعة على المستوى العالمي.
وأشار إلى أن دور المعلم في العصر الحديث لم يعد يقتصر على نقل المعرفة، بل أصبح يلعب دور الوسيط الثقافي الذي يجسر الفجوات بين الخلفيات الثقافية المتنوعة داخل الفصول الدراسية، ويتطلب هذا الدور الجديد أن يمتلك المعلم كفاءة ثقافية عالية تُمكنه من فهم واحترام التعددية الثقافية ومرونة تربوية تسمح له بتكييف أساليب التدريس؛ لتناسب احتياجات جميع الطلاب، ووعي عالمي يعزز قيم التسامح، والتعايش، والانفتاح على الآخر.
وشدد على أهمية إعداد الأجيال الجديدة لمواجهة تحديات عالم سريع التغير، من خلال تعزيز التفكير الموضوعي والنقدي، الذي تنميه مناهج التربية العلمية والإبداع العلمي كأداة لفهم الواقع، وتطويره والوعي البيئي والثقافي باعتباره جزءًا من المسئولية العالمية المشتركة.
وفي إطار رؤيته المستقبلية للتعليم بحلول عام 2050، أوضح الدكتور حجازي، أن المناهج الدراسية يجب ان تتسم بالشمولية: من خلال دمج العلوم والآداب والمعارف الثقافية المختلفة، مع إبراز إسهامات الحضارات الإنسانية كافة، والتربية على المواطنة العالمية: بما يعزز الشعور بالانتماء الإنساني، والمسئولية تجاه البيئة والكوكب علاوة التفاعل، والتخصيص: عبر مناهج ذكية تتكيف مع خلفيات المتعلمين واحتياجاتهم، وتوظف تقنيات الواقع المعزز والافتراضي؛ لتوفير تجارب تعليمية تفاعلية حية وغنية.
وأشار حجازي، إلى أن التعليم دائمًا ما يعكس التحولات الاجتماعية والثقافية التي يشهدها العالم، مشددًا على أن المدارس والجامعات في منتصف القرن الحادي والعشرين ستصبح ساحات عالمية للتفاعل الحضاري، وبيئة فريدة تجمع بين هويات متعددة.
وحذر من التحديات التي قد تواجه التعليم في المستقبل، وأبرزها أزمة الهوية التي قد تزداد مع تصاعد العولمة، والفجوة الرقمية بين الدول المتقدمة والنامية، وخطر اندثار بعض اللغات المحلية نتيجة هيمنة لغات عالمية بعينها.
لكنه أكد في الوقت نفسه، أن هذه التحديات يمكن تحويلها إلى فرص إذا جرى التعامل معها بوعي وتخطيط.
وأوضح أن من أبرز الفرص التي سيوفرها التعليم متعدد الثقافات بحلول 2050 هي تعزيز السلام العالمي عبر الأجيال الجديدة التي ستنشأ على قيم التعايش والتواصل، فضلًا عن زيادة معدلات الإبداع والابتكار نتيجة تلاقي الأفكار والثقافات، إلى جانب تشكيل جيل عالمي يمتلك وعيًا كونيًا يمكنه من التعامل مع التحديات المشتركة للبشرية، مثل تغير المناخ والأمن الغذائي.