مناهل السهوي لـ الشروق: جائزة خالد خليفة محطة مهمة وتجربة دار الشروق استثنائية
آخر تحديث: الثلاثاء 16 سبتمبر 2025 - 5:20 م بتوقيت القاهرة
محمود عماد
أعربت الكاتبة السورية مناهل السهوي، الفائزة بـ جائزة خالد خليفة للرواية في دورتها الأولى، عن سعادتها بحصول روايتها "أنثى فرس النبي" على الجائزة.
وقالت السهوي في تصريحات خاصة لـ«الشروق» إن مشاعرها مختلطة، إذ جاء إعلان فوز روايتها الأولى في فترة صعبة، سواء على الصعيد العام في بلدها سوريا أو على المستوى الشخصي.
وأضافت أنها تشعر بسعادة وامتنان كبيرين للروائي الراحل خالد خليفة، الذي ترك خلفه إرثا من الطيبة والحنان والحب، مشيرة إلى أن الجائزة تبدو وكأنها امتداد لإصراره وروحه وإيمانه بالكتابة، مؤكدة أنها تمثل خطوة أساسية في مسيرتها الأدبية.
وتحدثت عن تأثير الحرب في سوريا على كتابتها، موضحة أن الحرب في سوريا كان لها تأثير قوي وأساسي على معظم كتاباتها، وهو ما تجلى بوضوح في مجموعتها الشعرية "ثلاثون دقيقة في حافلة مفخخة".
وأضافت أنها في روايتها الأولى اختارت الابتعاد عن الحرب، مع أن أثرها يظل حاضرا، وسيشعر القارئ به بين فصول الرواية.
وشددت السهوي على أن الحرب وتجربة العيش في سوريا غيرتا نظرتها للكتابة، ودفعتاها إلى التجريب وكسر القيود، مضيفة: "حين تواجه الموت يوميا، تختفي المخاوف الصغيرة".
وعن تعاونها مع دار الشروق لنشر روايتها الفائزة، أكدت أنها ستكون تجربة استثنائية، مشيرة إلى أنها تشعر بحماس كبير للعمل مع الدار، وحتى لحظة الإمساك بالكتاب بين يديها.
وحول كونها كتبت الشعر والمسرح، ثم اتجهت إلى الرواية، قالت السهوي إنها تدور حول الكتابة كأنها شمس، لكنها تتنقل تقفز من كوكب إلى آخر، وتستمتع بالتنقل بين الأجناس الأدبية المختلفة، مؤكدة أن من الجميل أن يمتلك الكاتب أساليب متعددة للتعبير.
وأشارت إلى أنها استفادت من الشعر والمسرح في روايتها، موضحة أنها استخدمت الشعر لنقل المشاعر والتجارب الشخصية الحميمية، بينما أعانها المسرح في بعض المشاهد التي استلهمت منه فيها عظمته وصدمته المباشرة، مؤكدة أن القارئ سيلاحظ الشعرية العالية للغة والأسلوب في الرواية.
وعن خططها المقبلة في الكتابة، قالت السهوي إنها لم تخطط يوما لمشوارها الأدبي، بل عاشت مع الكتابة حتى صارت أسلوب حياة وطريقة تفكير، مضيفة: "لدي عدة مشاريع سأركز عليها في الفترة القادمة، بينها مجموعة شعرية بدأت كتابتها إثر المجازر الأخيرة في سوريا".
وكانت لجنة تحكيم الدورة الأولى لجائزة "خالد خليفة للرواية" قد أعلنت عن فوز رواية "أنثى فرس النبي" للكاتبة السورية مناهل السهوي، بجائزة هذه الدورة التي خصصت للرواية السورية.
مناهل السهوي مؤلفة رواية "أنثى فرس النبي" من مواليد عام 1991 في محافظة السويداء، ومقيمة في بيروت وتعمل صحفية منذ عام 2016، وصدر لها مجموعتان شعريتان ومسرحية واحدة.
وكانت الأمانة العامة لجائزة خالد خليفة للرواية والمخصصة للعمل الأول، أعلنت وصول خمس روايات إلى القائمة القصيرة في دورتها الأولى، التي ضمت الروايات التالية: ("خلف أمواج السراب" لعبد الرحمن علي، "أذن الشيطان" لعباس الحكيم، "أنثى فرس النبي" لمناهل السهوي، "الممحاة السماوية" لمي عطاف، و"دمشق الغاربة" لآلان علي).
ومن المقرر تسليم الجائزة في المكتبة الوطنية بدمشق، يوم الثلاثاء 30 سبتمبر المقبل، إحياء لذكرى رحيل الروائي السوري خالد خليفة عام 2023.
وتبلغ القيمة المالية للجائزة ألف دولار أمريكي، مرفقة بشهادة موثقة تحمل شعار الجائزة الذي أشرف الفنان منير الشعراني على تصميمه، وأنجز الفنان فادي العساف الدرع المقدم للفائزة وأكمل الهوية البصرية الخاصة بالجائزة، وإضافةً إلى ذلك، سيجري نشر الرواية الفائز بالتعاون مع دار الشروق في مصر.
يذكر أن جائزة خالد خليفة للرواية أنشئت للاحتفاء بفن الرواية، بمبادرة من أصدقاء الروائي الراحل؛ لتخليد اسمه باعتباره من أبرز الروائيين العرب الذين ألهموا وغرسوا قيما حضارية من خلال مواجهة الظلم وتعرية أشكاله، وهي موجهة للروائيين الذين يصدرون عملهم الروائي الأول، وتهدف إلى تكريم ودعم الروائيين الذين يجسدون روح الابتكار وحرية التعبير والعمق الثقافي التي تمثل خلاصة القيم الأخلاقية والمعرفية التي دافع عنها خالد خليفة طوال مسيرته.
ويعد خالد خليفة، من أبرز أصوات الأدب السوري في الربع الأخير من القرن العشرين، وهو روائي وكاتب سيناريو سوري ولد في منطقة الأتارب غرب محافظة حلب، ودرس في كلية الحقوق في جامعة حلب.
وحاز "خليفة"، إجازة (ليسانس) في القانون عام 1988 له سبع روايات ("حارس الخديعة"، "دفاتر القرباط"، "مديح الكراهية"، "لا سكاكين في مطابخ هذه المدينة"، "الموت عمل شاق"، "لم يصل عليهم أحد"، و"سمك ميت يتنفس قشور الليمون")، بالإضافة إلى مجموعة سيناريوهات موزعة بين التلفزيون والأفلام الوثائقية القصيرة، فضلا عن سيناريو فلم روائي طويل.
وترجمت رواياته إلى لغاتٍ عدة منها: الفرنسية والإيطالية والألمانية والنرويجية والإنكليزية والإسبانية.
وأطلقت الجائزة من خلال لجنة تحضيرية ضمت أصدقاء الروائي الراحل وانتهت إلى اختيار شخصيات ثقافية فاعلة لمجلس أمناء الجائزة، وضم المجلس كلا من: الناقد السوري المقيم في باريس صبحي حديدي (رئيسا)، والمترجمة السورية والأكاديمية رانية سمارة، والروائي الكويتي سعود السنعوسي، والروائي السوري خليل صويلح، والأكاديمي المصري الدكتور وائل فاروق، والناشرة اللبنانية والروائية رشا الأمير، والممثل السوري فارس الحلو، والصحفي المصري سيد محمود المختص بالشئون الأدبية.