استقالات بالجملة في حكومة الدبيبة ومظاهرات في طرابلس.. ماذا يحدث في ليبيا؟

آخر تحديث: الجمعة 16 مايو 2025 - 11:14 م بتوقيت القاهرة

مروة محمد

استقال عدد من الوزراء والمسؤولين من حكومة الوحدة الليبية المنتهية ولايتها التي يترأسها عبد الحميد الدبيبة، في الوقت الذي احتشد فيه آلاف المتظاهرين في ميدان الشهداء بالعاصمة الليبية طرابلس للدعوة لإسقاط حكومة الدبيبة وإجراء الانتخابات.

*وزير الحكم المحلي والإسكان أبرز المستقيلين

وأعلن وزير الحكم المحلي بحكومة الوحدة بدرالدين التومي، اليوم، استقالته من الحكومة "والاصطفاف إلى جانب الشعب الليبي وتنفيذ إرادته".

وقال التومي، في بيان، إن استقالته جاءت "بعد أن فشلت كل مساعيه للإصلاح الداخلي"، مضيفاً: على الرغم من المحاولات العديدة لتصحيح المسار من داخل الحكومة إلا أننا لم نجد لمحاولاتنا آذانا صاغية تستجيب لصوت الحق وتغلب المصلحة العامة وتستجيب لطلبات الشعب، وفقاً لبوابة الوسط الليبية.

وجاءت استقالة التومي في وقت تواجه حكومة الوحدة موجة غضب شعبية جراء الاشتباكات التي شهدتها العاصمة طرابلس خلال الأيام الماضية، فضلًا عن تواصل المظاهرات للمطالبة بإسقاط الحكومة منذ الأربعاء الماضي.

كما أعلن وزير الإسكان والتعمير بحكومة الوحدة أبوبكر محمد الغاوي، اليوم، تقديم استقالته إلى المجلس الرئاسي على خلفية الاحتجاجات المناهضة للحكومة.

وقال الغاوي، في بيان، إن استقالته جاءت "اصطفافًا وانحيازًا للشعب ودعمًا لتوجهه واستكمالًا لمسيرة الإصلاح وحقنًا لدماء الليبيين"، وأضاف:: "رغم المحاولات العديدة لتصحيح المسار من داخل الحكومة إلا إننا لم نجد لمحاولاتنا آذانا صاغية تستجيب لصوت الحق وتغلب المصلحة العامة وتستجيب لطلبات الشعب".

من جهته، أعلن نائب رئيس حكومة الوحدة وزير الصحة المعفى من منصبه رمضان أبوجناح، اليوم، استقالته من الحكومة على خلفية التظاهرات المناهضة للحكومة.

و سبق أن أمرت النيابة بحبس أبوجناح على ذمة التحقيق في قضية استيراد أدوية لعلاج الأورام من أحد مصانع الأدوية العاملة بالعراق.

واتهم أبوجناح في خطاب استقالته الدبيبة بـ"الفساد وإهدار المال العام ونهبه لصالح المنتفعين وشراء الولاءات لغرض الاستمرار في السلطة"، وقال إن "الوطن لا يبنى بالمسامحة مع المفسدين بل بقطع يد الفساد".

كما أعلن وكيل وزارة الموارد المائية في حكومة الوحدة المكلف بتسيير أعمال الوزارة محمد فرج قنيدي استقالته من منصبه رفضا لمواقف الحكومة التي تسببت في تظاهر الآلاف بميدان الشهداء في العاصمة طرابلس احتجاجات على الاشتباكات المسلحة التي تشهدها المدينة منذ الإثنين الماضي.

وقال قنيدي، في بيان مساء اليوم: لقد حاولنا الإصلاح، لكن الحكومة لم تستجب، رغم كل المحاولات المخلصة والنداءات الصادقة من أجل المصلحة العامة وتقليل المعاناة عن المواطن.

وأشار إلى إنه قدم استقالته "تقديراً للشعب الليبي، ورفضاً للاستمرار في مشهد يعاكس مبادئ الإصلاح ويستهين بدماء الليبيين وتضحياتهم".

وأوضح أنه "في ظل الظروف العصيبة التي تمر بها بلادنا، ومع تفاقم الأزمات، كان لزاماً علينا أن نكون صوت الحق والحكمة والعمل الجاد من داخل المؤسسات، سعياً للإصلاح والاستجابة لتطلعات الشعب".

في غضون ذلك، أفادت تقارير إعلامية بارتفاع سقف الاستقالات في حكومة الدبيبة إلى 5 استقالات.

*حكومة الدبيبة تعلق على الاستقالات

في المقابل، قالت حكومة الوحدة، مساء الجمعة، إن كافة الوزراء يواصلون عملهم بصفة طبيعية، وذلك في أعقاب إعلان عدد من الوزراء استقالتهم.

وأضافت الحكومة، في بيان عبر صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، أنها تتابع ما يُنشر على بعض صفحات التواصل الاجتماعي بشأن استقالة وزيرين وعدد من الوكلاء، معتبرة أن "ما ورد لا يعكس الحقيقة"، وفق قولها.

وتابعت أنها "تقدّر حجم الضغوط التي قد تُمارس في هذا الظرف"، مشيرة إلى أن أي قرارات رسمية تصدر حصريا عبر القنوات المعتمدة، وليس من خلال منشورات غير موثوقة"، بحسب تعبيرها.

*مظاهرات في طرابلس احتجاجا على الاشتباكات بعد مقتل الككلي

وتوجه متظاهرون إلى ميدان الشهداء في العاصمة طرابلس، اليوم الجمعة، للاحتجاج على الاشتباكات المسلحة التي تشهدها العاصمة منذ مساء الإثنين الماضي.

وطالب المتظاهرون بإسقاط حكومة الوحدة برئاسة عبدالحميد الدبيبة، مرددين: يموت الشهداء، وحكم الدبيبة لا، والشعب يريد إسقاط الحكومة، بحسب مقاطع فيديو متداولة على مواقع التواصل.

وحمل المتظاهرون حكومة الدبيبة المسؤولية عن الاشتباكات المسلحة، التي بدأت مساء الإثنين الماضي، عقب الإعلان عن مقتل قائد ما يسمى بجهاز دعم الاستقرار عبدالغني الككلي، المعروف باسم "غنيوة"، إذ اندلعت المواجهات بين قوات الجهاز واللواء "444 قتال".

وبعد ذلك، وقعت اشتباكات بين اللواء 444 قتال وجهاز الردع بعد قرار الدبيبة حل الجهاز.

ومساء أمس الخميس، خرج عدد من شباب سوق الجمعة والزاوية في مظاهرة بميدان الشهداء تطالب بإسقاط حكومة الدبيبة، وحملوه مسؤولية التوترات الأمنية في العاصمة.

*الأمم المتحدة تحذر من أي تصعيد للعنف

إلى ذلك، أكدت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا على حق المواطنين في الاحتجاج السلمي، وحذرت من "أي تصعيد في العنف"، وذلك تزامنًا مع الدعوات للمظاهرات في العاصمة طرابلس.

وذكرت البعثة، في بيان، جميع الأطراف بالتزاماتهم بحماية المدنيين، وقالت إن استخدام العنف ضد المتظاهرين السلميين يعد انتهاكًا خطيرًا لحقوق الإنسان، وقد يرقى إلى جرائم يعاقب عليها القانون الدولي.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2025 ShoroukNews. All rights reserved