كواليس الضربة الأمريكية على الحوثيين في اليمن
آخر تحديث: الأحد 16 مارس 2025 - 6:48 م بتوقيت القاهرة
هدير عادل
نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، اليوم الأحد، عن مسئولين أمريكيين كواليس الضربة الأمريكية التي استهدفت جماعة الحوثيين في اليمن.
وقال المسئولون في تصريحات لـ"نيويورك تايمز" إن الغارات التي وقعت، أمس السبت، نتجت من سلسلة اجتماعات رفيعة المستوى في البيت الأبيض بين الرئيس دونالد ترامب وكبار مساعديه للأمن القومي، من بينهم نائبه جيه دي فانس، ووزير الخارجية ماركو روبيو، ومستشار الأمن القومي مايكل والتز، ووزير الدفاع بيت هيجسيث، والجنرال مايكل كوريلا قائد القيادة المركزية الأمريكية، ووافق ترامب على الخطة، يوم الجمعة.
وأوضح المسئولون الأمريكيون أن الغارات شنتها طائرات مقاتلة من حاملة الطائرات "هاري إس ترومان"، التي تتمركز الآن شمال البحر الأحمر، جنباً إلى جنب مع طائرات هجومية تابعة لسلاح الجو، وطائرات بدون طيار مسلحة.
وأوضح المسئولون الأمريكيون أن الغارات الجوية ضد ترسانة الحوثيين، التي دفن الكثير منها عميقاً تحت الأرض، يمكن أن تستمر لعدة أسابيع، وتتكثف في نطاقها وحجمها بحسب رد جماعة الحوثيين.
وأشارت "نيويورك تايمز" إلى أن وكالات المخابرات الأمريكية عانت في الماضي لتحديد أنظمة أسلحة الحوثيين وتحديد موقعها، حيث تنتجها الجماعة اليمنية في مصانع تحت الأرض ويتم تهريبها إلى البلد من إيران.
وقال مسئولون أمريكيون إن بعض مساعدي الأمن القومي يريدون متابعة حملة هجمات أكثر عدوانية، التي يمكن أن تؤدي إلى فقدان الحوثيين للسيطرة بشكل أساسي على أجزاء كبيرة من شمال البلاد.
لكن ترامب لم يمنح الإذن بعد لهذه الاستراتيجية، قلقاً من توريط الولايات المتحدة في صراع بالشرق الأوسط تعهد خلال حملته الانتخابية بتجنبه.
وذكرت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) أن الضربات الأمريكية على اليمن، هي الأولى على اليمن منذ تولي ترامب منصبه في يناير، بعد توعد الحوثيين باستئناف هجماتهم ضد السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر وبحر العرب، والتي قاموا بها خلال الأشهر الماضية على خلفية الحرب في غزة.
وأكد ترامب أن الضربات ضد الحوثيين تأتي على خلفية تهديداتهم للتجارة البحرية.
وفي وقت سابق من اليوم، قال البيت الأبيض إن الغارات التي شنتها الولايات المتحدة على أهداف تابعة لجماعة "الحوثيين" في اليمن، قتلت عدداً من القادة الرئيسيين في جماعة الحوثي، فيما قال مسؤول في "البنتاجون" إن من المتوقع اتخاذ المزيد من الإجراءات ضد الحوثيين خلال الأسابيع القليلة المقبلة.
ونقلت قناة سكاي نيوز عربية في نبأ عاجل عن وزير الدفاع الأمريكي، بيت هيجسيث، تأكيده استمرار الحملة الأمريكية "بلا هواده حتى يوقف الحوثيون عملياتهم العسكرية".
وقال هيجسيث :"لا يهمنا ما يحدث بشأن "الحرب الأهلية اليمنية" وإنما وقف استهداف "ممر مائي حيوي"، مضيفا: "إيران تساعد الحوثيين منذ فترة طويلة للغاية ومن الأفضل لها التراجع عن ذلك".
من جانبه، قال وزير الخارجية الأمريكي، ماركو روبيو: "ضرباتنا تتعلق بقدرة الحوثيين على ضرب الملاحة العالمية ومهاجمة البحرية الأمريكية"، مؤكدا: "لن نسمح للحوثيين بالتحكم في مرور السفن وضرباتنا ستستمر حتى تفقدهم القدرة على الهجوم".
وأضاف روبيو: "قضينا على مسئولين حوثيين عن إطلاق الصواريخ ولا أعتقد أن هناك ضرورة لشن عمليات برية ضدهم"، مشددا: "لن نسمح بوجود أشخاص في الجوار لديهم صواريخ يهاجمون بها البحرية الأمريكية"، بحسب ما نقلته شبكة الجزيرة نت الإخبارية في نبأ عاجل.
وقبل حوالي أسبوع، هدد زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي باستئناف العمليات البحرية ضد إسرائيل، ما لم تتراجع عن قرارها بمنع دخول المساعدات إلى قطاع غزة خلال أربعة أيام.
من جانبه، هدد المتحدث الرسمي باسم الحوثيين محمد عبد السلام باستهداف السفن الملاحية والبارجات الأمريكية في البحر الأحمر، إضافة إلى حاملات الطائرات المتمركزة أيضاً في مضيق باب المندب وخليج عدن.
وأضاف عبد السلام أن "الضربات الأمريكية استهدفت بلداً ذات سيادة، وأن القصف لن يثنيهم عن مساندة الفلسطينيين في قطاع غزة".