جامعة كولومبيا.. من هي الطالبة الفلسطينية لقاء كردية ولماذا اعتقلتها السلطات الأمريكية؟

آخر تحديث: السبت 15 مارس 2025 - 11:22 ص بتوقيت القاهرة

اعتقلت سلطات الهجرة الأمريكية طالبة ثانية على علاقة بالتظاهرات المؤيدة للفلسطينيين في جامعة كولومبيا الأمريكية، بزعم بقائها في الولايات المتحدة لمدة تتجاوز المسموح لها بها بموجب تأشيرتها الطلابية، وفق ما ذكر مسئولون فيدراليون الجمعة، فيما قررت طالبة هندية بالجامعة "ترحيل نفسها طوعياً" إلى كندا، باستخدام تطبيق الهجرة، بعد تفتيش عملاء فيدراليين لمسكنها الجامعي.

واعتقلت السلطت "لقاء كردية"، وهي فلسطينية من الضفة الغربية، في نيوراك، الخميس، في ثاني اعتقال من نوعه لطالب بجامعة كولومبيا، بعدما اعتقلت الأسبوع الماضي، الطالب الفلسطيني محمود خليل، الذي قالت إنه ساهم في تنظيم الحركة الاحتجاجية، بحسب موقع "الشرق" الإخباري.

وقالت وزارة الأمن الداخلي إن السلطات ألغت تأشيرة لقاء كردية في يناير 2022، وأشارت إلى أن شرطة نيويورك ألقت القبض عليها، أبريل الماضي، بسبب دورها في تظاهرات الحرم الجامعي، وفق ما نقلت "نيويورك تايمز".

وجاء القبض على كردية، وسط أسبوع مضطرب في جامعة كولومبيا، التي شهدت سلسلة من الأزمات المتصاعدة منذ اعتقال محمود خليل، خريج الجامعة حديثاً وأحد الشخصيات البارزة في الاحتجاجات المؤيدة لفلسطين داخل الحرم الجامعي، من قبل عملاء الهجرة الفيدراليين نهاية الأسبوع الماضي.

-طالبة ترحل نفسها

ونشرت وزيرة الأمن الدخلي كرسيتي نوم مقطع فيديو، الجمعة، يُظهر طالبة أخرى في جامعة كولومبيا، قالت إن اسمها رانجاني سرينيفاسان، أثناء سيرها في مطار لاجوارديا، استعداداً للمغادرة والتوجه إلى كندا بعد إلغاء تأشيرتها الدراسية في الولايات المتحدة.

وقالت نويم، إن سرينيفاسان استخدمت تطبيق الجمارك وحماية الحدود الأمريكي للإبلاغ عن نيتها مغادرة البلاد طوعاً.


كما أكدت محامية الطالبة وزميلتها في السكن أن غرفتها بالجامعة، كانت من بين الغرف التي تم تفتيشها على يد عملاء فيدراليين، الخميس الماضي.

وقالت نويم في بيانها: "الحصول على تأشيرة للدراسة والعيش في الولايات المتحدة هو امتياز، وليس حقاً".

وأكد ناثان يافي، أحد أعضاء الفريق القانوني لسرينيفاسان، أن العملاء الفيدراليين دخلوا غرفتها في السكن الجامعي، الخميس، في محاولة لاحتجازها أو الحصول على معلومات حول مكان وجودها، ولم يتم تحديد محامٍ للقاء كردية على الفور.

وقالت "نيويورك تايمز"، إن تصريحات كريستي نويم تشكل تصعيداً من إدارة الرئيس دونالد ترمب في تركيزها على جامعة كولومبيا، التي شهدت العام الماضي احتجاجات بسبب الحرب في غزة.

-احتجاجات خارج أبواب الجامعة

وتجمع أكثر من 200 طالب خارج البوابات الرئيسية للجامعة للاحتجاج على تعامل الإدارة مع اعتقال محمود خليل.

وارتدى المتظاهرون الكوفية الفلسطينية، ولوّحوا بالأعلام الفلسطينية، وحملوا لافتات تحمل شعارات مثل "حرروا محمود"، "إدارة الهجرة خارج حرمنا الجامعي"، و"كولومبيا، لا يمكنك الاختباء".


وجاء الاحتجاج بعد أقل من 24 ساعة، من إعلان الرئيسة المؤقتة للجامعة كاترينا أرمسترونج أن فيدراليين فتشوا مقرين لسكن الطلاب بالجامعة.

وجاء التفتيش بعد ساعات من إرسال إدارة ترمب رسالة إلى جامعة كولومبيا تطالبها فيها بتغيير سياساتها المتعلقة بالانضباط واشتراطات قبول الطلاب.

وجاء في الرسالة الصادرة عن وزارة التعليم وإدارة الخدمات العامة ووزارة الصحة والخدمات الإنسانية أنه يتعين على الجامعة تطبيق سلسلة من التغييرات قبل إجراء محادثات بشأن استئناف منح وعقود فيدرالية بقيمة 400 مليون دولار أُلغيت الأسبوع الماضي.

وذكرت أرمسترونج في بيان الخميس، أن عمليات التفتيش أجريت بعد أن سلم عملاء من وزارة الأمن الداخلي الجامعة مذكرتين موقعتين من قاض فيدرالي تسمح لهم بدخول السكنيين الطلابيين وتفتيشهما. وأضافت أن السلطات لم تعتقل أو تحتجز أي شخص ولم تُصادر أي أغراض ولم تتخذ إجراءات أخرى.

وأشارت كريستي نويم، في منشورات عبر وسائل التواصل الاجتماعي، الجمعة، إلى أن جامعة كولومبيا لا تزال تحت رقابة إدارة ترمب.

-تقويض حرية التعبير بالجامعات

في المقابل، أعرب نشطاء الحريات المدنية عن قلقهم من أن مطالب الحكومة قد تقوض حرية التعبير والحرية الأكاديمية في جامعة كولومبيا، بل وستؤثر سلباً على الجامعات الأمريكية عموماً.

وقال جميل جعفر، مدير معهد التعديل الأول في كولومبيا، في بيان: "إخضاع الجامعات لسلطة الحكومة هو سمة من سمات الأنظمة الاستبدادية".

كما أثار البعض مخاوف بشأن تعريف معاداة السامية الذي تسعى الحكومة لفرضه، حيث يرون أنه قد يؤدي إلى معاقبة الأصوات الناقدة لإسرائيل.

وقال تايلر كاورد، المستشار القانوني لمجموعة مؤسسة الحقوق والتعبير الفردي، بأن الرسالة الحكومية تمثل "خريطة طريق لتعزيز الرقابة في الجامعات الأمريكية."

وأضاف: "الجامعات في جميع أنحاء البلاد تقرأ هذه الرسالة هذا الصباح، وتفكر بأنها قد تكون التالية إذا لم تقيد حرية التعبير".

ورداً على ذلك، قالت متحدثة باسم جامعة كولومبيا، مساء الخميس، إن الجامعة "تراجع الرسالة بعناية".

وأضافت: "نحن ملتزمون دائماً بتحقيق رسالتنا، ودعم طلابنا، والتصدي لجميع أشكال التمييز والكراهية داخل الحرم الجامعي".

-إجراءات تأديبية بحق الطلاب

في خطوة منفصلة الخميس، أعلنت جامعة كولومبيا عن إجراءات تأديبية ضد الطلاب الذين احتلوا مبنىً داخل الحرم الجامعي الربيع الماضي، شملت الطرد والإيقاف المؤقت وسحب الدرجات مؤقتاً، وهي إجراءات كانت إدارة ترمب قد طالبت بها في رسالتها.

وذكرت الجامعة أن العقوبات شملت تعليق الدراسة لعدة سنوات، وسحب الدرجات مؤقتاً، وطرد بعض الطلاب، لكنها لم تحدد عددهم.


ومن بين الذين تم طردهم جرانت ماينر، وهو طالب يهودي في مرحلة الدراسات العليا، وكان جزءًا من ائتلاف طلابي يدعو الجامعة إلى سحب استثماراتها من الشركات المرتبطة بإسرائيل، وفقاً لاتحاد الطلاب في الجامعة، التي يرأسها ماينر.

واتهم الاتحاد إدارة الجامعة باستهداف أعضائه بسبب مواقفهم السياسية، إلا أن متحدثة باسم كولومبيا ردّت الجمعة، بقولها إن من "المؤسف محاولة الاتحاد خلط مسائل التأديب الطلابي بالقضايا المتعلقة بالتوظيف"، معتبرة أن هذا الاتهام لا أساس له.

وفي بيان له، قال ماينر، وهو طالب دكتوراه في الأدب الإنجليزي والمقارن: "هذه محاولة فاضحة لسحق النقابة وإسكات الحركة المناهضة للإبادة الجماعية في فلسطين".

وأضاف: "لن يتم إسكاتنا أو ترهيبنا على أي جبهة".

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2025 ShoroukNews. All rights reserved