«اللي تغلبه ألعبه».. كيف قرأ عادل إمام عقل جمهوره واحتفظ بالزعامة 65 سنة؟
آخر تحديث: السبت 17 مايو 2025 - 11:30 ص بتوقيت القاهرة
محمد حسين
يكمل الفنان عادل إمام عامه الـ85، اليوم الموافق 17 مايو، فقد ولد في مثل اليوم سنة 1940 بمنطقة الحلمية في أحياء القاهرة الشعبية.
وعن سنوات الأولى، يحكي عادل إمام :" كانت طفولتي عادية وفقيرة، كنت ساكنا في حي الخليفة، وهو أحد أحياء الحلمية، وهي كلها مناطق شعبية فيها أصالة الشعب وحساسيته، وفيها الجوامع والحياة الاجتماعية والعزايم والجو الرمضاني الدائم، والجو الروحي هو الجو المسيطر عليها على الدوام، ومن هنا لم يكن غريبا أن تكون تربيتي تربية دينية والدي كان موظفا، وكان ورعا متدينا يحفظ القرآن ويقرؤه. وهكذا بين والدي واهتماماته".
ويضيف إمام، "وبين الحياة الشعبية في الحي الذي عشت طفولتي فيه تفتح وعي ولا وعيي، وهذا ما ساعدني كثيرا حين كبرت، حيث قادني تطفلي منذ طفولتي إلى رصد الحياة في الحي ورصد كل الظواهر مصرا على عدم ترك أي ظاهرة تمر أمامي من دون أن أسجلها في ذاكرتي، وهذا الرصد كله يمكنك أن تلمحه في عملي على كل الشخصيات التي ألعبها اليوم"، وذلك حسبما نقل عنه أشرف بيدس في كتابه: "عادل إمام.. الغالب مستمر".
وخلال تجربة فنية امتدت لأكثر من 65 عامًا، ظل جمهور عادل إمام في مصر والمنطقة العربية هو الركيزة الأهم في مسيرته، الجمهور الذي رفعه واحتفى به وسانده في معاركه ضد النقاد، وأقبل على أعماله بتلقائية جعلت منه البوصلة الوحيدة التي يعترف بها الزعيم ويحتكم إليها طوال مشواره.
-ضحك ومتعة: متطلبات جمهور الزعيم من أفلامه
ويقول بيدس، إن الجماهير التي أحاطت بعادل إمام منذ سنوات عديدة وحتى آخر أعماله لم تكن تحاول أن تجيب عن أسئلة فلسفية أو وجودية، أو كانت تبحث عن مفهوم واضح لتناقض الإنسان حول ذاتيته وحريته، بل كانت تسعى للضحك والمتعة والتسلية، والخروج من أزمات الحياة ولو بشكل مؤقت، فكان ضروريا أن يكون الفن أداة لتبسيط الحياة دون الدخول في مصطلحات وتفسيرات معقدة.. رفع عاد إمام شعار "اللي تغلبه ألعبه" وفق مقتضيات كل مرحلة عمرية وفنية، ورغم وجود أفلام دون المستوى، لكن ذلك لم يوقف سعيه فقد كان يدرك منذ وقت مبكر أن رجوعه خطوة واحدة للوراء سيقذف به في غيابه ظل لا تشرق فيه شمس النجومية مرة أخرى.
-توالي الأفلام.. مؤشر النجاح في معايير عادل إمام
استغل عادل إمام موجات تدني السينما في إنتاج أفلام للتسلية، وقدم بعضا من هذه الأفلام، وعندما اشتدت سواعدها كان في أول الصفوف بأعمال حملت قيم اجتماعية وأبعاد سياسية واقتصادية.. لم يرضخ عادل إمام سوى لرغبات جماهيره وضميره الفني، كان يملك سر خلطة النجاح، وكان انتقاله من فيلم إلى فيلم آخر شغله الشاغل الذي حرص على ديمومته، فكلما كان في حالة عمل مستمرة حافظ على وجوده على الساحة، لذا صادقه النجاح، ولم يقبل بغيره.
ظل وفيا لقراءاته الفصيحة للمشهد السينمائي، وكلما كانت رهاناته تحقق ما راهن عليه، كان يثق أكثر وأكثر في رؤيته وأفكاره.. ولم ينجرف يوما وراء أهواء البعض من التجريب، فما كان يملكه من شعبية جعله يدقق في الخطوات التي يخطوها ولا يفتح المسافات بقدر لا تستطع قواه على الاستمرار، لم يلتفت لكل ما كان يقال، وأيقن أن توالي الأدوار لا يعني سوى النجاح، لذلك كان معياره للحكم على موهبته هو تنامي الأدوار أو شحها.. وعندما استطاع أن يؤسس قاعدة ثابتة صلبة، كان له الرأي والمشورة والاعتراض والموافقة والسماح.. لأن اسمه أصبح يحمل الفيلم بكامله.