تخوفات من ارتفاعات كبيرة في أسعار السلع جراء الحرب الإسرائيلية - الإيرانية رغم المخزون الاستراتيجي الوفير

آخر تحديث: الإثنين 16 يونيو 2025 - 6:49 م بتوقيت القاهرة

محمد فوزي

العتابي: بعض التُجار يبحثون إمكانية رفع الأسعار استغلالا لضبابية المشهد

المنوفي: الركود قد يمنع التجار من استغلال الحرب لصالحهم


مع تصاعد التوترات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط، جراء الهجمات الجوية المتبادلة بين إسرائيل وإيران، والتي بدأتها تل أبيب فجر الجمعة، تتزايد المخاوف من ارتباك أسواق السلع الغذائية المحلية، حيث يتوقع عدد من العاملين بالقطاع أن تشهد أسعار بعض السلع الأساسية ارتفاعات ملحوظة خلال الفترة المقبلة، نتيجة ممارسات غير أخلاقية من بعض التُجار لتعزيز مكاسبهم وقت الحرب.

وشهد الأسبوع الجاري تصعيدًا غير مسبوق في حدة التوترات الجيوسياسية بين إيران وإسرائيل، حيث تجاوزت المواجهة حدود الصراع بالوكالة إلى تبادل مباشر للضربات، بعد أن شن الاحتلال الإسرائيلي ضربات جوية على طهران، الجمعة الماضية، شملت منشآت نووية ومصانع صواريخ باليستية وقادة عسكريين، وردّ الجانب الإيراني بهجمات صاروخية واسعة في عمق إسرائيل، ما أدى إلى خسائر بشرية ومادية لكلا الطرفين.


تداعيات إقليمية على الاقتصاد المصري: الغاز والدولار في دائرة التأثر

ولم يسلم الاقتصاد المصري من تلك الضربات، حيث أعلنت وزارة البترول والثروة المعدنية في بيان، الجمعة الماضي، عن وقف إمدادات الغاز لبعض الأنشطة الصناعية، مع رفع استهلاك محطات الكهرباء للمازوت إلى أقصى كمية متاحة والتنسيق لتشغيل بعض المحطات بالسولار كإجراء احترازي واستجابة للأعمال العسكرية التي نشبت بالمنطقة.

كما ارتفع سعر صرف الدولار أمام الجنيه، في أولى تعاملات الأسبوع الجاري، فوق مستويات 50 جنيها، ليصل بذلك إلى أعلى مستوياته منذ أبريل الماضي.


تحذيرات من موجة غلاء بسبب استغلال التجار للتوترات

يقول أحمد العتابي، رئيس شعبة المصدرين والمستوردين بغرفة الجيزة التجارية، إن بعض التُجار يبحثون حاليا إمكانية رفع الأسعار استغلالا لضبابية المشهد الاقتصادي جراء التوترات الجيوسياسية، ولكنه على الرغم من ذلك أكد عدم وجود أي ارتفاعات سعرية للسلع الأساسية حتى الآن.


مخاوف من أزمة مفتعلة في الأسعار رغم توافر المخزون الاستراتيجي

وأضاف العتابي خلال تصريحاته لـ«الشروق» أن هناك احتمالية كبيرة في زيادة أسعار السلع خلال الأيام القليلة المقبلة، متابعا: «قد نشهد كارثة سعرية في بعض المنتجات الأساسية إذا لم تتخذ الحكومة إجراءات عاجلة من الآن».

وأشار إلى أن بعض التجار يراهنون على زيادة أسعار السلع الغذائية بنسبة كبيرة خلال الفترة المقبلة بسبب الحرب الإيرانية الإسرائيلية، متجهين إلى تخزين كميات كبيرة من البضائع - إذا غابت الرقابة - لبيعها لاحقًا بسعر مرتفع.


دعوات لتشديد الرقابة على الأسواق.. ونصيحة بعدم التخزين

وتابع: «الأزمة المتوقعة في أسعار السلع الأساسية خلال الفترة المقبلة ستكون مفتعلة من التجار وليس لها علاقة بالتوترات الجيوسياسية»، مرجعا ذلك إلى وجود مخزون استراتيجي من جميع المنتجات الغذائية يكفي لعدة أشهر.

ولفت إلى أن بعض التجار والشركات يستعدون لرفع الأسعار تحوطا من أي زيادات مرتقبة، خاصة بعد صعود سعر صرف الدولار، مطالبا بتشديد دور الجهات الرقابية، وموصيا المستهلكين بعدم الاندفاع نحو التخزين حتى لا يُستغلوا.


ركود الأسواق يمنع موجة الغلاء.. والمبادرات السلعية تصمد

من جانبه، يرى أحمد المنوفي، أحد منظمي المبادرات السلعية التابعة للحكومة في محافظة القليوبية، أن الأسواق المحلية تشهد حالة من الركود منذ فترة، باستثناء فترات الأعياد والمواسم، مشيرا إلى أن ضعف المبيعات قد يمنع التجار من استغلال التوترات في رفع الأسعار.


الزيوت في بؤرة القلق.. ولكن المخزون مطمئن

وأضاف المنوفي أن تأثير الحرب على أسعار السلع الغذائية لن يظهر فوريًا، وأن أي ارتفاع حالي غير مبرر أخلاقيا، لكنه حذر من أزمة محتملة في السلع غير المنتجة محليًا، مثل الزيوت، رغم وجود مخزون استراتيجي جيد.

وبحسب تصريحات شريف فاروق، وزير التموين، فإن الاحتياطي من الزيوت يكفي لـ4 أشهر، والقمح أكثر من 6 أشهر، بينما يكفي مخزون السكر واللحوم والدواجن 12 شهرًا.


صعود النفط يهدد بنقل الأزمة إلى سلاسل الإمداد والشحن

من جانبه يرى محمد العرجاوي، رئيس لجنة الجمارك بالشعبة العامة للمستوردين، أن ارتفاع أسعار النفط عالميًا نتيجة التصعيد الجيوسياسي سيؤدي إلى زيادة ملحوظة في أسعار نولون الشحن، ما سينعكس على تكلفة الإنتاج وتوافر السلع.

وتوقع العرجاوي تزايد الضغط على الموانئ المصرية في البحر المتوسط، داعيًا إلى رفع كفاءة التشغيل وتسريع الإفراج الجمركي للحفاظ على استقرار السوق المحلي.

 

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2025 ShoroukNews. All rights reserved