حوار| مينا أبوالدهب: «عبيد» مكتوب فى سيناريو «ولاد الشمس» دون ذكر لأى مواصفات جسدية
آخر تحديث: الأحد 16 مارس 2025 - 5:30 م بتوقيت القاهرة
حوار - منة عصام:
• ركزت على مكنون وروح الشخصية لأننا لم نرغب فى إثارة استعطاف الناس بسبب تميزها الشكلى
• تجاربى الفنية السابقة أكسبتنى خبرة كبيرة.. وردود الأفعال الإيجابية أصابتنى بصدمة
لم يصدق الفنان مينا أبوالدهب كم ردود الأفعال الإيجابية على شخصية عبيد فى مسلسل «ولاد الشمس»، ووصف الأمر فى حواره مع «الشروق» أنه مفاجأة مدوية بالنسبة له، وفى ذات الوقت أكد أنه بالاتفاق مع المخرج شادى عبدالسلام أرادا توصيل مكنون نفسية عبيد وأزمة عدم الثقة التى يعانيها والابتعاد كليًا عن المواصفات الجسدية له منعًا لإثارة استعطاف الناس على أمر شكلى خارج عن إرادته، وفجر مفاجأة عندما صرح بأن شخصية عبيد كُتبت فى السيناريو دون ذكر أى مواصفات شكلية له، وعلى الرغم من تسليط الضوء على مشكلة استغلال بعض المميزين شكليًا ومنهم قصار القامة وهذا ما ظهر فى مشهد السيرك بالمسلسل، إلا أن مينا أبو الدهب أكد أن هذا المشهد كان فى المقام الأول لبيان تاريخ عبيد وسبب أزمته النفسية:
** فى البداية هل توقعت ردود الأفعال الإيجابية على شخصية عبيد؟
لا على الإطلاق، فقد كنت مشغولًا فى تصوير المسلسل الذى انتهينا منه فى الربع الأول من شهر رمضان، ثم وجدت ردود الأفعال ايجابية للغاية وهو ما أصابنى بصدمة رهيبة ولم أتوقع ردود الافعال أن تكون إيجابية بهذه الدرجة، وأكثر ما أثر فىّ حينما وصفنى البعض بأننى لم أكن غريبًا عن الناس وشعروا بألفة تجاهى، وكنت سعيدًا للغاية، والدوروصل للناس بشكل ممتاز، ومجهودى ظهرت أمام عينى،عندما أقدم دورًا أحاول الاستمتاع به.
** ذكرت أنك كنت حريصًا أثناء أداء الدور على عدم إثارة استعطاف الناس.. لأى مدى كان هذا مهمًا بالنسبة لك؟
كان الأمر بمثابة شعرة دقيقة فاصلة، فشخصية عبيد صعبة ومركبة ومليئة بالأحاسيس خصوصًا شعوره الدائم بعدم الثقة، وأحب أقول لأول مرة إن شخصية عبيد مكتوبة فى السيناريو عادية دون ذكر أى مواصفات جسدية، لكن المخرج الرائع شادى عبدالسلام هو من اختارنى للدور، وهذا الأمر شكّل عبئًا نفسيًا كبيرًا علىّ وحملًا إضافيًا، لأنى رغبت فى خروج شخصية عبيد بشكل طبيعى دون النظر إلى المواصفات الجسدية، فالشخصية بسبب طبيعتها النفسية ومشاكلها المكنونة تثير استعطاف الناس أصلًا، لكنى لم أرد أن ينصرف النظر إلى الشكل الجسدى، ولا أن يشعر أحد بأى استعطاف إضافى، فقد حاولت أن يكون أدائى متوازنا.
** لكن كيف استطعت تحقيق هذه المعادلة؟
حضرت للشخصية كثيرًا قبل بداية التصوير وقد ساعدتنى دراستى لعلم النفس على التجهيز الجيد لنفسية عبيد، ووجدت أن أفضل شىء لشخصية عبيد هو أن أركز على الأداء فقط وانفعالات الوجه ولم ألجأ للحركة الجسدية إطلاقًا، ولذلك ركزت على روح عبيد وليس على شكله الذى لا يهم أحد أصلًا، وحتى المخرج شادى عبدالسلام أراد هذا أيضًا، وقام بتصوير أغلب المشاهد بقرب من الوجه.
فضلًا عن أن الناس أصلًا سيتعاطفون تلقائيًا مع أبطال العمل، بسبب قصصهم المؤثرة وحياتهم المأساوية فى «دار الشمس»، وقد أردنا أن نتعايش مع شخصيات المسلسل بقصصهم المختلفة.
** وما كواليس اختيارك شخصية عبيد؟
تم إجراء تجارب أداء عديدة، وفى النهاية اختارنى المخرج شادى عبدالسلام الذى أوضح لى لاحقًا سبب الاختيار رغم أن عبيد مكتوب فى السيناريو دون ذكر مواصفات شكلية له، وأوضح لى أن هناك من اعترضوا على اختيارى أصلًا، وقال لى معظم الأفلام القصيرة التى تحكى قصصًا لأشخاص بظروف مميزة فإنها ترويها من جانب معاناة هؤلاء الأشخاص، بسبب مواصفات جسدية أو شكلية يمرون بها، وبيان سلوكيات المحيطين به وكيفية تعاملهم معه، وبالتالى يبدأ فى كسب استعطاف الناس بشكل مباشر ومقصود، وقال لى إنه لا يرغب فى هذا إطلاقًا ولا يحب إثارة استعطاف الناس فقلت له إننى درست علم نفس ومثلت فى أكثر من عمل فنى ولى حياة كاملة، وهو ما اتفقنا على توصيله فى شخصية عبيد أيضًا أنه شخص له حياة عادية مثل باقى الناس وله مكنوناته وأحلامه بعيدًا عن أى مواصفات شكلية، وهذا فتح أمامنا آفاقًا أوسع، وبالفعل تم التركيز على الأداء فقط مع تجاهل أى مواصفات أخرى، فعبيد مثله مثل أى شخص آخر.
** ولكن فى «ولاد الشمس» تمت إثارة مشكلة قصار القامة وكيفية تعامل المحيطين معهم فيما تعلق بتاريخ عبيد وأنه جاء من السيرك؟
لا أنكر أنه كان مهمًا لى إثارة مشكلة كيفية تعامل المحيطين مع المميزين شكليًا، لأن الأعمال الفنية من أفضل الأشياء لتوصيل رسالة معينة، ومهما حاولنا فلن نبتعد عن الواقع الذى كثيرًا ما يتم فيه التعامل مع المميزين شكليًا بشكل مختلف من قبل كثيرين، هذا بالإضافة أننا أردنا إثارة أن بعض الناس يستغلون غيرهم من المميزين جسديًا لتحقيق أطماع خاصة بهم من خلال اللعب على نفسيتهم، مثلما حدث مع بابا ماجد عندما استقدم عبيد من السيرك ولعب على نفسيته واستغله بشكل كامل واستغل شعوره بعدم الثقة فى النفس، وأن الناس يعاملونه بطريقة تحمل قدرًا من الإهانة، واوهمه أنه من سيحتويه ويهتم به، وبالتالى سيطرعليه نفسيًا بشكل تام، لكن دعينى أكن صريحًا معك أيضًا، فإشكالية السيرك فى المسلسل ليست فقط لتسليط الضوء على مشكلات هذه الفئة، لكنها كانت مهمة لبيان تاريخ عبيد ونفسيته وما سبب عدم شعوره بالثقة، وكيف جاء للدار منذ عشرين عامًا.
** وما أكثر المشاهد صعوبة بالنسبة لك؟
أصعب مشهد بالنسبة لى كان انتحار عبيد بقطع شرايينه، لأنه كان يتضمن تسلسل الحالة النفسية لعبيد منذ أول وهلة غضب عليه بابا ماجد، وأمره بمعاقبة نفسه، وهو ما اضطره للنزول طوعًا وصولًا الى القبو وغرفة التأديب، فكل مشهد من هذا تم تصويره بشكل منفرد، واستغرق أسبوعين تقريبًا، وكل مقطع فيهم بحالة نفسية أصعب من سابقتها، لأنه مر باكتئاب صعب وصولًا الى الانتحار.
** ولماذا لم تحقق الأعمال الفنية التى شاركت فيها من قبل رد فعل قوى مثلما حدث فى «ولاد الشمس»؟
بدأت مشوارى الفنى منذ عام 2015 وشاركت فى أعمال فنية مثل مسلسل «بدل الحدوتة 3» وSNL بالعربى، وأحب أقول إنى سعيد بكل هذه التجارب التى أكسبتنى خبرة، وأثقلت موهبتى حتى أوصلتنى لهذه المرحلة القوية فى «ولاد الشمس»، وأزعم أن هذا المسلسل لو جاء لى قبل سنوات ماضية لما حققت معه هذا القدر من النجاح، فالخبرة أمر مهم جدًا للفنان، وقد سعدت جدًا بردود الأفعال، ووجدت أشخاصًا ينادوننى باسم شخصية عبيد لدرجة أن أحدهم قال فى وجهى حسبى الله ونعم الوكيل لإيمانه بأن عبيد من تسبب فى قتل مفتاح وضربه بالمطواة.