بعد إلغاء سباق الدراجات.. أبرز المواقف الأخيرة لإسبانيا الداعمة لغزة
آخر تحديث: الإثنين 15 سبتمبر 2025 - 11:01 ص بتوقيت القاهرة
رنا عادل
توقف سباق إسبانيا للدراجات الهوائية في مرحلته النهائية بمدريد بالأمس، بعدما اقتحم مئات المتظاهرين المؤيدين لغزة مسار السباق، ورددوا هتافات تدعو لمقاطعة إسرائيل ووقف ما وصفوه بـ "الإبادة الجماعية". واضطر الرياضيون إلى النزول عن دراجاتهم فيما استخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع لتفريق المحتجين.
ولا يعد هذا الحدث مفاجئا، إذ سبقه الاحتجاجات المتكررة ضد فريق "إسرائيل بريمر تيك" التي عكست الغضب الشعبي من الحرب في غزة، والتي أرغمت الفريق على تغيير قمصانه وحذف أي إشارة لإسرائيل، وأجبرت المنظمين على إلغاء أو تقليص مراحل عدة من السباق.
كما أن الغليان في الشارع الإسباني تجاه الجرائم التي تقترفها قوات الاحتلال في حق الشعب الفلسطيني ليس معزولا عن القرارات السياسية، بل انعكس في سلسلة من القرارات والإجراءات الحاسمة التي تبنتها مدريد تجاه إسرائيل.
-الاعتراف بفلسطين والتحركات القانونية
كانت إسبانيا قد اعترفت رسميا بدولة فلسطين في مايو 2024، كما انضمت إلى قضية جنوب أفريقيا أمام محكمة العدل الدولية التي تتهم إسرائيل بارتكاب إبادة جماعية في غزة في يونيو 2024.
-محاولة لحشد أوروبا
وانتقد رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز في لقاء تليفزيوني له يوم 3 سبتمبر الجاري، ما وصفه بـ"فشل أوروبا" في مواجهة الحرب على غزة، محذرا من فقدان المصداقية الدولية. ودعا وزير خارجيته ألباريس إلى خطة عمل أوروبية عاجلة تتجاوز التصريحات إلى الأفعال، فيما وزعت مدريد مقترحات عملية على الدول الأعضاء لحشد موقف موحد في أغسطس الماضي.
-استخدام مصطلح "الإبادة الجماعية" وحظر توريد الأسلحة
وفي 8 سبتمبر الجاري، أعلن سانشيز عدة قرارات ومنها، أن حكومته ستطرح مشروع قانون يفرض حظرا شاملا على تصدير الأسلحة إلى إسرائيل، مؤكدا أن الهدف هو المساهمة في وقف "الإبادة الجماعية" بحق المدنيين في غزة وكانت هذه المرة الأولى تستخدم فيها مصطلح الإبادة لوصف الأحداث.
كما تم إغلاق الموانئ الإسبانية أمام السفن المحملة بأنظمة دفاعية، وإغلاق المجال الجوي أمام الطائرات التي تنقل أسلحة أو ذخائر إلى إسرائيل.
-حظر منتجات المستوطنات
وفي الخطاب نفسه وضمن الحزمة التي أعلنتها الحكومة الإسبانية، تم فرض حظر على استيراد المنتجات القادمة من المستوطنات الإسرائيلية، في خطوة قالت مدريد إنها تنسجم مع القانون الدولي وحقوق الفلسطينيين، كما تم فرض قيود على الأسبان المقيمين في تلك المستوطنات.
-زيادة الدعم الإنساني لغزة
كما أعلنت الحكومة الإسبانية عن زيادة مساعداتها الإنسانية لقطاع غزة، ورفعت مساهمتها في تمويل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" بمقدار 10 ملايين يورو.
-استدعاء السفير وتوتر دبلوماسي
وفي ظل الاتهامات الإسرائيلية لمدريد بـ"معاداة السامية" التي تصاعدت بعد القرارات الأخيرة، استدعت وزارة الخارجية الإسبانية سفيرتها في تل أبيب للتشاور، مؤكدة رفضها لما وصفته بالافتراءات والإجراءات غير المقبولة ضد أعضاء حكومتها.
-رفض المبررات الإسرائيلية
ورغم أن رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز أدان هجمات السابع من أكتوبر 2023 واعتبرها "عملا إرهابيا"، فإنه شدد في المقابل على أن ذلك لا يبرر إبادة شعب أعزل وأكد أن حماية الدولة والمجتمع أمر مشروع، لكن قصف المستشفيات وتجويع المدنيين أمر مختلف تماما ولا يمكن قبوله.
-عقوبات على مسئولين إسرائيليين
وفي 9 سبتمبر الجاري قررت مدريد منع وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش من دخول أراضيها، معتبرة أنهما متورطان بشكل مباشر في جرائم الحرب الجارية في غزة.
-الدعوة لعقوبات رياضية ومساواة إسرائيل بروسيا
وأثناء تصاعد المظاهرات خلال سباق الدراجات طالبت المتحدثة باسم الحكومة الإسبانية بيلار أليجريا في 12 سبتمبر الجاري بفرض عقوبات رياضية على إسرائيل مماثلة لتلك التي فرضت على روسيا بعد حرب أوكرانيا، مشيرة إلى أن استمرار مشاركة الفرق الإسرائيلية في البطولات الدولية لم يعد مقبولا.