سفير عمان بالقاهرة: القمة العربية فرصة لبناء موقف عربي إسلامي موحد يرفض التهديد بالقوة
آخر تحديث: الأحد 14 سبتمبر 2025 - 9:31 م بتوقيت القاهرة
ليلى محمد
تُشارك سلطنة عُمان، غدًا، في القمّة العربية الإسلامية الطارئة التي تُعقد في العاصمة القطرية الدوحة لبحث الهجوم الإسرائيلي الذي استهدف قيادات في حركة حماس داخل الأراضي القطرية.
ومن جهته، أكد السفير عبدالله بن ناصر الرحبي، سفير سلطنة عُمان لدى مصر ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية، على أن عقد القمة في هذا التوقيت جاء في لحظة بالغة الدقة والخطورة، تُحتم على الدول العربية والإسلامية الوقوف صفًا واحدًا في مواجهة التهديدات التي تستهدف أمن واستقرار المنطقة.
وقال الرحبي إن القمة تأتي في توقيت حساس، وسط تصعيد عسكري وسياسي غير مسبوق، بلغ ذروته بالعدوان الإسرائيلي المتواصل على الشعب الفلسطيني في قطاع غزّة، وانتهاك سيادة دولة قطر الشقيقة عبر تصريحات ومواقف عدوانية تتجاوز كل الأعراف الدبلوماسية.
وتابع: وما لم يكن هناك موقف عربي وإسلامي موحد؛ فإن المنطقة بأسرها قد تُدفع إلى حالة من الفوضى تُهدد السلم الإقليمي والدولي.
وأكد الرحبي أن سلطنة عمان، بقيادة السلطان هيثم بن طارق، تؤمن إيمانا راسخا بضرورة احترام سيادة الدول، وحل النزاعات بالطرق السلمية، وترفض أي انتهاك لأمن دولة شقيقة، سواء كان عسكريًا أو سياسيًا أو إعلاميًا.
واعتبر أن ما جرى من استهداف لدولة قطر هو استهداف لكل الخليج، ولكل من يؤمن بالسلام العادل، وهو تحدّ لا يُواجه بالتصريحات فقط، بل بالتحرك العربي المشترك والضغط الدولي لوقف هذه السياسات العدوانية.
وشدد الرحبي على الدور الحيوي الذي تضطلع به كل من قطر ومصر في الوساطة بين حركة حماس و إسرائيل، مشيرًا إلى أنه لا يمكن تجاهل الدور البالغ الأهمية الذي تقوم به قطر إلى جانب مصر، في الوساطة الإنسانية والسياسية لتأمين وقف لإطلاق النار، وتخفيف معاناة المدنيين، والسعي إلى حلول تُعيد الأمن والاستقرار.
واوغ الرحبي أن هذه الجهود تؤكد التزامًا عربيًا صادقًا بمبادئ السلام والعدل، وقد أصبحت هدفًا لحملات عدوانية من قبل الاحتلال الذي يسعى إلى إفشال كل مسعى عقلاني ومتوازن.
ولفت إلى أن سلطنة عُمان أظهرت عبر اتصالات قيادتها الحكيمة، وكان أبرزها اتصال السُّلطان هيثم بن طارق سلطان عُمان بأخيه أمير قطر، تضامنًا مبدئيًا وراسخًا، ينطلق من احترام عُمان لسيادة الدول وحرمة أراضيها، ورفض أي تدخل أو استهداف موجه ضدها.
وفي ما يتصل بالقضية الفلسطينية، قال الرحبي، إن سلطنة عُمان تؤكد على أن السلام العادل والشامل لا يمكن أن يتحقق دون إنهاء الاحتلال، ووقف العدوان على الشعب الفلسطيني، وقيام دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية.
وأضاف أنه لا يمكن القبول بازدواجية المعايير الدولية، التي تصمت عن إرهاب الدولة المنظم، وتدين مقاومة شعب يُقاتل منذ عقود من أجل حريته، فإسرائيل اليوم تمارس العنف بأبشع صوره، وتستخدم عقائد متطرفة لتبرير احتلالها، في حين يُحمَّل الطرف الأعزل وحده المسؤولية، وهذا منطق مرفوض ومُدان.
وأكد أن سلطنة عُمان تواصل العمل مع الأشقاء والأصدقاء لإيجاد حلول عادلة ودائمة، تضمن استقرار المنطقة وإنهاء دوامة العنف.
كما شدد على أن سلطنة عُمان ترى في هذه القمة فرصة لبناء موقف عربي إسلامي موحد، يرفض التهديد بالقوة، ويدين الاعتداءات، ويدعم جهود الوساطة والمبادرات الإنسانية، ويُعيد الاعتبار للعدالة الدولية.