ترامب ضد باول: معركة خفض الفائدة التي لا يملك رئيس الفيدرالي حسمها منفردا.. فلماذا يناصبه الرئيس الأمريكي العداء؟
آخر تحديث: الأربعاء 16 يوليه 2025 - 3:11 م بتوقيت القاهرة
وكالات
لجنة مشكلة من 12 عضوا تحدد اتجاه الفائدة وليس رئيس الاحتياطي الفيدرالي
عضوان عينهما رئيس الولايات المتحدة فشلا في تحقيق رغبته في يونيو
تلميحات متواصلة لإقالته.. والأخير يردد مخاوفه من تضخم التعرفات الجمركية المتوقع
لا تنتهي معارك دونالد ترامب مع جيروم باول رئيس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي (البنك المركزي) بشأن سعر الفائدة، الذي يرفض الأخير خفضها خوفا من تأثير التعرفات الجمركية في معدلات التضخم، لكن ما لا يعرفه الكثيرون أن قرار خفض أو رفع سعر الفائدة لا يتخذه رئيس الفيدرالي بمفرده، فما أسباب حرب ترامب الدائمة على باول؟.
تكررت تلميحات ترامب بإقالة باول؛ بسبب عدم استجابته لمطلب خفض الفائدة، وكان آخرها ما قاله أمس الثلاثاء، حيث أكد أن وزير الخزانة سكوت بيسنت من بين الخيارات المطروحة لخلافة رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول.
جاء ذلك في رده على سؤال مباشر من أحد الصحفيين بشأن إمكانية ترشيح بيسنت لرئاسة الفيدرالي، قال ترمب: "إنه خيار، وهو جيد جدا، وعند سؤاله ما إذا كان الوزير الخيار الأول، أجاب ترمب: "لا، لأنني أحب العمل الذي يقوم به حالياً".
وتنتهي ولاية باول كعضو في مجلس محافظي الفيدرالي خلال يناير 2028، مما يعني أنه يمكنه نظريا البقاء والمشاركة في صنع السياسات النقدية حتى بعد انتهاء رئاسته في مايو المقبل.
وأعرب صناع السياسة النقدية في البنك المركزي عن قلقهم من أن تؤدي الزيادات الجمركية التي أقرها ترمب إلى دفع التضخم للارتفاع، مشيرين إلى أنهم بحاجة إلى مزيد من البيانات قبل استئناف خفض الفائدة.
غير أن إدارة ترامب استغلت مشروع الاحتياطي الفيدرالي، الذي تبلغ تكلفته 2.5 مليار دولار، لتجديد مقرّه الرئيسي في واشنطن العاصمة كسببٍ مُحتمل لإقالة باول قبل انتهاء ولايته كرئيسٍ للبنك الفيدرالي في مايو، وفق ما ذكره موقع "أكسيوس".
وأدت جهود ترامب المُستمرة لحمل باول على خفض أسعار الفائدة أو ترك منصبه إلى إثارة الشكوك حول مستقبل استقلال البنك المركزي.
وأدى مجرد التهديد بإقالة باول إلى موجة بيعٍ في الأسواق في وقتٍ سابق من هذا العام، مما أدى إلى ارتفاعٍ حادٍّ في أسعار الفائدة.
وصرّح ترامب يوم الجمعة الماضي بأنه لن يُقيل باول، لكن تصريحات مدير المجلس الاقتصادي الوطني، كيفن هاسيت، الأخيرة تُشير إلى أن تجديدات الاحتياطي الفيدرالي ستفتح الباب أمام ذلك.
ويُريد ترامب من باول خفض أسعار الفائدة، لكن باول لا يستطيع فعل ذلك منفردا حتى إذا رغب في ذلك، إذ تصوت لجنة من 12 عضوا القرار، تُعرف باسم اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة، على خفض أسعار الفائدة.
وتضم اللجنة 7 أعضاء من مجلس محافظي الاحتياطي الفيدرالي، ورئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك، و4 من رؤساء البنوك الاحتياطية الـ 11 المتبقين.
ويتولى رؤساء البنوك الاحتياطية مناصبهم لمدة عام واحد بالتناوب.
وتعقد اللجنة 8 اجتماعات دورية سنويا، حيث تراجع "الظروف الاقتصادية والمالية، وتحدد الموقف المناسب للسياسة النقدية، وتُقيّم المخاطر التي تهدد أهدافها طويلة الأجل المتمثلة في استقرار الأسعار والنمو الاقتصادي المستدام"، وفقًا لموقع الاحتياطي الفيدرالي الإلكتروني.
ووفقًا لمحضر اجتماع يونيو الماضي، صرّح "مسؤولان" بأنهما سيكونان منفتحين على خفض أسعار الفائدة في اجتماع السياسة يومي 29 و30 يوليو. لكن مجموعة أكبر اعتقدت أن أسعار الفائدة قد تبقى ثابتة طوال عام 2025.
وأعلن محافظا الاحتياطي الفيدرالي، كريستوفر والر وميشيل بومان - وكلاهما مُعيّن من قِبل ترامب - عن ضرورة خفض أسعار الفائدة في اجتماع لجنة السياسة النقدية التابع للاحتياطي الفيدرالي في وقت لاحق من هذا الشهر، مشيرين إلى اعتقادهما بأن ارتفاع الأسعار المرتبط بالرسوم الجمركية سيكون مؤقتا.
وعندما سُئل عن سبب عدم خفض الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة بقوة مثل العديد من البنوك المركزية العالمية الأخرى، قال باول: "أنت مُحق، فإذا نظرت إلى البيانات الحالية التي اطلعنا عليها، يُمكنك تقديم حجة قوية تدعونا إلى البقاء عند مستوى محايد، وهو ما يعني إجراء تخفيضين أو أكثر".
وقال: "السبب في عدم خفضنا لأسعار الفائدة هو التوقعات، التي تشير إلى مستوى تضخم أعلى بصورة ملحوظة على مدار العام المقبل".
وعند سؤاله عن خفض أسعار الفائدة المحتمل في يوليو، قال باول: "إذا اتضح أن ضغوط التضخم لا تزال تحت السيطرة، فسنصل إلى مرحلة نخفض فيها أسعار الفائدة عاجلاً وليس آجلا".
وقد أشار باول تحديدا إلى التضخم الناجم عن رسوم ترامب الجمركية، مؤكدا هذا الشهر أن الاحتياطي الفيدرالي كان سيخفض أسعار الفائدة بحلول هذا الوقت لولا الرسوم الجمركية.
وخلص تقرير "أكسيوس" إلى أن التخلص من باول لن يكون طريقا مباشرا لخفض أسعار الفائدة الذي يسعى إليه ترامب.
ويعني ذلك أن معركة ترامب مع باول قد يكون لها أسباب أخرى.
وفي شهر أبريل الماضي، قال ترامب في تغريدة على "تروث سوشيال": "تتزايد الدعوات الآن لخفض استباقي في أسعار الفائدة، فمع تراجع تكاليف الطاقة وانخفاض أسعار المواد الغذائية (بما في ذلك كارثة البيض في عهد جو بايدن!)، مايعني أنه لا وجود للتضخم، ومن المستحيل أن يكون هناك تضخم مع هذه التراجعات".
وأضاف: "لكن من الممكن أن يتباطأ الاقتصاد ما لم يقم السيد متأخر دائماً (في إشارة إلى باول)، وهو فاشل كبير، بخفض أسعار الفائدة الآن.. هو دائماً ما يأتي متأخرا، باستثناء وقت الانتخابات، حين خفّض أسعار الفائدة لمساعدة جو بايدن النائم، ثم لاحقاً مساعدته كامالا هاريس، على الفوز بالانتخابات. فكيف كانت نتيجة ذلك؟".