مشروبات الطاقة.. نشاط زائف يهدد الصحة ويقود للحظر في بريطانيا
آخر تحديث: الإثنين 15 سبتمبر 2025 - 11:00 ص بتوقيت القاهرة
سلمى محمد مراد
أصبحت مشروبات الطاقة خلال السنوات الأخيرة منتجًا شائعًا بين الشباب، بل وحتى بين الأطفال والمراهقين، ويتم تسويق هذه المشروبات باعتبارها وسيلة لزيادة النشاط والتركيز، لكن الدراسات تُظهر أنها تحمل مخاطر صحية كبيرة، نسلط عليها الضوء في هذا التقرير.
-ما هي مشروبات الطاقة؟
بحسب موقع جونز هوبكنز الطبي، هي مشروبات تحتوي عادة على نسب مرتفعة من الكافيين، إلى جانب سكريات مضافة ومنشطات قانونية، الهدف منها هو زيادة اليقظة والطاقة مؤقتًا، لكنها في المقابل تُسبب آثار جانبية تمتد لفترة أطول من تأثيرها.
-الفرق بين المشروبات الرياضية ومشروبات الطاقة
لا تحتوي المشروبات الرياضية على كافيين، لكنها تحتوي على السكر والأملاح المعدنية لتعويض السوائل بعد نشاط بدني مكثف.
أما مشروبات الطاقة تعتمد على الكافيين والسكريات العالية، وتُسوّق للأطفال رغم خطورتها.
-المخاطر على الصحة العامة
وأظهرت الدراسات أن متوسط محتوى الكافيين في هذه المشروبات يصل إلى نحو 30 ملج لكل 100 مل، ورغم أن القهوة قد تحتوي على كمية مشابهة أو أكثر، إلا أن الفرق أن القهوة تُستهلك ببطء غالبًا، بينما تُشرب مشروبات الطاقة بسرعة وبكميات كبيرة.
وترتبط بها العديد من المشكلات الصحية تشمل: التوتر وخفقان القلب، صعوبة النوم والأرق، زيادة خطر الإصابة بالسمنة والسكري من النوع الثاني بسبب السكر المرتفع، الاعتماد الجسدي وربما الإدمان على الكافيين.
-مشروبات الطاقة ليست للأطفال والمراهقين
وبحسب الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال، يعتبر الأطفال أكثر عرضة للمخاطر السابقة بسبب صغر حجم أجسامهم ونمو أدمغتهم المستمر، وأوصت بأن يتجنبوا مشروبات الطاقة تمامًا، وأن يحدّوا استهلاك الكافيين إلى 100 ملج يوميًا كحد أقصى.
وتشمل الآثار على الأطفال: اضطرابات النوم، القلق والتوتر وربما نوبات هلع، زيادة العدوانية أو مشاكل سلوكية، تسارع ضربات القلب وارتفاع ضغط الدم.
-من النشاط الزائف إلى الإدمان والانتحار
بعيدًا عن الدراسات، وبحسب صحيفة الجارديان البريطانية، هناك قصة إنسانية تُظهر الخطر، ففي عام سابق، انتحر الشاب البريطاني جاستن بارثولوميو في عمر الـ25 عامًا بعد أن اعتاد شرب 15 علبة من مشروبات الطاقة يوميًا.
وتعتقد عائلته أن هذه المشروبات رفعت مستوى القلق لديه وساهمت في تدهور حالته النفسية، وبالتالي دفعت هذه القصة نوابًا في البرلمان إلى المطالبة بحظر بيعها لمن هم دون السادسة عشرة.
-استجابة وحظر حكومي
ومؤخرًا، قررت الحكومة البريطانية المضي قدمًا في حظر بيع مشروبات الطاقة للأطفال دون سن الـ16 في إنجلترا، ويشمل القرار جميع المنتجات التي تحتوي على أكثر من 150 ملج من الكافيين لكل لتر، مثل "ريد بول" و"مونستر" و"برايم إنرجي".
وتأتي هذه الخطوة استجابة لمخاوف متزايدة بشأن تأثير هذه المشروبات على نوم الأطفال وتركيزهم وصحتهم العامة، إضافة إلى علاقتها بالسمنة وتسوس الأسنان.
-الدعم والانتقادات
ولاقى الحظر ترحيبًا واسعًا بين المعلمين وأطباء الأسنان وخبراء الصحة، الذين يرون فيه خطوة شبيهة بالقيود المفروضة على الكحول والسجائر، فهم يعتقدون أن فرض قيود عمرية على هذه المنتجات سيحد من وصول الأطفال إليها.
لكن هناك من يرى أن الأطفال سيظلون قادرين على الحصول عليها من خلال البالغين، ما يجعل التطبيق العملي تحديًا حقيقيًا، خاصة عبر المبيعات الإلكترونية وآلات البيع.
-وعي متزايد
أما الشركات المصنّعة تدرك بدورها أن هناك مشكلة، لذا وضعت تحذيرات على العبوات تشير إلى أنها غير مناسبة للأطفال أو النساء الحوامل، لكنها لا تزال تسوّق هذه المنتجات بروح رياضية جذابة، تُظهرها كوقود للأداء العالي، رغم أن الواقع الصحي مختلف تمامًا.