بين تجارب المنتخبات وإرث الأندية الكبرى.. هل يكون فيتوريا الرجل المناسب للأهلي؟
آخر تحديث: الثلاثاء 16 سبتمبر 2025 - 8:14 م بتوقيت القاهرة
زيـاد الميـرغني
وسط بحث الأهلي عن مدرب يليق بتاريخه وبطولاته القارية، يطل اسم البرتغالي روي فيتوريا كأحد أبرز المرشحين لتولي القيادة الفنية.
ورغم أن تجربته مع منتخب مصر لم تترك الانطباع المنتظر، إلا أن سيرته التدريبية الحافلة بالإنجازات مع أندية كبرى مثل بنفيكا والنصر السعودي تضعه في مكانة خاصة، وتفتح باب النقاش حول ما إذا كان الرجل المناسب لقيادة الأهلي في المرحلة المقبلة.
نجاحات مدوية مع الأندية
عُرف فيتوريا كمدرب متمرس في إدارة الفرق الكبرى، ونجح في إثبات نفسه في محطات متعددة:
مع بنفيكا البرتغالي (2015-2019):
قاد الفريق في 183 مباراة، حقق خلالها 125 فوزًا، وحصد 6 بطولات، من بينها لقب الدوري البرتغالي مرتين والسوبر مرتين وكأس البرتغال وكأس الدوري. كانت هذه الفترة بمثابة العصر الذهبي لمسيرته التدريبية، حيث جمع بين السيطرة المحلية والأداء المتوازن أوروبيًا.
مع النصر السعودي (2019-2020):
خاض معه 86 مباراة، حقق 54 فوزًا، وقاد الفريق للتتويج بالدوري السعودي والسوبر المحلي، مثبتًا قدرته على النجاح في بيئات مختلفة ثقافيًا وكرويًا.
مع فيتوريا جيماريش:
في 153 مباراة، خرج بلقب كأس البرتغال، وهو إنجاز تاريخي للنادي وقتها، رسخ سمعته كمدرب يعرف كيف يصنع الفارق حتى مع فرق خارج الصف الأول.
إجمالًا، لعب فيتوريا في مسيرته 627 مباراة، حقق 323 فوزًا و126 تعادلًا، بينما خسر 178 مباراة. أرقام تعكس اتزانًا وواقعية، مع قدرة واضحة على تحقيق البطولات.
تجربة المنتخبات.. خصوصية مختلفة
يبقى التحدي الأكبر في مسيرة فيتوريا هو تجربته الأخيرة مع منتخب مصر، والتي لم تترك الأثر المتوقع. لكن هنا يجب الفصل بين بيئة الأندية وخصوصية المنتخبات.
فكرة العمل مع المنتخبات تختلف جوهريًا:
ضيق فترة التجمعات.
ضعف منظومة الإعداد مقارنة بالأندية.
غياب الاستمرارية في تطبيق الأفكار التكتيكية.
وبالتالي، من الخطأ أن يتم تقييم المدرب بالكامل عبر تجربة دولية واحدة، خاصة أن معظم المدربين العظام (حتى بيب جوارديولا لو تولى منتخبًا) قد يواجهون نفس التحديات.
لماذا الأهلي؟
الأهلي يحتاج إلى مدرب يمتلك خبرة في التعامل مع الأندية الكبرى وضغوط البطولات.
يملك سجلًا حافلًا بالألقاب.
لديه القدرة على فرض شخصية تكتيكية وهوية لعب واضحة.
فيتوريا يحقق هذه الشروط، بل ويمتاز بأنه ليس غريبًا عن المنطقة العربية بعد تجربته الناجحة مع النصر، وهو ما يسهل اندماجه مع الأجواء داخل القلعة الحمراء.
ملاحظات وتحفظات
يبقى السؤال حول شخصية فيتوريا وكيفية إدارته لغرفة الملابس، وهي نقطة ربما تثير الجدل، إذ يرى البعض أنه مدرب أكثر هدوءًا وتحفظًا مقارنة بمدربين أصحاب كاريزما قوية.
لكن في بيئة الأهلي، التي تعتمد على الاستقرار الإداري والدعم الجماهيري، قد يكون هذا الهدوء عنصر قوة لا ضعف.
روي فيتوريا ليس "الفشل" الذي يحاول البعض إلصاقه به بسبب تجربة المنتخبات، بل هو اسم كبير في عالم التدريب، يملك رصيدًا غنيًا من البطولات والخبرة مع أندية كبرى.
وإذا ما تولى قيادة الأهلي، فقد يمنح الفريق إضافة فنية كبيرة، ويعيد صياغة هويته التكتيكية بشكل أكثر صلابة ومرونة.