الخليل.. إسرائيل تخنق البلدة القديمة وتغلق المسجد الإبراهيمي

آخر تحديث: الإثنين 16 يونيو 2025 - 6:25 م بتوقيت القاهرة

الخليل/ الأناضول

أحكمت السلطات الإسرائيلية قبضتها على البلدة القديمة بمدينة الخليل جنوبي الضفة الغربية بما فيها المسجد الإبراهيمي الذي يخلو من مصليه، في وقت يفرض الجيش لليوم الرابع حصارا على الضفة منذ بدء العدوان الإسرائيلي على إيران الجمعة الماضي.

ويقول الفلسطينيون إن البلدة القديمة الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية تحولت إلى سجن كبير منذ بدء العدوان الإسرائيلي على إيران الجمعة الماضي.

وعبروا عن مخاوف من فرض إسرائيل واقعا جديدا بهدف السيطرة على المسجد والأحياء لصالح مشاريع استيطانية.

والبلدة القديمة الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية الكاملة، يقع فيها المسجد الإبراهيمي ويسكن البلدة نحو 400 مستوطن يحرسهم نحو 1500 عسكري إسرائيلي.

وقُسّمت المدينة بحسب اتفاق الخليل في 17 يناير/كانون الثاني 1997 بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل، إلى منطقتي "H1 وH2"، أعطيت إسرائيل بموجبه سيطرة كاملة على البلدة القديمة وأطرافها.​​​​​​​

- إغلاق البلدة القديمة

عماد أبو شمسية، رئيس تجمع المدافعين عن حقوق الإنسان (غير حكومي) في الخليل، قال إن الاحتلال الإسرائيلي ومنذ بدء العدوان على إيران عمل على إغلاق البلدة القديمة في الخليل ومنع حرية السكان من التنقل بشكل كامل، بما فيها إغلاق المسجد الإبراهيمي.

وأضاف للأناضول أن إسرائيل "تستغل الانشغال الدولي بما يجري من أحداث لتعزيز الاستيطان خاصة في البلدة القديمة، عبر الضغط على السكان لتفريغ البلدة القديمة وسيطرة المستوطنين الإسرائيليين عليها".

وأشار إلى أن كافة الحواجز في محيط البلدة القديمة مغلقة، إلى جانب أكثر من 100حاجز في داخلها تقطع الأحياء إلى كانتونات (تشبيه بمعازل الفصل العنصري) صغيرة.

أبو شمسية قال إن إسرائيل تمنع السكان من التزود بالمواد الغذائية والاحتياجات الأساسية، هذا يعني أن هناك مخطط استيطاني وبرنامج إسرائيلي لتفريغ المنطقة وتحويلها إلى حي استيطاني كبير، وفق حديثه.

- الإبراهيمي بلا مصلين

مدير المسجد معتز أبو سنينة، يقول من جهته للأناضول، إن "الوضع الأمني القائم في المسجد الإبراهيمي الذي فرضه الاحتلال الإسرائيلي ضرب بعرض الحائط كل القوانين والأعراف والذي تمثل في إغلاق المسجد الذي يعد أحد أبرز المقدسات الإسلامية".

ويحاول الاحتلال الإسرائيلي إفراغ المسجد من المصلين بحجة الأمن، وكل يوم يرفض طلبات بإعادة فتحه ويمنع دخول المصلين والحراس والموظفين.

كما يمنع تنقل السكان في محيط المسجد ويغلق الحواجز العسكرية بشكل كامل ويمنع رفع الأذان في مآذن المسجد، بحسب أبو سنينة.

ووصف المدير الإجراء الإسرائيلي بأنه "اعتداء سافر وخطير" على ثاني أقدس مكان ديني في فلسطين بعد المسجد الأقصى.

وعبر المسؤول الفلسطيني عن مخاوف بلاده من فرض واقع جديد في المسجد.

ومضى قائلا: "الاحتلال يدعي أن المسجد مغلق بشقيه الإسلامي واليهودي، ونحن دوما نقول إن الاحتلال قد يترك فرصة لفرض هيمنته وقوانين جديدة ويحاول سحب صلاحيات الأوقاف الفلسطينية".

وقال: "المسجد إسلامي خالص لا حق لليهود فيه، ولا حق لهم في إغلاقه أو فتحه، لكنه يفرض أمر واقع بقوة الأمر الواقع".

ويأتي ذلك بينما يفرض الجيش حصارا على الضفة الغربية منذ بدء العدوان الإسرائيلي على إيران الجمعة الماضي.

كما يواصل الجيش الإسرائيلي عدوانه في مخيمات جنين وطولكرم ونور شمس منذ 21 يناير/ كانون الثاني الماضي.

وفي 1994 قسمت إسرائيل المسجد بواقع 63 بالمئة لليهود و37 بالمئة للمسلمين، عقب مذبحة ارتكبها مستوطن يهودي أسفرت عن مقتل 29 مصليا فلسطينيا، وفي الجزء المخصص لليهود تقع غرفة الآذان.

والثلاثاء الماضي، قالت وزارة الأوقاف والشئون الدينية الفلسطينية، إن السلطات الإسرائيلية أغلقت لوحات الكهرباء بالمسجد الإبراهيمي.

ونقلت الوزارة عن القائم بأعمال مدير أوقاف الخليل منجد الجعبري قوله، إن "هذا الإجراء يعد انتهاكا لحرية العبادة ومحاولة للسيطرة الكاملة على الحرم".

وبالتوازي مع الإبادة الجماعية في غزة، صعّد الجيش الإسرائيلي والمستوطنون اعتداءاتهم بالضفة، بما فيها القدس الشرقية، ما أدى إلى استشهاد 978 فلسطينيا على الأقل، وإصابة نحو 7 آلاف آخرين، واعتقال ما يزيد على 17 ألفا و500، وفق معطيات فلسطينية.

ومنذ 7 أكتوبر 2023 تشن إسرائيل حرب إبادة جماعية بغزة، تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2025 ShoroukNews. All rights reserved