مصدر دبلوماسي بالإليزيه: الاعتراف بفلسطين رسالة واضحة بأن عمليات إسرائيل العسكرية لن تلغي حل الدولتين

آخر تحديث: الثلاثاء 16 سبتمبر 2025 - 5:13 م بتوقيت القاهرة

هايدي صبري

- ماكرون كان من أوائل القادة الغربيين الذين دعوا منذ أكتوبر 2023 لوقف فوري لإطلاق النار في غزة وإيصال المساعدات الإنسانية.
- فرنسا والسعودية تقودان مبادرة دولية مشتركة برعاية الأمم المتحدة لرسم خارطة طريق نحو حل الدولتين
- إعلان نيويورك يحدد جدولًا زمنيًا وخطوات لا رجعة فيها تبدأ بوقف إطلاق النار وإطلاق الرهائن وتدفق المساعدات لغزة
- محمود عباس تعهد بإصلاح عميق للسلطة الفلسطينية وتنظيم انتخابات في 2026 كخطوة نحو الاعتراف المتبادل
- نجدد تضامننا مع قطر ودول الخليج.. ولا يجوز أن تُستهدف أي دولة ويجب احترام سيادة جيران إسرائيل


أكد مصدر دبلوماسي رفيع في قصر الإليزيه، أن الاعتراف بدولة فلسطين هو رسالة واضحة بأن العمليات العسكرية الإسرائيلية لن تلغي حل الدولتين، معتبراً أن موضحاً إعلان نيويورك يحدد جدولًا زمنيًا وخطوات لا رجعة فيها تبدأ بوقف إطلاق النار وإطلاق الرهائن وتدفق المساعدات لغزة.

كما جدد تضامن فرنسا مع قطر ودول الخليج جراء القصف الإسرائيلي على الدوحة معتبراً أنه ولا يجوز أن تُستهدف أي دولة ويجب احترام سيادة جيران إسرائيل

وأضاف المصدر في تصريحات لـ"الشروق" أن فرنسا والسعودية تقودان مبادرة دولية مشتركة برعاية الأمم المتحدة لرسم خارطة طريق نحو حل الدولتين، موضحاً أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس تعهد بإصلاح عميق للسلطة الفلسطينية وتنظيم انتخابات في 2026 كخطوة نحو الاعتراف المتبادل.

وأشار المصدر إلى أن موقف فرنسا ثابت منذ أكتوبر 2023، موضحاً أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، كأحد أوائل القادة الغربيين، قد دعا لضرورة وقف فوري لإطلاق النار في غزة، إلى جانب إطلاق سراح الرهائن، وإيصال المساعدات الإنسانية إلى الشعب الفلسطيني.

وأضاف المصدر أنه من بين مواقف فرنسا لدعم القضية الفلسطينية، هو التعاون مع السعودية في مبادرة، من أجل بناء تعبئة واسعة جدًا لدعم حل الدولتين، وذلك بمبادرة تنظيم "المؤتمر الدولي لتسوية قضية فلسطين بالوسائل السلمية وتنفيذ حل الدولتين"، برئاسة مشتركة بين السعودية وفرنسا، وبمشاركة دولية واسعة".

وأوضح المصدر الدبلوماسي الفرنسي أن هذه المبادرة جاءت نتيجة الزيارة الرسمية التي قام بها الرئيس ماكرون إلى المملكة العربية السعودية، مشيراً إلى أن فرنسا كانت تعمل مع السعودية للتفكير في نوع المبادرة التي يمكن أن نتخذها سويًا من أجل التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة، وإنهاء الحرب، والوصول إلى حل سياسي للأزمة، يؤدي في النهاية إلى إقامة دولتين وجلب السلام والأمن لجميع شعوب المنطقة.

وتابع المصدر في الإليزيه: "أشدد علي عبارة "جميع شعوب المنطقة" لأن هدفنا النهائي هو قيام الدولة واستئناف الديناميكيات الإقليمية التي بدأت مع "اتفاقيات أبراهام".

وأشار المصدر إلى أنه "بدأنا في ديسمبر 2024 اتخذت فرنسا قرار مشترك مع ولي العهد السعودي (الأمير محمد بن سلمان)، وقد تجسد ذلك في البيان المشترك الصادر في ختام الزيارة الرسمية للرئيس، حيث اتخذنا قرارًا بإطلاق مبادرة لتنفيذ حل الدولتين.

ووفقاً للمصدر الدبلوماسي الفرنسي:" لقد مُنحنا تفويضًا من الجمعية العامة للأمم المتحدة عقب الزيارة الرسمية، بأن تتشارك فرنسا والسعودية رئاسة المبادرة، بهدف وضع خارطة طريق للسلام والاستقرار في المنطقة على أساس حل الدولتين".

وأضاف المصدر أن السبب وراء التحرك الفرنسي، هو أننا نؤمن، ونحن مقتنعون مع السعودية، بأن حل الدولتين هو الحل الوحيد القابل للحياة الذي يمكن أن يحقق السلام والاستقرار والأمن للشعوب، ويستجيب للتطلعات الشرعية للشعب الفلسطيني في إقامة دولة، وكذلك للتطلعات الشرعية لإسرائيل في الحصول على الأمن.

وأوضح المصدر أنه "بالطبع، وبالنظر إلى الكارثة الإنسانية المروعة في غزة، بما في ذلك الخسائر البشرية الفادحة بين المدنيين، والنزوح الجماعي، وأزمة الجوع التي تعرفونها، فإن الأولوية العاجلة كانت دعم وقف إطلاق النار ودعم إنهاء هذه الحرب، وهو ما لا يمكن أن يكون مستدامًا، من وجهة نظرنا، إلا على أساس أفق سياسي يقوم على حل الدولتين".

وتابع:" على هذا الأساس، تفاوضنا مع السعودية على بيان قوي جدًا كان من المقرر عرضه على المجتمع الدولي في 18 يونيو، وكما تعلمون، كنا قد خططنا لعقد المؤتمر في 18 يونيو، لكن الغارات الإسرائيلية على إيران أوقفت هذه الآلية وأجبرتنا جميعًا على تأجيل هذا التحرك".

ولفت المصدر في الإليزيه إلى أنه "مع ذلك، ومن أجل عدم فقدان الزخم، عقدنا في يوليو مؤتمرًا وزاريًا قدمت خلاله هذه الوثيقة للمجتمع الدولي، بمشاركة أكثر من 20 دولة.

وأشار المصدر الفرنسي إلى أن هذه الوثيقة التي عُرفت باسم "إعلان نيويورك"، والتي أشجعكم على قراءتها بدقة، ترسم طريقًا نحو السلام والاستقرار في الشرق الأوسط، محددة جدولًا زمنيًا وخطوات لا رجعة فيها نحو حل الدولتين، تبدأ بوقف إطلاق النار، وإطلاق سراح الرهائن، وإيصال المساعدات الإنسانية دون قيود للشعب الفلسطيني في غزة.

وأوضح أن الخطوة الثانية هي خطة "اليوم التالي"، التي تقوم على تعبئة مهمة استقرار في غزة بطلب من السلطة الفلسطينية وبتفويض من مجلس الأمن الدولي، ما يمنح هذه المهمة الشرعية اللازمة لدعم عودة السلطة الفلسطينية إلى غزة والمساعدة في استقرار الوضع.

وتابع:" نعتقد أن هذه هي الخطوات التي يمكن أن تؤدي إلى حل فوري في غزة، وبناء طريق نحو دولة فلسطينية قابلة للاستمرار على المدى الطويل.

وقال المصدر الفرنسي فإنه "في إطار هذه المرحلة من الاستقرار، شددنا بوضوح على أن حركة حماس يجب ألا يكون لها أي دور في ذلك، وهذا أمر مهم للتأكيد عليه، موضحاً أنه "بدعم من جميع الدول العربية، وقادة منظمة التعاون الإسلامي، وقادة جامعة الدول العربية، كنا نقترح المضي نحو دعم السلطة الفلسطينية في جميع الأراضي الفلسطينية".

ورأى أن ذلك الأمر سيتطلب أيضًا أن تقوم السلطة الفلسطينية بإصلاح نفسها من أجل أن تصبح بديلاً شرعيًا وموثوقًا به أمام أي جماعات متطرفة تحاول فرض نفسها في الأراضي الفلسطينية.

وتابع:" كما تعلمون، فقد وجه الرئيس محمود عباس رسالة إلى الرئيس ماكرون والأمير محمد بن سلمان في 9 يونيو، التزم فيها بإصلاح السلطة الفلسطينية بشكل عميق، وتنظيم انتخابات رئاسية وتشريعية في عام 2026، وإصلاح جوانب أخرى أساسية داخل السلطة. وهذا ينبغي أن يقود لاحقًا إلى إنشاء الدولة الفلسطينية إلى جانب اعتراف متبادل مع إسرائيل وباقي دول المنطقة.

وفي هذا السياق، ناقشنا مسألة الاعتراف. كما تعلمون، التزم الرئيس ماكرون بالاعتراف بدولة فلسطين، وقد تعهد بذلك في رسالة بعث بها إلى الرئيس عباس في 24 يوليو. وقد أدى هذا إلى حركة واسعة من الدول؛ فمنذ إرسال هذه الرسالة، قررت أستراليا وكندا وبلجيكا والبرتغال ومالطا وغيرها الانضمام إلى هذه المبادرة. وهذه تعدّ أوسع حركة منذ فترة طويلة، لأنها المرة الأولى التي تقرر فيها دول أعضاء في مجلس الأمن، وكذلك دول أعضاء في مجموعة السبع، الاعتراف بدولة فلسطين.

وأشار المصدر إلى أنه "سوف يعلن الرئيس ذلك في 22 سبتمبر، كجزء من خطابه الذي سيفتتح به القمة مع ولي العهد السعودي"، مضيفاً:" نعلم أن دولًا أخرى ستقوم بالخطوة نفسها، من بينها كندا كما ذكرت سابقًا.

وأضاف:" نعتقد أن هذا سيخلق ضغطًا دوليًا، ويؤكد أن حل الدولتين لا يمكن شطبه بفعل العمليات العسكرية الإسرائيلية الجارية على الأرض. إنها رسالة واضحة من المجتمع الدولي بأننا ملتزمون بدعم هذا الحل عمليًا".

ولفت المصدر الفرنسي إلى انه يوم الجمعة الماضي، اعتمدت فرنسا إعلان نيويورك في الجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث تحقق دعم دولي واسع لمبادرتنا المشتركة مع السعودية، موضحاً أن ذلك كان تصويتًا غير مسبوق، إذ أيد 142 بلدًا النهج الذي اقترحناه، بينهم 102 دولة تشمل تقريبًا جميع دول الاتحاد الأوروبي، وجميع أعضاء منظمة التعاون الإسلامي، وجميع أعضاء جامعة الدول العربية، بالإضافة إلى روسيا والصين، داعمين تنفيذ هذا الحل.

وتابع:" نعلم أن الأولوية الآن هي إيجاد حل عاجل للوضع في غزة، مضيفاً:" ندرك جيدًا أن ما نطرحه هو خطة طويلة الأمد، لكن السبب في ذلك هو حاجتنا لإشراك جميع الشركاء الإقليميين والدوليين في دعم هذا المسار.

ووفقأً للمصدر الفرنسي فإنه لا أحد منهم يريد دعم حل أمني آخر من النوع الذي نراه للأسف على الأرض، لأنه ليس مستدامًا، ولا يحترم كرامة الشعب الفلسطيني، ولا يخدم مصالح إسرائيل أيضًا.

وأوضح المصدر الدبلوماسي أن "ما نشهده اليوم على الأرض هو تصعيد مستمر نعتقد أنه لن يجلب سوى حرب دائمة إلى المنطقة، على إسرائيل والفلسطينيين معًا"، مضيفاً:" ما نقوله دائمًا للسلطات الإسرائيلية هو أن هذا ليس في مصلحة المجتمع الإسرائيلي، ولا في مصلحة المنطقة بأكملها. وهذا أيضًا هو نفس الرسالة التي نوجهها اليوم إلى الولايات المتحدة مع شركائنا الإقليميين والأوروبيين.

وتابع:" ربما لاحظتم أنه عقب قمة منظمة التعاون الإسلامي وجامعة الدول العربية يوم أمس، عقدنا مؤتمرًا عبر الفيديو على مستوى القادة، ضم المملكة المتحدة، فرنسا، كندا، وقطر، والأردن، ومصر. وما شعرنا به هو تزايد القلق في المنطقة بعد الضربة التي استهدفت قطر، ولهذا جددنا تضامننا مع قطر وجميع دول الخليج".

وشدد علي أنه "لا ينبغي أن يتعرض أي بلد للضرب، ويجب احترام سيادة الدول المجاورة لإسرائيل"، مضيفاً:" قد نجحنا في الحصول على إدانة واضحة في مجلس الأمن، لكننا بحاجة إلى أن تكون هذه التعبئة الجماعية بنفس القدر من الوضوح، ونأمل أن يسلط مؤتمر 22 سبتمبر الضوء على هذه التعبئة الدولية، التي ينبغي أن تغيّر المعادلة وتقنع الولايات المتحدة بأن هناك حاجة ملحة لإنهاء هذه الحرب".

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2025 ShoroukNews. All rights reserved